الأخبار
إعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبار
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ثمن الأخبار بقلم:دنيا الأمل إسماعيل

تاريخ النشر : 2015-05-04
ثمن الأخبار بقلم:دنيا الأمل إسماعيل
ثمن الأخبار
دنيا الأمل إسماعيل

منذ الاحتفال به للمرة الأولى عام 1993، واليوم العالمي للصحافة وحرية التعبير يعيش حالة من الجنائزية المتنامية، فهو يوم لتذكر المآسي، وإعادة اعتبار سنوية لقيمة التضحية المفرطة من أجل الكلمة الحرة ومن أجل عدالة التعدد أمام سطوة الرؤية الواحدة.

ومنذ ذلك العام أيضاً وحرية الكلمة ترتدي أثواباً ليست على مقاسها ولا هي صنيعتها الخالصة، بل على العكس من ذلك، فكثيراً ما وقعت الكلمة في شرك المحايلة أو التجميل أو التضليل، وهو شرك خفيّ أو معلوم أحياناً وأحياناً أخرى، ومن ينجو منه فقد نجا من سقوط عظيم.

حين تصعد الاحتفاليات وتغيب الحقائق وتستخدم هذه وتلك كطريقة للاستنفاع ، يبقى الضحايا الحقيقون في سباتهم لحين استفاقة أخرى، يجري تنميتها تحت شعارات فعّالة عاطفياً وإعلامياً.

الأخبار ليست محايدة  وكذلك طريقة استخدامها ومواعيد صلاحيتها وما يجري ترويجه عبر الصحافيين أنفسهم – عن غير وعي معرفي – من ( نضال إعلامي) هو أحد أهم وسائل الاسترزاق والاكتساب الرائجة، لا ضير في ذلك من تطعيمها بمعاناة هنا أو هناك؛ عبر رسالة جوالية أو ضحكة على شاطيء بحر أو بيانٌ صديق من ذوى القربى ( المصلحيين).

ثمة خراب كبير وتزييف للوعي وتسطيح مطلوب، حتى أنّ جدّة العمل والعمال، لا تضاهي في منافعها استسهال البعض وقدرتهم الفائقة على تعظيم الذات وتوافه الأمور، وهو نهج يبدو أنه لا يطال فقط مجال الإعلام – على ما فيه من انجازات- لكنه أصبح مترسخاً كقيمة في حد ذاته حتى في بنائنا الداخلي الذي يعاد قولبته و أدلجته وفق لا رؤى مقنّعة لا تخدم إلاّ ذاتها وتستخدم الآخرين / مادة الأخبار وضحاياها؛ للصعود وولوج عالمٍ مادته البشر وليس هدفه البشر. هنا تصبح الصحافة وسيلة للمجد غير المعرفي وغير المهني، وتصبح الصدفة الصحافية معياراً فاعلاً للمهنية والوعي، وما أكثر الصحافيون الذين عاشوا عمرهم الصحافي على صدفة عابرة، فحولتهم بين ليلة وضحاها إلى (رقم ضخم) في عالم الصحافة الغريب.

لا حاجة هنا للوعي، ولا حاجة للمعرفة، كما لا حاجة أيضاً للمبدئية. فكل وسيلة صحافية تصنع غايتها وفق ما ترتأيه، والرؤيا هنا لا تملك رؤية، إنما هي تحترف التلون والتعدد و الثورية والمسالمة، الوطنية والنفعية. وكل بوصلة تحاول أن تضبط قانون الفوضى الصحافية المنتجة (ما ليس على هوى المعارضين/ات ) هي بوصلة صدئة، من المفيد للجميع تنحيتها.

ليس بمقدور أحد أن ينفي شبكة المصالح التي يتعاظم خطرها بين الإعلاميين والصحافيين/ات ومؤسسات المجتمع المدني، وهو خطر نابع من إعادة إنتاج الثقافة العشائرية المتوارثة عبر الأشكال الحديثة من البنى السياسية والاجتماعية والثقافية، وثمة شواهد يمكن تلمسها بسهولة ، تدلل على أن استبقاء هذه البنى وتجديد محتواها (الفكري) فيه مصلحة للكثيرين/ات وليس أفضل من الإعلام والصحافة وسيلة للترويج والتنميط والتأليه، وهذه البنى تنتج  علاقات قائمة على الزبائنية  والاستنفاع السري والمعلن، لذلك فهي تجري وراء الضحايا ولا تلاحق القتلة، وتعمل على تلميع أنصاف المتعلمين والقادة، وتغييب أصحاب الرأي   والمبدعين والمفكرين والمكافحين الحقيقين/ات.

وفي الصحافة الزبائنية يسود قانون العرض والطلب، والربح والخسارة؛ لا قانون المهنية  والأخلاق الصحافية والانحياز لهموم المواطن ، لذلك كل حزب ينتج إعلامه التسويقي، وكل جماعة عبر أقنعتها المشروعة – من وجهة نظرها – تمرر أفكارها عبر أردية لا تدل على أصحابها سوى لعين خبير/ة . إنها هيمنة القوة حين تفرض شروطها بنعومة ٍ ضالة تخضع الأخبار لمنطقها والصحافيين لمصالحها بوعي أو دونه، ما دامت المنفعة حاضرة والأقلام مشرئبة نحو مغنمة هنا أو هناك .
ليس دائما برئياً هذا الإعلام، وليس دائماً مظلوماً، فكم مرة ساهم في تعزيز الظلم والعنف والتمييز والاضطهاد، وكم مرة  أعمى عينيه عن حقائق ساطعة، لكن لا مصلحة فيها، وكم مرة ركض صحافيونا خلف أخبارٍ وعينهم على جائزة هناك، خارج الحدود، لذلك هم سيفوزون دائماً، ودائماً ستبقى الضحايا تنتظر خبراً يخرج منها ويعود إليها.

إنه ثمن الأخبار الذي يتجاوز المعد والمنتج والمنفذ والمستهلك
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف