أصدقائي الأعداء
بقلم : مروى ذياب
على إيقاع عود مارسيل خليفة، ترسم لوحة في ذهني، تحير ملامحها الذكريات، لبيت قديم، بالأمس كان مفعما بالحب والوفاء، ذلك البيت العتيق الذي يقع في قلب عاصمة تونس الجميلة، شوارع مليئة بالحيوية والنشاط، صباحا، مساءً، ويوم الأحد.
مليون عصفور حط على شرفة غرفتي المطلة على شارع اللافايات الصاخب بمساجده بحاناته بكنائسه بمقاهيه بمطاعمه بمعاهده وبسكانه، غرفة في بيت يعود إلى عهد الاستعمار الفرنسي، لكن زواياه كانت تنبض بالحياة، جدرانه البائسة المخربة، تصرخ بذكريات مضت لأرواح كانت بالأمس لا تنسى لجمالها واليوم أصبحت في الذاكرة لقبح أفعالها.
ذلك البيت بالأمس كان يعج بالصور والأثاث والصخب والبكاء والقهقهات، واليوم أصبح ملجآ للأشباح بعد أن هُجر.
بيت كان بمثابة العيد في حياتي، جمعت فيه كل قواي ووضعتها في مفاهيم حياتية، ومبادئ أولها الصداقة، مفاهيم احترقت يوم اضمحلت أرواح سكان البيت وهجرته، وخرجت وحدي بتلك المفاهيم الجميلة.
كل شيء كان جميلا في ذلك البيت، وكل شيء أصبح قذرا بعد أن هُجر.
سأكمل ليلتي هذه على نغمات نفس مارسيل وسأضم ذكرياتي الحلوة إلى أشعاري وسجلاتي، فالجميل يبقى جميلا، والقبيح لا حاجة لي به.
وسأقول "كان يا ما كان في قديم الزمان أصدقاء تحولوا إلى أعداء بسبب الطمع والمال".
فبين ريتا وعيون مارسيل بندقية، وبيني وبين أصدقائي الأعداء معزوفة كبرياء..
كبرياء يجعلني بمنآى عنهم.
كم كان جميل ذلك البيت في قلب اللافيات العتيقة، وكم قبيحة هي أرواح من هجروه.
بقلم : مروى ذياب
على إيقاع عود مارسيل خليفة، ترسم لوحة في ذهني، تحير ملامحها الذكريات، لبيت قديم، بالأمس كان مفعما بالحب والوفاء، ذلك البيت العتيق الذي يقع في قلب عاصمة تونس الجميلة، شوارع مليئة بالحيوية والنشاط، صباحا، مساءً، ويوم الأحد.
مليون عصفور حط على شرفة غرفتي المطلة على شارع اللافايات الصاخب بمساجده بحاناته بكنائسه بمقاهيه بمطاعمه بمعاهده وبسكانه، غرفة في بيت يعود إلى عهد الاستعمار الفرنسي، لكن زواياه كانت تنبض بالحياة، جدرانه البائسة المخربة، تصرخ بذكريات مضت لأرواح كانت بالأمس لا تنسى لجمالها واليوم أصبحت في الذاكرة لقبح أفعالها.
ذلك البيت بالأمس كان يعج بالصور والأثاث والصخب والبكاء والقهقهات، واليوم أصبح ملجآ للأشباح بعد أن هُجر.
بيت كان بمثابة العيد في حياتي، جمعت فيه كل قواي ووضعتها في مفاهيم حياتية، ومبادئ أولها الصداقة، مفاهيم احترقت يوم اضمحلت أرواح سكان البيت وهجرته، وخرجت وحدي بتلك المفاهيم الجميلة.
كل شيء كان جميلا في ذلك البيت، وكل شيء أصبح قذرا بعد أن هُجر.
سأكمل ليلتي هذه على نغمات نفس مارسيل وسأضم ذكرياتي الحلوة إلى أشعاري وسجلاتي، فالجميل يبقى جميلا، والقبيح لا حاجة لي به.
وسأقول "كان يا ما كان في قديم الزمان أصدقاء تحولوا إلى أعداء بسبب الطمع والمال".
فبين ريتا وعيون مارسيل بندقية، وبيني وبين أصدقائي الأعداء معزوفة كبرياء..
كبرياء يجعلني بمنآى عنهم.
كم كان جميل ذلك البيت في قلب اللافيات العتيقة، وكم قبيحة هي أرواح من هجروه.