الأخبار
حماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل ثلاثة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزةحماس تتمسك بوقف إطلاق النار وضغوط أميركية على نتنياهو للمشاركة بالمفاوضاتمسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين السابق: حماس جادة بالتوصل لاتفاق وإسرائيل لا تريدإعلام إسرائيلي: نتنياهو يصدر بيانات ضد إبرام الصفقة تحت مسمى مسؤول دبلوماسيحماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثل
2024/5/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كذلك الإبداع : بحر الدراويش بقلم: محسن حكيم

تاريخ النشر : 2015-05-25
كذلك الإبداع : بحر الدراويش بقلم: محسن حكيم
ـ كذلك الإبداع : بحر الدراويش ..!!!

ـ كنت أعمل مدرسا بإحدى بلدات الشمال وكانت قرية صغيرة جميلة هادئة تطل على البحر وفي أحد الأيام أقبل نحوي أحد زملاء العمل وفي خطوه بعض من تردد وارتياب وكأنه في حيرة وتوجس من أمر ما يشغله ؛ وخلت أن المسألة بالغة الجدية  وأنها تستلزم مني أن أمنحه كل اهتمامي وتهيأت لسماع ما سيحمله إلي من أخبار ثم إنه أخذ بيدي إلى زاوية وانتظر طويلا وعلت نبرة صوته مسحة من شجن وخامرته حمرة خجل واضحة وقال لي :

ـ إعلم يا صديقي أنني لم أعرف البحر إلا في مرحلتي هاته بعد أن عينت مثلك مدرسا بهذه المنطقة الشاطئية ..ولدت وترعرعت بإحدى قرى جبال الأطلس ولم أكن أعلم عن البحر إلا ما كان يردده  فقيه بلدتناعلى مسامعنا من آيات مباركة تتحدث عن البحر الأجاج والآخر العذب الفرات وما يستخرج منهما من نعمة كريمة أوطعام طيب نأكله وحلية وضعت للزينة٠ وحين التحقت مع زمرة أقراني بالصفوف الدراسية كان الحديث يتجدد مرة أخرى عن هذا الكائن العجيب إما من خلال تعابير الصور الحائطية أو حكايات السندباد ومغامرات القراصنة وإما عن طريق الحديث عن حيتان هائلة قلما تفلح مخيلاتنا الصغيرة عن إيجاد تصور متقارب أو تصور مناسب لها ٠ أيضا كانت أجهزة التلفاز نادرة جدا وكانت باللونين القديمين الأبيض والأسود وكنا نقطع مسافات كبيرة من أجل الوصول إلى مقهى المركز الذي كان يتيح للنسوة فقط فرصة لتتبع سهرة أعلن عنها منذ زمن ؛ أما أعين الرقباء الأشداء فكانت تحرص ألا يتسلل بين الأرجل واحد من الذكور المتحمسين مهما اجتهد في التخفي وتصنع في مشيته أو في طريقة كلامه ٠ كنا نتطلع في تزاحم إلي ضوء الشاشة العجيبة من بعيد وهناك أيضا كانت تصل إلينا على استحياء في بعض الفترات القليلة صور عن البحر وعن الشواطئ والأمواج وكانت التعليقات لا تبلغ مسامعنا لكثرة ما نحدثه من جلبة وضجيج٠ وعندما كان يقبل موسم الصيف وتأخذ درجة الحرارة في الإرتفاع كان أحد أقاربنا يأخذنا في سيارته الكبيرة إلى وجهة بعيدة بإحدى البلدات المجاورة وفيها ضريح مشهور لأحد أولياء الله الصالحين٠ ويتكفل الكبار باكتراء محلات للمبيت وأما نحن معشر الصغار فكنا نقضي أغلب أوقاتنا متقلبين في مياه الصهاريج الباردة أو بين الحجارات الكبيرة التي تمر عبرها تدفقات الوادي القريب هناك٠ وفي إحدى السنوات تردد الحديث عن تنظيم مخيم للأطفال والذي سيمكن أبناء الأهالي من قضاء فترة مهمة من عطلتهم على شواطئ البحر لكن ذلك لم يكن ليتم إلا بعد فحوصات بأجهزة الأشعة تتكفل بها لجنة معينة من قيادة الدائرة ٠ ووقع التخاذل ولم تبد تلك اللجنة اهتماما كافيا للمسألة وأحزننا كثيرا أن حافلة كبيرة جدا قدمت إلى بلدتنا خلال ثلاثة أيام متوالية لتأخذنا إلى المخيم المذكور ؛ وأمام غياب تقارير تلك الفحوصات  المعلومة ألغيت تلك الرحلة الغالية وتعذر علينا مرة أخرى نحن معشر الأطفال أن نرى البحر مباشرة ولربما حرم من معانقته الكثير من أبناء بلدتنا النائية إلى حدود هذه الساعة !! آه لو كان في مقدوري أن أجر أطراف قريتنا هي وبمن عليها من أهالي لتقف ولو لومضة جد وجيرة لتعانق هذا السر العظيم..!!!

                       ـ إنتهى ـ

ـ مع تحيات ؛ عصفور من الغرب : محسن حكيم٠
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف