الأخبار
حماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرج
2024/5/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحلقة التاسعة مشوار حياتي.. (سيرة قلم فلسطيني) بقلم:رفيق أحمد علي

تاريخ النشر : 2015-04-28
الحلقة التاسعة  مشوار حياتي.. (سيرة قلم فلسطيني) بقلم:رفيق أحمد علي
الحلقة التاسعة
مشوار حياتي..
(سيرة قلم فلسطيني)
[الجزء الأول] 1948ـ 1970
ــــــــــــــ
التحاقي بالمدرسة الابتدائية
في الأيام ما بين فبراير/شباط وسبتمبر/إيلول 1952 ولم ألتحق بالمدرسة بعد، كان يسرني أن أجلس بعد المساء في ركنٍ من دكان أبي مستمعاً إلى الحكايات والأخبار التي يرويها مع بعض جلّاسه من الجيران، أو متابعاً لعبة الضامة التي كان يمارسها مع عمه عبد الرحمن(أبو الذيب) يرحمه الله، على ضوء المصباح الكيروسيني.. إذ يصفّ أحدهما عساكره ثمانية أزواج من حبات الفول، والآخر في مقابلها مثلها من حبات الحمُّص، ويبدأ اللعب بتقدم العساكر كلٌّ بدوره.. حتى إذا تعرض أحدهم طريق الآخر قام بقتله بالقفز من فوقه، فإذا تمكن أحد العساكر من اختراق صفوف الخصم ليصل إلى الخندق الأخير ما خلف العسكر أخذ لقب الضامة، وصار من حقه أو باستطاعته قتل مجموع العساكر المواجهة له.. وهكذا تمضي اللعبة ليفوز من يقتل جميع عساكر الأخر! أمّا أسعد الليالي عندنا فكانت حينما نلعب أنا وأخي وابنا عمنا محمود (أبو جواد) ـ يرحمه الله ـ لعبة (الغُمّاية) الاستخفاء وراء الأشياء البارزة على ضوء القمر!
هذا وقد بدأت وكالة الغوث بتمهيد الأرض جهة الغرب والشمال؛ لبناء المعسكرات الإسمنتية (الأكواخ) لإسكان اللاجئين بها بدلاً من الخيام.. كما شرعت في حفر بئر للمياه وإقامة حاووز (خزان كبير) مرتفع لجمع المياه به وتوزيعها على المعسكرات.. وإني لأذكر ذلك اليوم الذي تجمّعت فيه النساء حول الماسورة الكبيرة التي كانت تصبّ لهنّ الماء الغزير المجلوب من البئر؛ وهنّ يستبقن لملء جرارهنّ.. إلى أن مُدّت المواسير الكثيرة وأُقيمت الصنابير بعد ذلك خلال المعسكرات الإسمنتية..
وقد بدأ صرف الأكواخ للاجئين في قرية (المغازي) من المعسكرات الوسطى لقطاع غزة قبله في مدينة خان يونس؛ لذا آئر أحد أعمام السيد الوالد الانتقال بأسرته إلى هناك، ورغب العم عبدالله أن ينتقل معه وتبعه العم عبد القادر لاشتراكهم في نفس الصناعات اليدوية التي بدأوا ينتجونها ويعتاشون منها، كصناعة الفخاخ والأمشاط العظمية..
في سبتمبر/إيلول 52 دخلت المدرسة الابتدائية ولمّا نسكن الأكواخ الجديدة بعد. وكانت تلك المدرسة مقامة بالطين ومسقوفة بألواح الزنكو، بينما كان مكتب ناظر المدرسة وغرفة المعلمين عبارة عن كشك كبير مقام من الخشب. وكنت أقطع إليها مسافة طويلة تزيد عن الكيلومتر؛ إذ كانت تقع في أقصى الشمال من المدينة. وفي الشرق منها تقع المدرسة الكبيرة القديمة المبنية بالحجر المقدسي الأبيض، والمسمّاة بمدرسة الشهيد (عز الدين القسّام) ، وبينهما كان يقع كشك كبير يوزّع من خلاله الحليب على اللاجئين.. وما كنت أشعر بطول المسافة ذاهباً إلى المدرسة؛ لأنني كنت تارةً أمشي وأخرى أجري ملوّحاً بحقيبتي القماشية التي صنعتها لي أُمي، متوقفاً بين الحين والآخر لأتفرج على الأبنية الجديدة التي سننتقل إليها عما قريب! وما أنسَ لا أنسى ذلك اليوم الذي زوّدتني فيه أمي بخبز وحبة كبيرة من الطماطم بعدما وفرتها من مستلزمات طبيخ الأسرة، ثمّ إنني أتلفتها بينما كنت أُلوّح بالحقيبة! ولم أشعر بسوء فعلتي إلا بعدما شاهدت عصيرها يرشح من خلال قماش الحقيبة، فشعرت بالأسف لإهمالي وعدم محافظتي على ما حرصت أمي على أن توفره لي! وما أنسَ لا أنسى أول معلم تعلمت بفضله كيف أقرأ وأكتب؛ وهو الأستاذ إسماعيل خضر (رحمه الله) ، ولا أول من قرأت كتابه التعلمي وتعرفت على حروف اللغة العربية من خلاله؛ وهو الأستاذ المعلم الكبير خليل السكاكيني (رحمه الله) . كما لا أنسى الكثير من زملائي القدامى الذين رافقوني في هذه المرحلة، وعلى رأسهم من جيران المعسكر الجديد، الزميل محمد يحيى أبو شمّالة الذي كنت أصحبه في الذهاب والإياب.. وقد أذكر هنا الكثير من حوادث الطريق ومواقفها التي لا تمّحي من ذاكرتي.. فأذكر أننا كنا نمرّ ببيت قديم أشبه بالخُص أو العِشّة يقع داخل حاكورة على الطريق إلى الغرب من موقع مدرستنا، وكانت تسكن هذا الخصّ إحدى العجائز؛ ونظراً لشكلها المخيف كان الأولاد يطلقون عليها اسم (الغولة) وكنا في هذا السنّ نصدّق أنها غولة بالفعل ؛ حتى إذا صرنا بمحاذاة عِشّتها أو قبل ذلك بقليل، أسرعنا الخطو ثمّ أطلقنا سيقاننا للريح هاربين ونحن نتلفّت خلفنا؛ خوفاً من أن تلحق بنا فتأكلنا! وذلك لما نسمع من قصص الغول والغولة اللذين يأكلان بني الإنسان وبخاصة الصغار من الأطفال!
ــــــــــــــــــــــ يتبع
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف