الأخبار
وفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيا
2024/4/30
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ثمارالغرام بقلم منال بوشتاتي

تاريخ النشر : 2015-07-07
تغتالها ذكراه كلما نظرت لصورته الجميلة وهاهي مرة أخرى تحاول النهوض والبدء بحياة جديدة

للحياة أبواب وعليها أن توصد باب الأوجاع لتفتح مدخلا؛ جديد يناهز عن أحلام الربيع

وما الأيام إلا صدف وهي كانت واحدة من ضحايا الصدف؛ حين بلغت بها الوحدة لمحبة أمين

انساقت وراء الأحلام وصدقت من قالوا الصدفة خير من ألف ميعاد ؛هاهي تقف صوب المرآة تستقطر من غبار الذكريات أول صدفة جمعتها به بمحطة الحافلات

شاب متميز يخطف الأنفاس بأثير عطره الفواح وقامته المرموقة

لربما الفراغ قاتل جعلها تتعلق بأول شاب ! وقد يكون موت والدها وهي طفلة مما جعلها تبحث عن الحنان ؟

أوبعد والدتها بهيجة التي تقضي طول اليوم تكابد التحديات لتضمن مجمل عيش لطيف ؟؟

لاتدري ما الذي جذبها إليه ومنذ ذلك اليوم وهي تفكر فيه .

وكم هي غريبة هذه الصدفة !!!!

للمرة الثالثة تلاقيها به في مطعم أنيق رفقة صديقتها سعاد.

لم تتوقع أنها ستلاقيه جالس رفقتها يضحك مبرزا عن أسنانه البيضاء

تعجبت كثيرا أن يكون هو نفس الشاب الذي تظل صديقتها تحكي عنه للبنات ؛حيث يتشوقن لرؤيته ويقودهن الفضول لمعرفة وسامته.

حاولت أن تتجاهل الموقف وتنصرف لمكان بعيد عن شاعريتهما ؛لكن سعاد سرعان ما رأتها

وأشارت لها بيدها لتعرفهما عن بعضهما البعض .

واضطربت المسكينة خوفا من المقابلة واحمرت وجنتاها خجلا ؛ وجاهدت بخطوة إلى الأمام وذهبت في خطواتها البطيئة.

ونظرت له فيما يشبه الأسى مخفية حقيقة صديقتها التي تلاعب الرجال؛ولا ترغب من علاقتها منهم سوى جني الأموال

صعب أن تفشي سرها ولاسيما هي غالية على قلبها

ومؤلم أن تتركه ينساق خلف غرورها وما الذي يجب فعله غير الصمت الدفين ؟

مضطرة أن تمثل السعادة وتبتسم لكلاهما وتجلس بالقرب من صديقتها ؛وتبارك لهما خبر الخطوبة; وتدفن ألاعيبها الحقيرة

عليها أن تدفن حبها العابر لأمين وحقيقة صديقتها وأن تتمنى لهما حياة سعيدة مليئة بالرفاه والبنين

الصبر مفتاح الأحزان والنسيان نعمة لكل موجوع وللغد فرح وللصداقة تضحية فضيلة وليس لها خيار.

ستحتفل معهما بحفل الخطوبة وتشاركهما السعادة وعليها أن تكون ممثلة بوليودية وتتظاهر بسعادة كاجول أمام الشاروخان.

لكل بداية نهاية وهي واحدة من ضحايا الصدفة التي لا تغني ولا تفقر

أوقفت شريط الذكريات منهمرة بالدموع ومزقت صورته التي نسختها من موقع التواصل الاجتماعي

وقررت نهج طريق مختلف يزهو بهدف جديد وذلك ما جعلها؛تلتحق لنادي الخياطة هدفا بالوصول لنهاية مشرقة.

أما سعاد فهي الفتاة الجميلة السمراء طويلة القامة كاحلة العيون نشيطة الحركة أنيقة اللباس لم تغير من عادتها الكريهة شيء ؛مازالت تجول المقاهي معتقدة من نفسها نجمة الكون

استغلت سفرخطيبها أمين لجنازة عمه عثمان وخرجت لتمارس فن الاصطياد ؛بأحد المقاهي الفاخرة عن مسافة بعد قصيرة وبينما تتجول عيناها فواكه الرجال وقعت نظراتها على شاب أنيق المظهر شعور غريب حرك من قلبها رغم بساطة جماله ولأول مرة تخجل ؛من إطالة النظر لرجل حيث غيرت نظراتها لشاشة هاتفها.

ولحسن حظها جمالها باهر لا يقاوم إذ أعجبته هو الآخر

دفعت ثمن كوبها ونهضت عن بطء وكأنها تمشي فوق كرات البيض؛ وتعثرت متعمدة كعادتها مع باقي الرجال؛وسقطت بالقرب من طاولته وأسرع محاولا مساعدتها للنهوض مستغلا للموقف ومقابل ذلك ادعت أنها لا تقدر المشي لوحدها ;

وتحتاج لسيارة أجرة

ومسكها من يدها واتجه بها صوب سيارته وفتح لها الباب بلطف وساعدها حتى ركبت وغلق الباب بكل رقة

وأخذها حيث تسكن وتبادلا أرقام الهاتف مدعيا الاطمئنان عليها مخفيا مدى إعجابه الشديد بها وانتظرها إلا أن دخلت باب الإقامة وحينها انطلق من شارع الحي.

كانت تلعب لعبتها وترقص بالنار تقضي الليل متعة في حوارها الهاتفي مع مروان ؛ثم تعتذر لأمين في رسالة قصيرة بحجة من خيالها الواسع.

ولما عاد من مراسيم الجنازة لمح شيء من تغيرها وذلك من خلال شرودها ورغبتها بالعودة للمنزل هل هي خيانة مشروعة أوغير مشروعة فما الذي وقع لقلبها ؟

هل تحول الإعجاب والطمع لغرام ؟ فهو أقل وسامة من أمين وجوهر ما يخطفها لحنينه ويقصفها لأشلاء تفكر طوال اليوم لإيجاد حل بين البقاء مع شخص انتهت مدة صلاحيته أو الذهاب لحضن ثري بالحنان ؟

عسير هذا القرار والحقيقة أقوى من الهروب

ستخبره أنها لا تستطيع البقاء في هذه العلاقة يجب أن تفك الأصفاد من يدها لتعيش حياتها بمحض الحرية والهناء
الصفحة الثانيــة كانت مقابلة صعبة والجو خانق لا يطاق والخوف ينفض الاحمرار; والتعلثم يسيطر على لسانها السليط.

وأمين يدور السكر بالفنجان بملعقة صغيرة عن مهل وكأنه أحس بشيء؛ومن وقت لآخر ينظر لوجهها ;متعصبا من صمتها العجيب وينتظر المباشرة في الموضوع

نظرت له عن قلق واعتذرت منه بفسخ خطوبتها مبرزة أنها تريد مواصلة دراستها ولا تفكر في الزواج ابتسم ابتسامة سخيفة وارتشف قهوته وكأنه لم يسمع من كلامها شيء؛وتجاهل الموضوع ونظر رافعا عيناه للسماء الزرقاء مستمتعا بأغرودة العصافير

رددت طلب فسخها للخطوبة وعاود ارتشاف قهوته وأشار لها ساخرا بيده بالانصراف دون أن يحدث صوتا

الصفحة الثالثة

ذهبت مسرعة لتطلب من مروان خطبتها وعندما اتصلت به هاتفيا وجدت هاتفه مغلق اختفى عن أنظارها وترددت عن المقهى الفاخرة وسألت عنه النادل فتعجب نفسه من سبب غيابه.

مرت الأسابيع وهاتفه مغلق دون سابق إنذار وقلبها كالمألوف يلتهب عن حرارة مفرطة.

سعاد تفكر عن بعد في مروان والأخير مختفي غائب عن الأنظار وأمين يتألم لرحيلها

والفرصة فتحت أبوابها لمرتا حين أظهرت صديقتها بنفسها حقيقتها لأمين.

إنها عدالة القدر عندما تجعل شخص يفضح حقيقته بنفسه ويتهور في رفع الستائر لم يكن لمرتا إلا أن تواسيه وتقدم له المساعدة وتستمع لجروحه .

ظلت معه في دربه الجسيم تقدم له النصيحة وتبعده عن شرب الخمر ؛وتعد له الطعام وتأخذه له كل يوم في طريقها للنادي.

ورغم كل تلك التضحيات لم يستطع نسيان سعاد ؛والتي بدورها تبكي الحسرة على حبيبها المفقود

بعد أسابيــــع

استمرت الأيام دون أن تفقد الأمل مارتا في الوصول لقلب أمين؛واقترحت له أن يذهب لمرشد نفسي وأجابها بالرفض والاستهتار.

لكنها أصرت على أن تقنعه بطريقتها وتحملت تعاليه وصراخه عليها وطردها من المنزل وحبها دفعها لتحمل كل أنوع الإساءات لتقيم بقلبه بشكل أبدي في كل لحظة تزوره وفي يدها طعام ينظر في وجهها ;بريق سعاد.

الصفحة الرابعة

كل يوم تخرج سعاد كالمجنونة للغابة والشاطىء والمقهى تبحث عن رائحته لعلها تصادفه

تسير أرض الله الواسعة تتمتم باسمه والدموع هطول من عيناها دون أن تهتم بنظرات المارين تحاول الاتصال لمرات وكالعادة هاتفه مغلق

فماذا أصابه ؟ تساؤلات تطرق رأسها وفي كل ملف قضية

هل مو متزوج وعاد لزوجته هل دخل السجن أومات في حادث لاشك أحد ما اختطفه !!!

يا الله ساعدني للوصول إليه خذ من عمري واتركه يعيش

حالتها الشؤم تمزق من القلب إربا يمر الوقت بسرعة وتتهافت الخطاب على بابها والكل يتمنى حب سنظريلا

وهي ترفضهم بحجج مختلفة هذا سمين وهذا فقير والتالي كبير وداخلها حبيب أبدي سكن عن جنسية أصيلة موثقة برائحة العشق.

تطاردها الكوابيس المخيفة بأنواع من صور الرعب يوم تراه في حفل زفافه ويوم تراه طريح فراش كل يوم تستيقظ صارخة كالطفل اليتيم ولا تنام إلا على حضن أمها ترتجف كالبلبل الصغيرمن قال يوم ستعشق بهذا الجنون ؟

ما أتعس قلب العشاق حين يتقد أنين العذاب وما أحر الوحدة الموحشة حصدت ثمن الأخطاء ورضعت السموم من أرض العاشقين على العكس من أمين ؛الذي وجد في وحدته فتاة حالمة ;

تحبه عن صدق وتؤنسه في ظلامه الأبدي.

وكأن صورتها الجميلة استرسلت لقلبه بمجمل من ثمارها اللذيذة

بدأت تحرك بأسلوبها شيء من أحاسيسه لتجعله يعتاد على وجهها البشوش وصوتها العذب وطعامها اللذيذ وقلبها الكبير.

استجاب لدعوتها وذهب رفقتها لمقر المرشد النفسي وبإصرار منها ؛وبعذوبة لسان جعلته يصلي الصلاة

والتي من خلالها ارتاح كثيرا واستشعر حلاوة الإيمان.

الصفحة الخامسة

وسعاد لا تزال في وحدتها تبكي على مروان وهاهو أمام باب السجن واقف ينتظر صديقه اللص حاتم

مروان هو ذلك الشاب المغرور أمه ممرضة ووالده متوفى يعشق المظاهر ويرفض الاجتهاد ويمثل الترف على البنات ويستأجر سيارة بثمن مناسب من صديقه كمال ويظل الوقت يحوم حول الفنادق والسهرات استغل ثقة سعاد اختلس منها عذريتها ليتركها حامل تعاني قسوة الظروف الحادة

هاهو اليوم يحضن شوقا صديقه حاتم فقد خرج لتوه من السجن بعد قضاء محكوميته بتهمة السرقة الموصوفة.

ذهب رفقة حاتم للاحتفال بصحة الحرية وترك والدته هي الأخرى تبحث عن سبب غيابه الغير المسبوق

وبقلب بلا شفقة احتفل مع مجموعته المشاغبة من أيام الثانوية ؛واقترح عليه ياسين مشاركته معهم بالسرقة لقصر السيدة هنادي.

تردد متخوفا لعدم ممارسته هذه الهواية بينما حاتم أقنعه بالثراء والرفاهية وهو واحد ممن سيعدون المغامرة

خططوا انطلاقا من الخريطة وأظهروا له المكان المؤدي إلى نافذة المكتب التي ستتركها الخادمة التابعة لخدمتهم مفتوحة.

وغير هذا فجهاز التسجيل ستعطله بعدما يدخل أهل البيت للنوم ،وطلب منهم مروان مهلة للتفكير .

وسرعان ما أثروا بعقله ليجد نفسه مستعد لخوض هذه المغامرة

الصفحة السادسة

أما سعاد لم تقدر على إخفاء حملها ولابد أن تجد حلا لهذه الخطيئة فلم يكن لها بين الخيارين الانتحار أو إجهاض الجنين.

فاقتنت مجموعة أعشاب وطبختها لساعات بعدما خاض الجميع لمعركة النوم صبت السائل داخل كأس كبير وحملته بيديها المرتجفتين ؛وأقربته من فمها مستاءة من رائحته ,وأغمضت عيناها ثم شربته

الصفحة السابعة

والد الجنين في مهمة سرقة وهي تتوجع ألما قابضة على رحمها ؛تبكي متخبطة عن ألم ينفذ من الجدران والأبواب كالرصاص

صراخ معتم أيقظ سكان الإقامة ووالديها ليتركا سؤالا عن سبب هذه الدماء النزيفة

لم يكن بيدهما وقتا لنقاش القضية الوقت يمر على عجلة وحان للغضب أن ينفجر والإسعاف أهم من كل عتاب لم يجد والدها غير سبيل نقلها بسيارته الصغيرة لأقرب مشفى ليوقفوا نزيفها الحاد وهي التي مسكت برحمها متألمة هاتفة باسم مروان ؛وكأنها تودعه

الصفحة الثامنة

وكأنه أحس بذنبه أوبلغه حدس من شعورها وبينما يحاول القفز من فوق الجدار تذكر صورتها ووعده لها بالزواج تدرجت أكاذيب الماضي لتوقفه عند أشعار الغروب والنظرات المتقابلة ؛واللحظات الباسمة .

لكنه لأول مرة يجد نفسه يسترجع شريطهما ولم ينتبه إلا مع صفارة معلمه ليرفع جسده بسرعة الشهاب فوق أسنان الجدران

ويقفز عن حذر مترقبا من نباح الكلب متجها صوب الشجرة متسلقا باسطا يده إلى الأمام لقد آن للحقيقة بأن تظهر ولجهاز الإنذار أن يطلق إشاراته الصوتية وللشرطة أن تحاصر المكان

تعجب المعلم مستغربا للتخطيط المدبر !! وكيف للشرطة أن تعرف موعد العملية هاهو قلب مروان يخفق والندم يعتريه ودقائق وتسلب منه الحرية

نفس الوقت والليلة الذي لفظت فيها أنفاسها سعاد صعدت روحها للسماء قبل وصولها للمشفى والصراخ ملأ جدران السيارة وللأم قلب حنون ; ورغم ما حصل فلابد من البكاء

أي عار يقف متحديا أمام قلوب الوالدين ومهما رمق الغرور شكل البشرية فمكانة الأبناء لا تعوض آه للحسرة !!!!

ومن سبب هذه الجريمة وللسؤال ألف إشكال ولكل منهما لاقى نصيب وأين يفر مروان الذي تحدى قدره وسابقه ولم يجتهد يوم في تحصيل مجهود نقي فطريق الحرام قصيرة والخادمة التي اعتمدوا عليها سمعتها الطباخة وهي تخطط في الهاتف تحت ظل الشجرة مع الرئيس فأسرعت وأخبرت سيدة البيت وأبلغت هي بدورها الشرطة عن محاولة السرقة

وشغلوا الجهاز بعدما تأكدت الخادمة بتعطيله وأوت مدعية بالنوم لفراشها والشرطة راقبت المكان عن بعد ونال كل مجرم نصيبه وأكملوا حياتهم خلف القضبان والندم يأكل من قلبهم وتزوج أمين بمرتا ورزقهما الله بطفلين وانتهت قصتنا وفي حكاية أجمل

بقلم:منال بوشتاتي
النسخة الأولى إهداء نثري وعما قريب سأصدرها على شكل رواية بسيناريو فيلم
أرجو أن تنال إعجابكم
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف