نبوّة الوتر - الثلاثي جبران
/ طارق عسراوي
الموسيقى أكثر قداسةً من اللغة ، فلا يمل القلب من جملة موسيقية واحدة تتلوها ثلاثة أعواد لساعتين و تضجر الروح من تكرار كلمةٍ مرتين.
للوتر ارتجافُ تزاوجٍ مع نقرةِ الإيقاع على دفِّ البلوغ كشهقة البرتقال البِكر في فجر يافا أو ساعة الصبح، تصعد روحي سُلّما موسيقيا كاملاً لتهيم في سماء التجلّي، أصيرُ صوفيّ الوجود، أهيمُ ، أموّجُ ، ترمِمُ الأعوادُ روحي و تسندها ،
و أدركُ الحبّ و المعنى السماوي المرتّل، فالسماء تُدوزِنُ أرواحنا في انسيابٍ متماهي مع رجفة الوتر.
نهربُ من قهرنا، نفرغُ ما في أرواحنا من موتِ و يأس و بؤس و ظلم و تفرد و مرض و فقر و قمع و عجز و عاجزٍ و احتلالٍ و خيامٍ و نكبةٍ لنمتلأَ محبّةً و شجن، نرمم فيها أحلامنا و نعبِقُ برائحة الأعشاب البرية الأتية من الجليل.
و أسألُ كيف إستطاع العازفونَ ضبط إيقاع جمهور قصر رام الله الثقافي في هذا التجلي ؟
- صاحَ صوفيُّ ، الله.
فقلت هي الموسيقى تعيد توضيب الروحِ و تنقيتها من شوائب الحياة، فكيفَ إن نضحت فينا ماء عذبا من عين الناصرة!
و ليس عبثا أن إختار الجبرانيون الثلاثة اسم " أسفار" لمقطوعتهم المقدسة.
أسفار، أي جمعُ سَفَر بمعنى الرحيل، و سَفَرُ الصبح أي بياضه، و أسفار أيضاً جمع سِفْر و هو الكتاب او الكتاب العظيم ، ومنها أسفارُ موسى، فكأنها كثّفت ما يحبُ الفلسطينيُّ من عودةٍ و صبحٍ و نبوّة طاهره.
أخرجُ من الأمسية أردد ما رتّل صوت محمود درويش الحاضر مع الإخوة جبران
" على هذه الأرض ما يستحق الحياة ...
كانت تُسمى فلسطين ، صارت تُسمى فلسطين "
اللهم إني أسألك الهداية بلحنٍ من مقام الحجاز.
/ طارق عسراوي
الموسيقى أكثر قداسةً من اللغة ، فلا يمل القلب من جملة موسيقية واحدة تتلوها ثلاثة أعواد لساعتين و تضجر الروح من تكرار كلمةٍ مرتين.
للوتر ارتجافُ تزاوجٍ مع نقرةِ الإيقاع على دفِّ البلوغ كشهقة البرتقال البِكر في فجر يافا أو ساعة الصبح، تصعد روحي سُلّما موسيقيا كاملاً لتهيم في سماء التجلّي، أصيرُ صوفيّ الوجود، أهيمُ ، أموّجُ ، ترمِمُ الأعوادُ روحي و تسندها ،
و أدركُ الحبّ و المعنى السماوي المرتّل، فالسماء تُدوزِنُ أرواحنا في انسيابٍ متماهي مع رجفة الوتر.
نهربُ من قهرنا، نفرغُ ما في أرواحنا من موتِ و يأس و بؤس و ظلم و تفرد و مرض و فقر و قمع و عجز و عاجزٍ و احتلالٍ و خيامٍ و نكبةٍ لنمتلأَ محبّةً و شجن، نرمم فيها أحلامنا و نعبِقُ برائحة الأعشاب البرية الأتية من الجليل.
و أسألُ كيف إستطاع العازفونَ ضبط إيقاع جمهور قصر رام الله الثقافي في هذا التجلي ؟
- صاحَ صوفيُّ ، الله.
فقلت هي الموسيقى تعيد توضيب الروحِ و تنقيتها من شوائب الحياة، فكيفَ إن نضحت فينا ماء عذبا من عين الناصرة!
و ليس عبثا أن إختار الجبرانيون الثلاثة اسم " أسفار" لمقطوعتهم المقدسة.
أسفار، أي جمعُ سَفَر بمعنى الرحيل، و سَفَرُ الصبح أي بياضه، و أسفار أيضاً جمع سِفْر و هو الكتاب او الكتاب العظيم ، ومنها أسفارُ موسى، فكأنها كثّفت ما يحبُ الفلسطينيُّ من عودةٍ و صبحٍ و نبوّة طاهره.
أخرجُ من الأمسية أردد ما رتّل صوت محمود درويش الحاضر مع الإخوة جبران
" على هذه الأرض ما يستحق الحياة ...
كانت تُسمى فلسطين ، صارت تُسمى فلسطين "
اللهم إني أسألك الهداية بلحنٍ من مقام الحجاز.