الأخبار
كم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفح
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ماذا يعني الحل السلمية بقلم:سعدات بهجت عمر

تاريخ النشر : 2015-05-03
ماذا يعني الحل السلمية بقلم:سعدات بهجت عمر
ماذا يعني الحل السلمية

سعدات بهجت عمر

كانت الثورة الفلسطينية المعاصرة باب الجهاد في هذه الذكرى مرصود فالسلطة الفلسطينية والدولة المستقلة العتيدة وعاصمتها القدس هي حقيقة منشودة من وحي كل شهيد أذاب الحشاشة في لهيب الفداء , وما هي إلا خلاصة حشد للنضال من خطرات شعب فلسطين بإيزاء كل نازلة ومأساة دوَن الشهداء فيها كتب الحرية بمداد الصدور ففي كل بيت ضربته محنة الهاجس من قلب آلاء النفوس الطاهرة من شهداء فلسطين وفي كل سطر أسود ملامح قانية الحواشي من دم الثوار والفدائيين المراق على حدبات الوطن العربي وفي كل قافية عزاء لقلوب الثكالى والأرامل من نساء فلسطين والأمة العربية على كل صقعٍ ومكان مرجت فيه صولة الفدائي وقام به للبطولة والقيادة والتخطيط الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي نهج  نهجاً أصيلا في مظاهر هذا الأثر النضالي وجواهره. فالأصالة الآن بالذات هي عما الفن لوحدة الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع والشتات أنها اقرب للنفس وأعظم صلة بخواطر الأمل والأمل ثم الأمل إذ لو لم تكن هكذا ما عكف شعب فلسطين على ماضٍ ولا وقف عند ذكرى.

 فالحل السلمي مع الكيان الإسرائيلي الغاصب؟ يعني الإنسحاب التام والكامل من جميع الأراضي الفلسطينية التي احتلها هذا الكيان الغاصب في حرب حزيران 1967 , وكذلك الإنسحاب من جميع الأراضي العربية التي ما زالت محتلة في الجولان وجنوب لبنان ووادي عربة في الأردن , وأن يقبل هذا الكيان الإسرائيلي ثمن ذلك حدوداً آمنة تؤكدها إتفاقيات وضمانات دولية , وهذا شيئ لا يوجد له أي دليل أبدا عليه . لذلك فإن العلاقة الممكنة منذ إحتلال فلسطين بين شعبنا الفلسطيني وبين الكيان الإسرائيلي المحتل كانت وما زالت علاقة حرب في ضوء قناعة تعتمد تجارب التاريخ قاعدة لها . فعندما تكون التضحيات والتنازلات المرتقبة تضحيات وتنازلات محدودة يسهل أنها حالت الحرب ولكن عندما تكون الأهداف غير محدودة فإن الحرب تصبح كلمة .

في حربنا مع الكيان الإسرائيلي الغاصب طيلة العقود الماضية لا توجد أبداً أية صلة بعيدة أو قريبة . وأن هذا الكيان المحتل يعلم أن التاريخ يكشف بوضوح أن إتفاقيات وضمانات هذا النوع تجد قيمتها في أوضاع دولية (عسكرية وسياسية معينة) كما أن هذا الكيان يعلم أن التاريخ يكشف وبوضوح تام أن المهم في اية إتفاقيات وضمانات ليس مضمونها بل مفاهيم الأطراف المعنية لهذا المضمون , وإن هذه المفاهيم تتغير وتتحول وهذا يعني أن على هذا الكيان الغاصب أن يتنازل ليس فقط عن مكاسبه الهائلة في حرب حزيران 1967 بل عن المطامع والنوازع والمقاصد التي تعجن نفسيته ذاته أي أن تنكر ذاتهل بذاتها.

بعد قيام السلطة الفلسطينية الوطنية ومشوار المفاوضات الطويل والمراوغات الإسرائيلية المستمرة فإن معركة تحرير فلسطين معركة تفرضها ديالكتيكها الخاص المستقل وأن تكون معركة وحدوية ثورية قومية وهي يجب أن تغذي وتدعم وتعمق النزعة الوحدوية الفلسطينية والنزعة الوحدوية العربية . عندها تصبح معركة فلسطين رقبة جسر قومية بعد أن قسم الإستعمار الوطن العربي الكبير في دويلات وإغتصب فلسطين لكن إرث التاريخ العربي الإسلامي يؤكد أن الأمة العربية لم ولن تموت ووحدتها النفسية تترسخ بسبب نكبة فلسطين 1948 نفسها أي إحتلال فلسطين وتشريد شعبها.

إن تشتيت الشعب الفلسطيني لم ينه ويمزق فقط العلاقات والوحدات الإجتماعية التي عرفها قبل النكبة . بل أخرجهم من المجتمع العربي ككل , وبذلك وفر للمجتمع العربي الممزق تحت نير الإستعمار الوضع الإجتماعي النفسي الذي يمكنه إفراز وضعية ثورية مثلى لأن الشعب الفلسطيني قطع جميع الروابط والعلاقات التقليدية التي تربطهم بهذا المجتمع في وجهيه الفلسطيني والعربي وعل الرغم من سلبياته كان بداية الإنطلاق نحو حياة جديدة نحو بناء إنسان عربي جديد يجد أمامه قضية ثورية تتميز بمقاصد وأهداف نبيلة تدعوه إلى الإلتزام بها , وعن طريق هذا الإلتزام تحقيق وحدة ذاتية ثم إلى ولادة جديدة تتمسك بقومية المعركة والثورة في معظم البلدان العربية ووضع برامج جبهوية تدعو إلى تحرير فلسطين.

آمنت الجماهير العربية أن معركة تحرير فلسطين هي أهم من التضحية في سبيل منافع ومقاصد وأهداف مجموعية وشمولية في التاريخ العربي الحديث في أنها توفر فرصة فريدة في دعوة الإنسان العربي في تفجير طاقته الكامنة وإلى بلوغ ذروته الإنسانية بدلاً من الخلافات العربية-العربية التي تصب في مصلحة العدو الصهيوني بشكل عام ليحل محلها العنف الثوري العربي الذي تفرضه معركة تحرير فلسطين بوجهها القومي والإنساني . العنف الثوري العربي الذي يشعرنا بأننا لسنا ضحايا الأوضاع التي أحاطت وتحيط بنا لتكون القضية إسترداد فلسطين والأرض العربية بالطريقة التي خسرنا فيهاا الأرض , وهنا طريقة الإسترداد بهذا الشكل قد تكون أهم من الإسترداد , وأداة التحرير قد تكون أهم من التحرير . إحتلال فلسطين جرد العربي من الكرامة والإنسانية , والعنف الثوري العربي الذي يحرر الأرض ويصون العرض فقط يمكن العربي أن يسترجع ما خسره من كرامة وإنسانية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف