الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إن لم يكن لديك وجع ... تجاوز هذا النص ..؟ بقلم:بلال فوراني

تاريخ النشر : 2015-06-17
إن لم يكن لديك وجع ... تجاوز هذا النص ..؟ بقلم:بلال فوراني
مزدحم قلبي بتلك الاشياء التي لا أنساها , مثل كل الأِشياء المبعثرة التي تركتها ورائك , مثل رصيد الخيبات الذي أعدّه كل ليلة وأحسب فيه خساراتي الجميلة معك , مثل الشهيق الذي كان ينهض من سباته عبثاً والزفير الذي يسكن في صدري قهراً , مثل كل الذكريات التي تنمو تحت جلدك وهي كفيلة بنزفك حتى الموت , مثل كل الأوجاع التي حاصرتك يوما من كل الجهات ولم يكن أمامك سوى افتعال الدهشة .. مثل كل الاشياء التي لك موعد معها من دون سابق موعد , مثل آخر الخطوات التي تخطوها بكل ثقة .. حين تحزم حقائبك في المحطة وتقول للمغادرين ... شكراً..؟؟
مزدحم عقلي بكل تلك الأشياء التي لا أفهمها , بالحكايا التي تنتهي قبل أن تبدأ , وبقصص الحب التي تموت قبل أن تحيا , بالمفارقة التي تجعلنا في مواجهة حقيقية مع ذواتنا , حين نتعرى من آخر قطعة ثياب على أجسادنا , ونصير في مرمى أول سهم قادم من الغريب الذي لا تعرفه لكنه يعرفك تماما , يعرف تفاصيل وجهك ويحفظ تقاطيع ضحكتك , يعرف خرائط قلبك ويفهم اتجاهات مزاجك , يعلم تماما متى يصيبك في مقتل لا تحيا من بعده ,, كي تنهض من موتك بعد ثواني معدودة وتحييه بأجمل تحية قائلا له .. شكرا ..؟؟
مزدحم صدري بكل تلك الأشياء التي أحملها , بالوطن الذي يعشعش في الرأس من دون مناسبة , بمفترقات الزمن التي تجعلك تحمل هوية لاجئ من دون رغبة , من الحرية التي يلوثون الجو فيها كي تستنشق التخلف والجهل ,من الثدي الذي ترضع منه كي تعود وتبصق عليه , من الثائر الذي يعطش لتحرير وطنه وهو عاجز عن تحرير فكره , من المتعصب الذي يدسون في رأسه أفكار عظيمة عن الرب وحورياته وماخوره الجميل , من أمة مكبوتة تعيش على فتات الخبز وتبيع الطحين لعدوها , من كذبة كبيرة اسمها الوطن للجميع .. ومن حقيقة مرّة اسمها الوطن لمن يشتري و يبيع .. من العشق الصادق الذي يطعنك في ظهرك بكل خجل فتستدير له بكل حب قائلاً له .. شكراُ .. ؟؟
إن لم يكن لديك وقت تجاوز هذا النص , تجاوز كل الكلام الذي يذكّرك أنك ما زلت على قيد الانسانية , وأنك تموت كل يوم وتنزف عمرك من دون وجود اسعافات أولية تنقذك من الموت, تجاوز خطوطك الحمراء المزروعة في بستانك الأخضر منذ نعومة أصابعك , تجاوز كل تاريخك المعجون في روايات كاذبة وقصص ملفقة , تجاوز القافلة التي لا يصيح عليها سوى الكلاب , بربك ماهذه القافلة التي لا يعوي عليها سوى الكلاب إن لم تكن قافلة محملة أصلاً بالعظام ..تجاوز الشجرة المثمرة التي يقذفونها بالحجارة , فمن فرط جهلهم يقذفونها بالحجارة في حين أنهم قادرون بكل بساطة أن يقطعوها , تجاوز السهر في الليالي لأنك تطلب العلا , فأنت قادر ببساطة أن تشتري العلا في وضح النهار وغصباً عن الشمس بقليل من الدراهم , تجاوز مظاهرة عربية تطالب باسقاط امريكا .. فمن جهلهم لا يعرفون أنه في حال سقطت امريكا فسوف تسقط على رؤوسنا .. فنحن العرب في أسفل كل شيء .. كل شي .. تجاوز تلك الحناجر التي تبتهل للرب على المنابر كذباً وتلك اللحى المبللة بالسفالة والوضاعة .. فربك وربي وربهم لا يحتاج الى عرض أزياء نتبارى فيه على من يكون ملك الجمال والصوت لديه .. تجاوزني أنا .. تجاوزني بسرعة دون أن تنتبه .. وتوقف فجأة والتفتّ اليّ واضحك في وجهي .. وقل لي ... شكرا ..؟؟
/
على حافة النص
في الحياة يحدث أن تزرع ما تريديحدث غالباً أن ينمو ما لا تريد
بلال فوراني
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف