رب موسى عليه السلام لا يخلف وعده
بقلم عبد القادر كعبان*
بعدما كثرت الفتن في هذا الزمان و تجبر الخلق على الضعفاء و المساكين جعلنا ذلك نستبشر خيرا بإذن الله في آخر الزمان لنهاية كل طاغية سواء كانت إمرأة أم رجلا بخلاف ديانته أو عقيدته و لنا في القصص القرآني خير دليل لقوله تعالى "إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا" تجبر وعتا وطغى وبغى وآثر الحياة الدنيا، وأعرض عن طاعة الرب الأعلى، وجعل أهلها شيعا، أي قسم رعيته إلى أقسام وفرق وأنواع، يستضعف طائفة منهم، وهم شعب بني إسرائيل، الذين هم من سلالة نبي الله يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله جد رسولنا الكريم محمد
صلى الله عليه وسلم، وكانوا إذ ذاك خيار أهل الأرض.
في هذا الجو القاتم وتلك الظروف القاسية ولد كليم الرحمن موسى عليه السلام، فخافت أم موسى على وليدها وقتئذ، ولكن الله إذا قدر أمراً كان، فلم يظهر على أم موسى علامات الحمل، ولما وضعت أُلهمت بأن تضع ابنها في تابوت، وتربطه بحبل، وكانت دارها متاخمة للنيل، فكانت ترضعه، وإذا قضى رضاعه أرسلت التابوت وطرف الحبل عندها، خشية من مهاجمة رجال فرعون لها. ولكن القادر بقدرته لا يخلف وعده بقوله"إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ"، فحرمت المراضع على موسى، فلم يقبل أن يرتضع من أحد، ولم يقبل ثدياً، وخافت امرأة فرعون عليه
الهلاك، وأرسلته إلى السوق لعلهم يجدون له مرضعاً، فجاءتهم أخت موسى وقالت لهم : {هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون}.
و لما بلغ موسى أشده، وبلغ مبلغ الرجال امتن الله عليه وأكرمه بالرسالة ثم أمره الله أن يذهب هو و أخاه هارون إلى فرعون، ويدعونه إلى التوحيد، قال تعالى: "اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى {20/43} فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى {20/44} قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى {20/45} قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى {20/46} فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ
بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى {20/47} سورة طه. لكن من يتمعن في آيات كتاب الله سيجد حتما نهاية مخزية لفرعون وأتباعه وجنوده جعلت آية لذوي الألباب إلى أن يرث الله الأرض و من عليها.
*كاتب جزائري.
بقلم عبد القادر كعبان*
بعدما كثرت الفتن في هذا الزمان و تجبر الخلق على الضعفاء و المساكين جعلنا ذلك نستبشر خيرا بإذن الله في آخر الزمان لنهاية كل طاغية سواء كانت إمرأة أم رجلا بخلاف ديانته أو عقيدته و لنا في القصص القرآني خير دليل لقوله تعالى "إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا" تجبر وعتا وطغى وبغى وآثر الحياة الدنيا، وأعرض عن طاعة الرب الأعلى، وجعل أهلها شيعا، أي قسم رعيته إلى أقسام وفرق وأنواع، يستضعف طائفة منهم، وهم شعب بني إسرائيل، الذين هم من سلالة نبي الله يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله جد رسولنا الكريم محمد
صلى الله عليه وسلم، وكانوا إذ ذاك خيار أهل الأرض.
في هذا الجو القاتم وتلك الظروف القاسية ولد كليم الرحمن موسى عليه السلام، فخافت أم موسى على وليدها وقتئذ، ولكن الله إذا قدر أمراً كان، فلم يظهر على أم موسى علامات الحمل، ولما وضعت أُلهمت بأن تضع ابنها في تابوت، وتربطه بحبل، وكانت دارها متاخمة للنيل، فكانت ترضعه، وإذا قضى رضاعه أرسلت التابوت وطرف الحبل عندها، خشية من مهاجمة رجال فرعون لها. ولكن القادر بقدرته لا يخلف وعده بقوله"إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ"، فحرمت المراضع على موسى، فلم يقبل أن يرتضع من أحد، ولم يقبل ثدياً، وخافت امرأة فرعون عليه
الهلاك، وأرسلته إلى السوق لعلهم يجدون له مرضعاً، فجاءتهم أخت موسى وقالت لهم : {هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون}.
و لما بلغ موسى أشده، وبلغ مبلغ الرجال امتن الله عليه وأكرمه بالرسالة ثم أمره الله أن يذهب هو و أخاه هارون إلى فرعون، ويدعونه إلى التوحيد، قال تعالى: "اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى {20/43} فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى {20/44} قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى {20/45} قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى {20/46} فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ
بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى {20/47} سورة طه. لكن من يتمعن في آيات كتاب الله سيجد حتما نهاية مخزية لفرعون وأتباعه وجنوده جعلت آية لذوي الألباب إلى أن يرث الله الأرض و من عليها.
*كاتب جزائري.
