الأخبار
وفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيا
2024/4/30
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الدورة ال26 لمهرجان الفيلم الاوروبي في عمان بقلم:مهند النابلسي

تاريخ النشر : 2015-07-01
الدورة ال26 لمهرجان الفيلم الاوروبي في عمان بقلم:مهند النابلسي
الدورة ال26 لمهرجان الفيلم الاوروبي في عمان:

جرأة "الاسباني" وطرافة "الايطالي" وسماجة "التشيكي"!


(تحليل نقدي لثلاثة أفلام)

الفيلم الاسباني (الأول) وعنوانه "بندقية في كل يد"، يتحدث عن معاناة ثمانية رجال مع النساء تحديدا، ويعكس صورا هزلية جريئة لواقع حالهم، ويتطرق بصراحة للمواضيع الجنسية، حيث تسيطر النساء على شروط العلاقة بطريقة صادمة واستثنائية، ويتضمن الشريط مواقف كوميدية ومفاجئات غريبة، كحالة الزوج الذي يلتقي صدفة مع عشيق زوجته بالحديقة العامة أمام منزل الأخير، وكحالة الزوج الآخر الذي تطرده زوجته السابقة محملا مع حاجاته وكتبه وبدون ان يتوقع ذلك، ثم كحالة الموظف "الولهان" الذي تحرجه زميلته الجميلة وتبقيه منتظرا بالحمام، ثم تصل لحالة المكاشفة لأدق ممارسات العلاقة الزوجية التي تكشفها الزوجة لرفيق الزوج "الشخصية الشهيرة"وبلا حرج!...الفيلم شيق وممتع ومنجز بطريقة مسرحية بشكل "بورتريهات" ولقطات طويلة مستمرة تلخص الحالات المختلفة وبدون ان نشعر بالملل، ومن ثم يتم تجميع الشخصيات بحفل لكشف خفايا الامور. الشريط جريء وغريب من نوعه، ويستعرض سطوة النساء على مشهد العلاقات الزوجية "العصرية"، ويتناقض تماما مع تعريف الكاتب الأمريكي الشهير "أرنست هيمنجواي" للمفهوم الكلاسيكي للرجولة، وهذا ما غاب عن فهم الناقد السينمائي الذي ادارالنقاش!

أما الفيلم الايطالي (الثاني) "العجلة الخامسة" فهو فيلم اجتماعي- سياسي طريف، يستعرض الأحداث المحورية عبرأربعة عقود من تاريخ ايطاليا الحديث، من خلال عيون  البطل الظريف "أرنستو فيورني"، متطرقا بالتفاصيل لمعاناته الحياتية والعملية، وهو منجز بطريقة "تفاعلية-واقعية" فذة، حيث نرى فيه أرنستو كشخص صادق وطيب القلب وخفيف الدم، يكافح دوما لمواكبة الأحداث والتغيرات بلا طائل، متنقلا من وظيفة لاخرى في ظل التدهور المستمر بالوضع الاقتصادي، ونراه يفشل مرارا بتحقيق طموحاته (لصدقه وبساطته وصراحته)، ويتورط تباعا بمواقف محرجة وكوميدية، يحاول الشريط أن يستعرض (دون ان ينجح) تداعيات صعود وسقوط الاشتراكية، ويسلط الأضواء على ممارسات حكم برليسكوني (ويسخر من فضائحه النسائية الشهيرة)، الا أن المواقف التلقائية الطريفة هي التي تلفت الانتباه هنا، منها استخدامه للواسطة للعمل كطباخ، وعمله الحر كناقل للأثاث واللوحات، وعلاقته مع فنان عجوز "غريب الأطوار" يرسم اللوحات الضخمة لارضاء أذواق الأثرياء الجدد الأدعياء، وتداعيات موته المفاجىء الحزين...كما يتطرق لفضائح "رب عمله" الجديد وفساده ومغامراته النسائية العديدة، أما اللقطة الاستثنائية  بهذا الشريط فتكمن بالمشهدين الاستهلالي والأخير الذي نرى فيها أرنستو تائها يبحث بين أطنان النفايات عن ورقة يانصيب رابحة، كانت زوجته المهووسة بالنظافة قد ألقتها بالزبالة، وبالرغم من قيمة الجائزة المالية الكبيرة التي كانت ستحسن وضعه المالي المتردي، الاانه يتسامح ويسامح زوجته المخلصة مقدرا "عشرة العمر" ووشائج علاقتهما العاطفية القوية، كما نراه يكتشف قبل ذلك نجاته من تشخيص خاطىء بسرطان الرئة ، فرحا بأنه ما زال سليما معافى، وينتقم صارخا وشاتما الطبيبة التي أخطأت بالتشخيص: يخلص الفيلم هنا بنتيجة مفادها بان القدر قد يجافي الانسان الطيب المستقيم، حتى لو ربح باليانصيب، فقد تكفيه الصحة والسعادة وهدؤ البال ومحبة الآخرين! تميز هذا الفيلم بتلقائية المواقف وطرافتها وانسيابها ضمن سيناريو محكم، كما تميز تحديدا بغرابة الأحداث و"بخفة دم" البطل...

 عكس الفيلم التشيكي (الثالث) "من أجل رؤية البحر"، الذي يبدو وكأنه يصور الشريط من خلال كاميرا "الفتى توماس"، الصبي بالحادية عشرة من عمره، الذي يحصل على كاميرا نيكون رقمية جديدة، ويبدأ مع صديقه الكرواتي بتصوير الأحداث من حوله، الفيلم "ثقيل الظل وممل"، وحافل بالقفشات الكوميدية "السمجة" التي لا يمكن توقعها من طفل او فتى صغير، وتحوي ايماءآت جنسية مكررة ومقالب غريبة مفتعلة...حاول المخرج جذب المشاهد بلقطات تتحدث عن معاناة زميله الفتى الكرواتي وامه المسكينة من بطش أبيه العنيف المدمن، والتي أدت لهروبهما (الكرواتي وامه) لكرواتيا والتمتع بشاطىء البحر، وقد عزمه لزيارته في منزل جدته. كما حضر لنا المخرج مفاجأة "انسانية" غير متوقعة بآخر الشريط، حيث يكتشف الفتى المدلل (بواسطة مطاردته البوليسية بتاكسي لسيارة والده) أنه ابن متبنى، وأن شقيقه الأصيل يركن مشلولا باعاقة دائمة بمستشفى تعمل به الام!

كذلك تظهر "السخافة"  وتتجلى عندما يخبر والديه أنه قد كبر وأصبح لا يرغب بلعب كرةالقدم، وأن رغبته تنصب حاليا بتصوير الأفلام لا غير، كما أنه وضع ملصقا كبيرا ملونا للمخرج الشهير ذي الأصل التشيكي "ميلوش فورمان"، وبأنه هكذا ببساطة يود بأن يصبح مثله، او ربما هكذا يريد المخرج الشاب جيري مادل (الذي حضر العرض مع السفير التشيكي بعمان)، كما أن الام تلقب ابنها أحيانا  ب"شبيلبيرغ" (المخرج الأمريكي الكبير) ...والخلاصة أنه ليس كل من حمل الكاميرا وصور مشاهد ولقطات من هنا وهناك سيصبح مخرجا شهيرا في مقتبل الأيام، وسواء كان فتى صغير او صبي مراهق او حتى "مخرج بالغ راشد"!

مهندالنابلسي

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف