الأخبار
حماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل ثلاثة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزةحماس تتمسك بوقف إطلاق النار وضغوط أميركية على نتنياهو للمشاركة بالمفاوضاتمسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين السابق: حماس جادة بالتوصل لاتفاق وإسرائيل لا تريدإعلام إسرائيلي: نتنياهو يصدر بيانات ضد إبرام الصفقة تحت مسمى مسؤول دبلوماسيحماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثل
2024/5/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مسخرة المأساة !!بقلم : محمود حسونة

تاريخ النشر : 2015-05-07
مسخرة المأساة !!بقلم : محمود حسونة
لا وقت للحزن والبكاء والعزاء ، لا وقت للوقت ، لا وقت للإنسان ، الركام و الزكام يملآن المكان و الزمان ، وأنواع الموت الأسود تحوم فوق الجميع ، هذه اللوحة تملأ نشرات الأخبار ، نعرف كم هو ذلك مؤلم ومشين ، لكننا نعرف أيضاً كم هو حقيقي.
أتعرف ماهي الحرب ؟! الحرب ليست فيلما مثيرا ، فما من أحد يجمّل القباحات ، يستحيل أن تصوّر القتل على أنه عمل جميل ومثير ، نقي و نظيف ، حتى الجندي المنتصر سيبقى يشعر بالمرارة و الخوف ما عاش !! فالحرب لها مشهد واحد متكرر هو القتل ، ونداء واحد هو الموت ، من المأساة تسخيف القتل و الشر ليصير أمرا عاديا و رتيبا ومتوقعا !!
يقال أن الحرب يروي حقيقتها البسطاء فقط ، لا سياسيين ، و لا عسكريين ، تكتمل اللوحة المرعبة في بلادنا ،عندما نحصي الأعداد ونصنّف الأرقام ، ونستعرض المشاهد ، المؤكد هوالقتل الرخيص ، و الغير مؤكد هو نوع القتل ، هل هو ذبحا أم حرقا أم غرقا أم رفسا كالكلاب ؟! تتجمّع اليوم أمامك ( ميني ) حرب كونية ، شوارع مليئة بالجثث المتحلّلة ، جدران ملطخة بالدماء و الأشلاء ، والقاتل و القتيل شقيقان أو جاران !! لا مدارس فهي سجون و مخازن سلاح ، ولا بيوت بل خيام في عراء البرد ، ولا طفولة بل ضياع وغربة سحيقة ، ولا عمل بل تشرد وعوز ، ولا وظيفة ، ولا حرية ، ولا أمل ، ولا رحمة ، والبحث عن بقايا الطعام في القمامة غاية البؤساء !!!
شرّان يهيمنان علينا: العنف والجهل ، هذا وباء كان يجب التلقيح ضده ليس الآن ، إنما من عشرات السنين الماضية !! و النظرية العفوية البسيطة تقول : أنّ حصاد اليوم تُغرس بذوره في زمن أبعد ، فما نراه اليوم هو نتاج عقود من العُقم الفكري و الاستبداد و القمع ونفي الآخر ، في مجتمع من الضعفاء استغلته وعذبته شياطين السلطان و المال .
انتقل العالم من الثورة الصناعية إلى الثورة التكنولوجية والمالية ، ونحن انتقلنا إلى الوراء بالأمية و الجهل و الفساد ، رفعنا شعارات لامعة كالحرية و الرخاء و الوحدة !!! وعمقناها بالسجون والفقر والتجهيل ، لحق التدمير بالإنسان أغلى ما تملكه الأمة ، بحثنا في صيرورته عن التوحشات ، ليتحول من فكرة نبيلة متحضرة إلى آلة قتل جهنمية ، لنستكمل عملية الانحدار الرهيب متمرّغين بالفشل نحو الجحيم والضياع ، إن ّاحتكار الفكر وتأطيره و التعصب له هو شر الشرور ، وهو الذي أدّى إلى انفجار النزعات المجنونة المذهبية والطائفية والجهوية . إنّ طريق الحرية لا يمكن أن تكون بلا أخلاق و لا إنسانية ، طريق الحرية لن يكون رؤوسا مقطوعة ، وجثث مبقورة ، وكهوف وسبايا ، و الجنة لاحقا ، في فوضى مرعبة ، عندما يضمحل الفكر يهوي كل شيء معه إلى القاع ، الأمة تتفتت لتحلّ محلّها القبائل والمناطق والمذاهب ، وأسماء بهوية مذهبية ضيقة بلا مستقبل ، الذهبيات التي ربطت أواصر المجتمع ، من ألفة ووحدة وتراحم وتكافل ، زالت لتحل محلها السموم من تناحر و تنافر في رعاية الفوضى والإهمال والتجاهل ، وعادت إلينا الأوبئة التي انقرضت حتى في أفريقيا !!
البقاء دائما للأفضل ، البقاء للأخلاق و المبادئ وليس للأقوى ، القوة و العنجهية تنشر الظلم و الذل ، و الأذلاء لا بد أن يثوروا يوما . إنّ البقاء دائما للحكمة وليس للصلف و العجرفة ، و إنّ ما هو قائم لن يكوم أبدا دائم ، فليحاول الجميع وقف هذا النزف و الجنون الجامح نحو القتل والموت والفتن ، رحمة بأطفالنا الذين يولدون في اللامكان ، و رحمة بحضاراتنا ، و رحمة بالإنسان ، ورحمة بمستقبلنا ، و بالحجارة أيضا ، مستحيل أن نبقى غارقين في الوحل و الأحزان و اللامبالاة .
( مساكين الذين لا يعرفون الفارق بين درب الحرية والمأساة )

بقلم : محمود حسونة ( أبو فيصل )
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف