حكاية للمدى؛ مشروع الدولة الكردية ..!
مهند ال كزار
يحكى أن هناك رجلاً فقيراً أسمة أبو نية, خرج من قريتة في جنوبنا العزيز قاصداً الحج, ألتقى برجل من نفس القرية, لكن لا يعرف أحدهما الاخر.
عندما سأله عن إسمه أخبره أن إسمه أبو نيتين, وكان ذاهباً الى نفس الوجهة, أتفقا على أن يترافقا, سأل أحدهم عن طعام الاخر, فأخبره أبو نية بأنه يحمل الماء والتمر, أما أبو نيتين فأخبره بأنه يحمل كثير من الطعام لكنهم سوف يأكلونه بعد الأنتهاء من طعام أبو نية.
في أحد الايام, جلسوا وقت الظهيرة لتأدية الصلاة, أبلغ أبو نية رفيقه أبو نيتين بان طعامه قد أستنفذ, وانه جائع؟ عند الانتهاء من الصلاة, قام أبو نيتين بشد الرحال نحو الحج وتخلى عن رفيقه بعد أن أكل طعامة وشرب مائه!
بقي أبو نية في وسط الصحارى الى ان توفى! أما أبو نيتين فقد اتم الحج ورجع الى القرية, وعندها سأله أهل أبو نية عن رفيقه قال لهم ؛ بأنهما ترافقا ليومين فقط ولم يره بعد ذلك.
أحتكم الطرفان الى القاضي العشائري(الفريضة), من اجل النظر بقضية ابو نية, وعندما سمع الفريضة من اهله, سمع من أبو نيتين أيضاً, الذي قال : تركته لانه كان غبياً ! تعجب الحاضرون من الاجابة, وعندما سألوا أبو نيتين عن الموضوع قال : عندما تعارفنا اخبرته بأن أسمي أبو نيتين, ولكنه لم يسألني عن النيتين ؟
كانت نيتي الاولى هي ألحصول على طعامه, والثانية هي التخلي عن أبو نية, واكمال مسيرتي لوحدي لكي أحافظ على حياتي والرجوع بسلام.
منذ عام 1921 وتأسيس الدولة العراقية, والعلاقات السياسية والعسكرية بين الحكومات العراقية والقيادات الكردية, تتبع أبعاداً مختلفة, وتذكرنا دائماً بعلاقة أبو نية مع رفيقه أبو نيتين.
أقليم كردستان الذي يشغل مايقارب الـ20% من مساحة العراق, أخذ باللامركزية ضمن الصيغة الفيدرالية منذ عام 1990, بعد صدور قرار مجلس الامن رقم 688, والدعم الامريكي والبريطاني بأقامة ملاذ أمن في المنطقة.
كشف قرار الكونغرس الاخير القاضي بتسليح ابو نيتين والعشائر السنية خارج أطار الدولة, عن هشاشة العلاقة بين المكونات الرئيسية في العراق, وهو ماحركه لكي يشكل وفداً كبيراً لطرح مشروع حلمه الكبير.
أبو نيتين نسى ان دولتة المزعومة لاتزال غائبة عن الواقع السياسي, بالرغم من وجود التطورات المعاصرة في مفهوم الدولة وحق تقرير المصير, وأنها من أكبر المحظورات في المنطقة, وذلك بسبب التخوف من ولادات تخوف جديد.
جيوبوليتك ابو نيتين وتطلعاتة الواسعة, لازالت تشكل مصدر أرق دائم لتركيا وأيران وسوريا, لا سيما تدخله في مدينة كوباني, والذي أثبت هذه التطلعات والتوجهات الانفصالية.
لانذهب بعيداً, منذ تأسيس مجلس الحكم والتجربه العراقية الجديدة, وأبو نية يقدم الكثير من التنازلات والاستحقاقات في سبيل ان يبقى رفيقة أبو نيتين رفيقاً أخوياً في طريق الوحدة والمصالح المشتركة.
ليس من العجيب أن يقوم أبو نيتين أخيراً بالتخلي, عن رفيق دربه الذي عاش على طعامه طيلة الفترات السابقة, وعن جميع المشتركات, التي فرقتها الايادي الخارجية والمطامع الامبراطورية الشخصية.
مهند ال كزار
يحكى أن هناك رجلاً فقيراً أسمة أبو نية, خرج من قريتة في جنوبنا العزيز قاصداً الحج, ألتقى برجل من نفس القرية, لكن لا يعرف أحدهما الاخر.
عندما سأله عن إسمه أخبره أن إسمه أبو نيتين, وكان ذاهباً الى نفس الوجهة, أتفقا على أن يترافقا, سأل أحدهم عن طعام الاخر, فأخبره أبو نية بأنه يحمل الماء والتمر, أما أبو نيتين فأخبره بأنه يحمل كثير من الطعام لكنهم سوف يأكلونه بعد الأنتهاء من طعام أبو نية.
في أحد الايام, جلسوا وقت الظهيرة لتأدية الصلاة, أبلغ أبو نية رفيقه أبو نيتين بان طعامه قد أستنفذ, وانه جائع؟ عند الانتهاء من الصلاة, قام أبو نيتين بشد الرحال نحو الحج وتخلى عن رفيقه بعد أن أكل طعامة وشرب مائه!
بقي أبو نية في وسط الصحارى الى ان توفى! أما أبو نيتين فقد اتم الحج ورجع الى القرية, وعندها سأله أهل أبو نية عن رفيقه قال لهم ؛ بأنهما ترافقا ليومين فقط ولم يره بعد ذلك.
أحتكم الطرفان الى القاضي العشائري(الفريضة), من اجل النظر بقضية ابو نية, وعندما سمع الفريضة من اهله, سمع من أبو نيتين أيضاً, الذي قال : تركته لانه كان غبياً ! تعجب الحاضرون من الاجابة, وعندما سألوا أبو نيتين عن الموضوع قال : عندما تعارفنا اخبرته بأن أسمي أبو نيتين, ولكنه لم يسألني عن النيتين ؟
كانت نيتي الاولى هي ألحصول على طعامه, والثانية هي التخلي عن أبو نية, واكمال مسيرتي لوحدي لكي أحافظ على حياتي والرجوع بسلام.
منذ عام 1921 وتأسيس الدولة العراقية, والعلاقات السياسية والعسكرية بين الحكومات العراقية والقيادات الكردية, تتبع أبعاداً مختلفة, وتذكرنا دائماً بعلاقة أبو نية مع رفيقه أبو نيتين.
أقليم كردستان الذي يشغل مايقارب الـ20% من مساحة العراق, أخذ باللامركزية ضمن الصيغة الفيدرالية منذ عام 1990, بعد صدور قرار مجلس الامن رقم 688, والدعم الامريكي والبريطاني بأقامة ملاذ أمن في المنطقة.
كشف قرار الكونغرس الاخير القاضي بتسليح ابو نيتين والعشائر السنية خارج أطار الدولة, عن هشاشة العلاقة بين المكونات الرئيسية في العراق, وهو ماحركه لكي يشكل وفداً كبيراً لطرح مشروع حلمه الكبير.
أبو نيتين نسى ان دولتة المزعومة لاتزال غائبة عن الواقع السياسي, بالرغم من وجود التطورات المعاصرة في مفهوم الدولة وحق تقرير المصير, وأنها من أكبر المحظورات في المنطقة, وذلك بسبب التخوف من ولادات تخوف جديد.
جيوبوليتك ابو نيتين وتطلعاتة الواسعة, لازالت تشكل مصدر أرق دائم لتركيا وأيران وسوريا, لا سيما تدخله في مدينة كوباني, والذي أثبت هذه التطلعات والتوجهات الانفصالية.
لانذهب بعيداً, منذ تأسيس مجلس الحكم والتجربه العراقية الجديدة, وأبو نية يقدم الكثير من التنازلات والاستحقاقات في سبيل ان يبقى رفيقة أبو نيتين رفيقاً أخوياً في طريق الوحدة والمصالح المشتركة.
ليس من العجيب أن يقوم أبو نيتين أخيراً بالتخلي, عن رفيق دربه الذي عاش على طعامه طيلة الفترات السابقة, وعن جميع المشتركات, التي فرقتها الايادي الخارجية والمطامع الامبراطورية الشخصية.
