الأخبار
كم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفح
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الشهيد باحاج الذي خسرناه بقلم:أ.د. عبدالعزيز صالح

تاريخ النشر : 2015-05-27
الشهيد باحاج الذي خسرناه بقلم:أ.د. عبدالعزيز صالح
الشهيد باحاج الذي خسرناه

 بقلم/أ.د. عبدالعزيز صالح بن أحمد بن حبتور محافظ عدن رئيس المجلس المحلي -  رئيس جامعة عدن:

توالت علينا  الأحزان وكثرت مآسي الفراق في خلال شهري الحرب الأهلية التي تدور رحاها الان في بلادنا بين الفرقاء السياسيين و قد تضرر منها الجميع ولم يستفيد من هذا الحرب المجنونة سوى القوى الخارجية بجناحيها  الإقليمي والدولي، وشعرت بحزن عميق وألم بالغ وأنا استمع لنبأ وفاة الأخ العزيز/احمد علي باحاج محافظ م/ شبوه وابن سليل أسرة كريمة "آل باحاج"، التي ملئت مساحة واسعة في تاريخ المنطقة كلها  بامتهانها قيم الخير والعلم كتجارة رابحة بين الأهالي والمواطنين في منطقة جغرافية تمتد من منطقتي حبان وعمقين شمالاً وحتى شواطئ البحر العربي جنوباً، ومن خلال ما تقدمه  العائلة الكريمة للناس وحضورها الفاعل في محيط مجتمعها المحلي كسبت ود وتقدير واحترام كل قبائل ومواطني ماكان يسمى سلطنة الواحدي العتيدة بل وشبوه كلها واليمن عامة.

من صلب هذا البيئة الإنسانية ولد ونشاء وترعرع صديقي الشهيد أحمد بن علي باحاج، وكغيرها من الأسر اليمنية التي هجرت موطنها حبان وعدن هرباً من سطوة النظام الشمولي آنذاك في جنوب اليمن واتجهت صوب العاصمة صنعاء وهناك تربى ودرس الى ان اشتد ساعده وأنهى دراسته الجامعية في جامعة صنعاء بتقدير علمي عالي ومن هذا الميراث الاجتماعي انطلق في محراب العمل الإداري والسياسي في بلادنا.

التقيت بصديقي باحاج لأول مرة بعد عودتي من الدراسة بالخارج وكانت مناسبة اللقاء والتعارف فكلانا كانا اعضاء في لجنة أعداد وثائق الملتقى الشعبي لأبناء شبوه عام 1993م، وبعدها تعمقت العلاقة الانسانية مع الزمن وأظهر في كل الاحداث والمواقف والمنعطفات التي اشتركنا فيها معاً انه انسان نقي السريرة وجاد في التعاطي مع الموضوعات ويحمل هموم شبوه بقلق عالٍ رغم هدوئه الظاهر.

مَثّل احمد باحاج الجيل الشاب لأبناء شبوه الذين تحملوا عبء المسؤولية بشكل مُبكر وأظهر براعة في القيادة الإدارية، تعامل مع الجميع بقدرٍ عالٍ من التساوي بحسب منطق الوظيفة العامة خادمة للجميع، وحَرص على خدمة أبنائها المحرومين من ابسط الخدمات بالرغم من وجود الثروات والمنشآت الاستراتيجية فيها ودعَم التعليم العام والجامعي من خلال دعمه لكل المنشآت التعليمية بالمحافظة ودعم كليتي التربية شبوه والنفط والمعادن وتأسيس البنية التحتية للمدينة الجامعية لجامعة شبوه المعلم والصرح العلمي القادم باذن الله،  وكانت له بصمات إنسانية في دعم وتطوير  جمعية غسيل الكُلى في مدينة عزان والعديد من الاعمال الخيرية التي ندعو الله العلي القدير ان تكون في ميزان حسناته.

بقيت إشارة مني للقارئ الكريم ان في لحظات الوداع الانساني والفراق الابدي للأعزاء  في حياتنا ينبغي ان لا تُحكم بضابط  الموقف السياسي الحزبي وان المفردات  المنثورة في زمن الحروب لا تصدر إلا من نفسيات مشحونة بلغة العنف والكراهية ولهذا نجد في منهج الفكر الانساني ان الإنسان بكل كينونته وحياته  وتاريخه هو محور اهتمام الثقافة والتراث العالمي للبشرية دون تمييز او انتقاء، ان اي نفاق سياسي او أخلاقي يحضر في مناسبات الأسى والحزن إنما هو تجريف عبثي لما تبقى من أخلاقيات  المجتمع وثقافته.

قال الله في محكم كتابه العزيز (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)،  "آل عمران".

والله من وراء القصد،،

* أ٠د/ عبدالعزيز صالح بن أحمد بن حبتور محافظ عدن رئيس المجلس المحلي / رئيس جامعة عدن.

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف