الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ما بين نوح النبي ونوح العراقي .. ما أشبه اليوم بالبارحة بقلم:احمد الدراجي

تاريخ النشر : 2015-05-23
ما بين نوح النبي ونوح العراقي .. ما أشبه اليوم بالبارحة.


قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9)...
لوحةٌ خالدة خطها نبي الله نوح "عليه السلام"خلال مسيرته الطويلة "ألف سنة إلا خمسين عاما"، تعكس لنا حقيقة الصراع بين دعاة الخير وعُبّاد الشر، بين من يريد الإنقاذ دونما أجر يبتغيه إلا مرضاة الله، ومن يريد الهلاك،،، مواصلة النصيحة، يقابلها مواصلة الأعراض عنها،،، إصرار على النصيحة، يقابله إصرار على النفور والفرار والعناد والاستهزاء، تحيُّن كل فرصة من اجل الدعوة والنصيحة وكل الأساليب: دعوة جهارا، ودعوة إسرارا، ومزيج بين الإعلان والإسرار، يقابلها تفنن في العناد والاستكبار: وضع الأصابع في الأذان حتى لا يطرق مسامعهم صوت الإنقاذ والسلام والأمان، ستر الرؤوس والوجوه بالثياب....
في نهاية المطاف صنع سفينة النجاة، ولم يركب معه إلا قليل، فغرق من أبى وفر ونفر وعاند واستكبر، ليصل إلى المقر الذي بناها بيديه.
هذه اللوحة تجلت وتجسدت في العراق مع بعض الاختلافات التي فرضتها العوامل والظروف، فداعيةُ الخير اليوم والذي يمثل الامتداد الحقيقي لخط الأنبياء، يدعوا قومه ليلا ونهارا، جهارا وإسرار، فلم يزدهم دعائه إلا نفورا وفرارا وعنادا واستكبارا واستهزاءً، وطعنا وسبا وشتما واتهاما، واعتداءً وعدوانا وقمعا وتشريدا وتطريدا، وسجنا واعتقالا وتعذيبا، وحرقا وتهديما للديار والبيوت والمساجد، وقتلا وحرقا للجثث وسحلها بالشوارع، وغيرها من الممارسات الوحشية التي لم تسمع بها إذن، ولم ترَها عين، ولم يخطر على قلب احد من قوم نوح المعاندين، ولا غيرهم، وهذا من احد الاختلافات بين قوم نوح النبي وقوم نوح العراقي...
قبل الاحتلال وما بعده والى الآن، يواصل نوح العراق مسيرته ومنهجه المعتدل في الدعوة إلى الخير والعلم والوحدة والسلام والتعايش السلمي...، ورفض الطائفية والتكفير والتطرف والعنف والقمع والتهميش والفساد والتهجير...، وينصح ويرشد ويوجه وينبه ويحذر من المخاطر الآنية والمستقبلية، ويضع الحلول ويطرح المبادرات من اجل إنقاذ العراق وشعبه، بل والشعوب العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء، ، صنع لهم سفينة النجاة والخلاص، سفينة الوطن والولاء له، سفينة العلم والسلام والتعايش السلمي، وحذرهم من الغرق في طوفان الطائفية والدماء والركوب في سفينة منتلحي التشيع ومنتحلي التسنن، وما كان جواب القوم الذين نصبوا أنفسهم قادة وزعماء ومسؤولين وملحقاتهم إلا النفور والعناد والاستكبار والعدوان...
لا نستطيع هنا سرد مواقف نوح العراق المرجع الصرخي الحسني وقراءته وتشخيصه وطروحاته وحلوله ومبادراته التي اثبت الواقع والتجربة بكل وضوح صحتها وتماميتها، لكن نشير إلى واحد منها يتعلق بموقفه الواضح والصريح بضرورة تسليح من يريد الدفاع عن نفسه وعياله وشرفه وأرضه وماله ووطنه، وحذر من خطورة رفض تسليحهم بذريعة التقسيم، لعدم وجود الملازمة بين الأمرين حيث قال :
((..ليكن كلامنا وتوجهاتنا كلها منصبّة على تسليح من يحتاج التسليح من أهلنا في الشمال او أهلنا في الرمادي او الموصل وصلاح الدين وغيرها من مناطق بلدنا الحبيب لدفع خطر وإجرام التكفير القاتل المنتحل للتسنن أو التشيّع))، معتبرا إن رفض التسليح يعني ارتكاب جريمة حرب جماعية بحقهم، بقوله: (( المعترض ممن بيده السلطة والمؤثر فيها يكون متهما بجريمة الإبادة الجماعية لشعب اعزل مظلوم فالسلطة لا تسلحهم ولا تقبل ان يسلحهم احد فلا يبقى أمامه إلّا الموت فان بقوا في بيوتهم ماتوا بعمليات الثار والتصفية والقصف والاشتباكات ، وان نزحوا من ديارهم ماتوا على أيدي الغدر والخيانة))..
فكانت مواقف القوم الرفض والفرار والعناد والاستكبار الفارغ، والنتيجة تصاعد سريع في الجرائم والانتكاسات والهزائم، فكان سقوط الرمادي هو من احد نتائج رفض التسليح، ومن تداعيات المخطط المشؤوم الذي تحيكه إيران للسيطرة على الأنبار لتجعل منها درعا واقيا لها، ومصدر تهديد لخصومها، ولم تتوقف التداعيات المهلكة التي افرزها رفض التسليح عند حدود الرمادي بل صرنا نسمع عن تقارير إخبارية وعسكرية عن تقدم "داعش" إلى مناطق أخري وخصوصا في حزام بغداد...
ويستمر مسلسل الانتكاسات والهزائم والجرائم، مادامت الأساليب والمناهج نفسها، والقيادات ذاتها، كما قال نوح العراقي السيد الصرخي : (( فالمعارك كانت ولا تزال خاسرة وستبقى خاسرة مادامت نفس الوسائل والمخططات والأفكار والقيادات موجودة ومادام المنهج هو نفس المنهج الطائفي العنصري التكفيري)).
ويبقى الخاسر الوحيد في هذه المعادلة هو العراق وشعبه...

بقلم
احمد الدراجي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف