الأخبار
حماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل ثلاثة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزةحماس تتمسك بوقف إطلاق النار وضغوط أميركية على نتنياهو للمشاركة بالمفاوضاتمسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين السابق: حماس جادة بالتوصل لاتفاق وإسرائيل لا تريدإعلام إسرائيلي: نتنياهو يصدر بيانات ضد إبرام الصفقة تحت مسمى مسؤول دبلوماسيحماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثل
2024/5/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

متى يفرج الإخوان عن برديات مقبرة الكلاب ؟بقلم:عماد أبوهاشم

تاريخ النشر : 2015-06-28
متى يفرج الإخوان عن برديات مقبرة الكلاب ؟

كشف أثريون من جامعة كارديف البريطانية بالقرب من منطقة آثار سقارة فى مصر عن مقبرةٍ  تحوى قرابة ثمانية ملايين مومياء لكلابٍ محنطةٍ ، وقد ألقى ذلك الكشف الأثرىُّ مزيدًا من الغموض والدهشة حول حياة قدماء المصريين وحول معتقداتهم ، فما الذى دفع بهم إلى بذل كلِّ ذلك العناء من أجل تحنيط تلك الحيوانات التى لم تكن - أصلًا - ضمن الحيوانات المقدسة التى عبدوها قديمًا ؟ وما الذى جنته أيديهم لقاء ما بذلوه من وقتٍ وجهدٍ ومالٍ فى تحنيط كل هذا العدد من الكلاب ؟ ذلك الغموض وتلك الدهشة مازلا باقيين إلى يومنا هذا ، فالمصرىُّ هو أعجب ما في الكون ، بل هو لغز الكون وسر أسراره .

من الواضح أن ذلك العمل كان مشروعًا عامًا  وليد إرادة الفرعون الحاكم وقتها ، ويتجلى ذلك فى كبر حجمه إلى الحد الذى لا تستطيع معه المؤسسات الخاصة أو الأفراد الإقدام على تنفيذه ، ولابد أن تكون الدولة بتوجيهاتٍ من الفرعون - من أجل إنجاز ذلك الهدف القومى العظيم - قد أعلنت حالة الاستنفار العام فى كافة مؤسساتها  ، ومن الضرورىِّ بمكانٍ أن تكون لقوات الفرعون المسلحة الدور الأكبر فى الاضطلاع بذلك العمل بدءًا من سلاح المهندسين العسكريين الفرعونىِّ الذى وضع التصاميم الهندسية للمقبرة بالشكل الذى ترتاح فيه الكلاب خلال حياتها الأبدية الآخرة ثم قام بتشييدها و إنشاء البنية التحتية لها ومد شبكات من الطرق المؤدية إليها لتكون رحلة الكلب الميت إلى المقبرة رحلةً هانئةً ميسورةً ، وانتهاءً بإدارة المخابرات الحربية وجهاز الشرطة اللذين أحبطا مخططات الإخوان الإرهابية الرامية إلى الحيلولة دون تنفيذ ذلك المشروع بسبب معتقدات الإخوان الراديكالية التى تجعل من الكلاب نجسًا ينقض الوضوء .

لكن السؤال المطروح هل نُفِّذ مشروع مقبرة الكلاب بالأمر المباشر أم من خلال الإجراءات المنصوص عليها فى قانون المزايدات والمناقصات ؟ إن مشروعًا كهذا لابد أنه قد تكلف من المال الكثير والكثير ، فلكم أن تتخيلوا مقدار النفقات التى يتطلبها تجهيز الكلب الواحد وتحنيطه ودفنه مقارنةً بما يتكلفه دفن الإنسان الميت فى أيامانا هذه بدون تحنيط إن وجد مكانًا يُدفَن فيه من الأساس ، وهل احتاج الفرعون لإعطاء أوامره بالبدء في ذلك المشروع إلى تفويضٍ وأمرٍ مباشرٍ من الشعب أم شرع فيه دون إرادةٍ شعبيةٍ ؟ وماذا كان موقف الإخوان من ذلك الأمر ؟ هل اعتبروه حرامًا يستوجب الثورة عليه أم أجازوه مع الكراهةِ واكتفوا باتهام الفرعون بإهدار المال العام ؟ وهل كان لقناة الجزيرة - وقتها - دورٌ في دعمهم وتأليبهم ضد الفرعون ، كلُّ تلك الأسئلة وغيرها نحتاج للرد عليها أن يتعامل الإخوان المسلمون مع مثل تلك الأمور بقدرٍ أكبر من الشفافية والصراحة ، وعلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أن يأمر بالإفراج عما لدى الجماعة من وثائق و بردياتٍ أثريةٍ توثق تلك المرحلة المهمة من تاريخ مصر .

المُحيِّر في الأمر أن المملكة المصرية إبان الحكم الفرعونىِّ لها لم يكن   تعداد سكانها ليتجاوز مليونى نسمة ، فكيف تجاوز عدد كلاب المقبرة ثمانيةَ ملايين كلبٍ ؟ هل كانت أعداد الكلاب في مصر الفرعونية تفوق أضعاف ما يقطنها من البشر ؟ وهل قُتِلت تلك الكلاب وحُنِّطَت وأودِعت مثواها الأخير دفعةً واحدةً أم كان ذلك على مراحل استغرقت عشرات السنين ؟ لابد أن الكلاب كانت تُجمَع من كلِّ ربوع مصر المترامية الأطراف وتُنقَلُ إلى العاصمة حيث تُحنط وتُدفَن ، فكيف كان يتم ذلك ؟ ولماذا ؟

 لابد أن تكون الدولة قد أنشأت وزارةً خاصةً للكلاب ، ومن المؤكد أن تلك الوزارة كانت من أكبر وأهم الوزارات فيها ؛ لذلك كان يقوم على شئونها وزيرٌ يُختار من أخلص الضباط المتقاعدين للفرعون وتخضع لإشرافه المباشر ، يبدو أن مصر القديمة لم يكن فيها  شيئٌ أهم من جمع وتحنيط ودفن الكلاب ، غير أن الأمر لا يخلو من فسادٍ وسوء استغلالٍ للسلطةٍ ، فهناك شواهد تًدلِّل على أن الكثير من الدول الأجنبية كانت تدفن كلابها المحنطة في المقبرة عن طريق عملائها ومن هذه الدول : تركيا وإيران وقطر و حماس في غزة وحزب الله في لبنان ، يبدو أن كل دول العالم كانت تدفن كلابها في مصر ، أو ربما تكون المقبرة التى اكتُشِفَت هى مزبلةُ التاريخ ، الإخوان - وحدهم - هم من يمتلكون الإجابة ، فمتى يتكلمون ؟ ومتى يُظهِرون الحقيقة .

#المستشارعمادأبوهاشم رئيس محكمة المنصورة الابتدائية - عضو المكتب التنفيذى لحركة قضاة من أجل مصر – عضو المجلس الثورى المصرى .   

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف