الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التضخم الاقتصادي في فلسطين بقلم :د. فريد نعيم المحاريق

تاريخ النشر : 2015-04-27
التضخم الاقتصادي في فلسطين بقلم :د. فريد نعيم المحاريق
  الدكتور : فريد نعيم المحاريق   
دكتوراه في الاقتصاد الدولي

التضخم الاقتصادي في فلسطين

تعاني فلسطين ازمات اقتصادية خطيره و كثيرة وطبعا العامل الاساسي في جميع الازمات الاقتصادية التي تعاني منها فلسطين هو الاحتلال الجاثم على الارض و على الاقتصاد الفلسطيني و من اهمها البطالة وضعف الاستثمارات الداخلية و الخارجية و التضخم الاقتصادي , و تفشي الفساد و غيرها , ولم تستطع الحكومات الفلسطينية المتعاقبة من حل هذه المشكلات .

و لكن هل من حلول لبعض المشاكل الاقتصادية و هل اسرائيل هي فقط المسؤولة  عن الازمات التي نعاني منها ؟ لننظر الى غزة , غزة دمرت بالكامل و مر على انتهاء الحرب اكثر من تسع شهور و لم يتم اعادة الاعمار او البدء بعجلة اعادة الاعمار , بعد انتهاء المؤتمر الدولي في شرم الشيخ للمانحين لإعادة اعمار ما دمرته اسرائيل فقد وضعت انا ذاك الحكومة خطة اقتصادية لإعادة الاعمار تتكون من خمس مراحل و حتى الان لم يتم البدء بالمرحلة الاولى , و المعوق في اعادة الاعمار طبعا الحصار الإسرائيلي على غزة و عدم غض البصر عن الخلافات الفلسطينية الداخلية .

ان صغر حجم الاقتصاد الفلسطيني هو احد معوقات استيعاب الايد العاملة في السوق الفلسطيني و هي ايد عامله قوية و بنائه الا ان فلسطين تعاني من البطالة العالية في الضفة و قطاع غزة , و خصوصا بعد الانقسام الفلسطيني الداخلي عام 2006 م و ظهور ازمة جديد تسمى ( الموظفين المستنكفين ) تعاني الحكومة من هذه المشكلة كون ان هناك من يتقاضى راتبة و هو لا يعمل و هناك من يعمل و لا يتقاضى راتبة , وطبعا سبب هذه الازمة هي سياسية فلسطينية بحته لا علاقة للاحتلال فيها , و قد اقدمت سويسرا على تقديم خطة اقتصادية من اجل حل هذه المعضلة و قد وافقت جميع الاطراف الفلسطينية عليها الا ان هذه الخطة لم ترى النور حتى الان و السبب الخلافات السياسية الداخلية  .

و في هذا المقال سأتحدث عن التضخم الاقتصادي الفلسطيني كون ان التضخم الاقتصادي قد لا يعاني اسباب سياسية داخلية كثيرة و من الممكن ايجاد بعض الحلول لتخفيف العبء الاقتصادي على الموطن ,  و في هذا نبتعد عن ازمة الموظفين و اعادة الاعمار و البطالة و غيرها من المشاكل الاقتصادية التي سببتها الخلافات السياسية و قد تكون حل ازمة التضخم هي اول خطوه للحلول الباقية , ويمكن من خلال حل ازمة التضخم ان تستطيع الحكومة تقديم أي شيء جديد ورفع اهم ازمة اقتصادية و هو تخفيف الغلاء المعيشي في فلسطين  .

تعريف التضخم : أنه ارتفاع مستمر في المستوى العام للأسعار ولفترة طويلة ، مع ملاحظة أن يحتوي على الاتي :-

1- ارتفاع في المستوى العام للأسعار .

2- استمرار ارتفاع في المستوى العام للأسعار لفترة طويلة وهذا يعني ان قفزة في الاسعار لا تسمى تضخما .

و بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ، إن معدل التضخم في فلسطين، ارتفع خلال الربع الأول من العام الجاري 2015، إلي  0.58٪، مقابل 0.27% خلال نفس الفترة من العام الماضي، بسبب ارتفاع أسعار وقود المنازل والسيارات والخضروات. وأضاف جهاز الإحصاء الحكومي، أن معدل التضخم في الضفة الغربية خلال الربع الأول من العام الجاري بلغ 0.52٪،  فيما بلغ في قطاع غزة نحو 1.24%، في حين سجلت انخفاضاً بمقدار 0.60% في القدس ليستقر التضخم عند سالب 0.24 في المدينة. إن تراجع معدل التضخم في القدس، يعود إلي تراجع أسعار البيض الطازج بمقدار 12.28%، وأسعار الفواكه الطازجة بمقدار 6.44%، وأسعار الغاز المستخدم للمنازل بمقدار 1.37%، إضافة إلى انخفاض في أسعار المياه والكهرباء بنسبة 7٪ , نلاحظ الفرق في التضخم بين كل من الضفة و غزة و القدس و هنا ننظر الى اسباب انخفاض التضخم في القدس و السبب الاساسي في انخفاض التضخم بالقدس هو انخفاض اسعار المحروقات و خصوصا الغاز المستخدم للمنازل , فمع انخفاض اسعار البترول عالميا اقدمت كثير من الدول على خفض اسعار المحروقات مع ما يتماشى بالأسواق العالمية الا في فلسطين فقد تم تخفيض اسعار المحروقات بنسب رمزية لا تتماشى مع انخفاض اسعار البترول العالمية . و لهاذا نجد ان في القدس قلت نسبة التضخم لان اسرائيل خفضت نسبة الاسعار الى 15% و كما قامت ايضا بعمل خطة التقشف الإسرائيلية اما بباقي الاراضي الفلسطينية بالعكس بل ارتفعت , و قد انخفضت أسعار البترول عالميا من 110 دولار للبرميل إلى 45 دولار للبرميل أي بنسبة تبلغ 60% , ووفق مصادر في الهيئة العامة للبترول الفلسطينية  و ها هي الان تعاود الصعود ولم نستفيد من الانخفاض ، فإن إجمالي نسبة الضرائب المفروضة على ليتر الوقود تبلغ قرابة 55٪، بينما هنالك 10٪ نسبة أرباح أصحاب محطات الوقود، و 35٪ من السعر النهائي هو سعر الليتر المشترى من إسرائيل. وتعتبر هذه النسبة من أعلى النسب في العالم , وبناء على اتفاقية باريس فإن الأسعار في الاراضي الفلسطينية يجب ان تنخفض بنسبة 30%، وذلك لأن الاحتلال خفضها بنسبة 15% اضافة إلى هامش السعر في الاتفاقية ونسبته 15%، لكن يبدو ان السلطة اكتفت بنسبة 10% وذلك لأن ضرائب المحروقات تشكل أحد أهم الموارد لخزينة السلطة , مع ان اهم اسباب خفض التضخم الاقتصادي هو خفض اسعار المحروقات , فعندما خفضت السلطة اسعار المحروقات بنسبة 10% انخفضت نسبة التضخم , و المثال الثاني هو كما ذكرنا ان هناك انخفاض بنسبة التضخم بالقدس المحتلة و ارتفاع في الضفة و غزة كون ان القدس تتبع اقتصاديا بالنسبة للمحروقات و غيرها الى اسرائيل و بعد خفض قيمة المحروقات بإسرائيل بنسبة 15% ادى هذا الى انخفاض نسبة التضخم , لذلك كان الاجدر بالحكومة خفض سعر المحروقات بنسبة 30% و ليس 10% لتخفيف الاسعار كون ان المحروقات تعد العمود الفقري في تحديد مستوى المعيشة بالإضافة الى قيمة الضرائب  .

و لكن لا باس هذا ما ذكرته طبعا يتعلق بالبنزين و لا يشمل جميع المحروقات اذا كان السبب خفض بنسبة 10% من اجل زيادة خزينة الدولة , فانة حسب الاقتصاد ستعود هذه الاموال الى المواطنين من خلال تقديم الخدمات و غيرها و لكن ما لا يفهم هو ارتفاع اسعار السولار و الغاز ؟؟؟

حسب بروتوكول باريس الاقتصادي، الناظم للعلاقة الاقتصادية بين الطرفين، يجمع الاراضي الفلسطينية واسرائيل بغلاف جمركي واحد، مع هوامش بسيطة للسلطة استخدامها لا يترك فرقاً ذا مغزى في كلفة المعيشة، رغم الفارق الهائل بين معدلي دخل الفرد الفلسطيني مقابل الفرد الاسرائيلي.

وتنص اتفاقية باريس في الفقرة (أ) من البند (12) المتعلق بالمحروقات على أن تكون المقاييس الأردنية، كما هي محددة في الملحق "1" هي المعيار في استيراد منتجات البترول إلى المناطق, و يمكن للسلطة الفلسطينية أن تستورد بنزيناً للأسواق الفلسطينية في المناطق وفقاً لاحتياجات هذه السوق بشرط:  :

1. يتم تمييز لون البنزين عن ذلك المسوق في أسواق (إسرائيل).

2. تتخذ السلطة الفلسطينية كل الخطوات الضرورية لضمان عدم تسويق هذا البنزين في (إسرائيل).

ب‌. الفارق في سعر البنزين النهائي للمستهلكين الإسرائيليين والمستهلكين في المناطق يجب ألاّ يتجاوز 15 بالمائة من السعر النهائي الرسمي للمستهلك في (إسرائيل)، وللسلطة الفلسطينية الحق في تحديد أسعار منتجات النفط في المناطق ما عدا البنزين.

اهم بند ذكر في بروتوكول باريس هو (2- ب) المتعلق بالمحروقات و بالتحديد هو( للسلطة الفلسطينية الحق في تحديد أسعار منتجات النفط في المناطق ما عدا البنزين).

اذا ما عادا البنزين أي ان السولار و الغاز و الكاز يتم التحكم بالتسعيرة و  فرض الضريبة علية من قبل السلطة الفلسطينية و لا تتدخل اسرائيل بهما , و نجد ان اسعار السولار و الغاز لا يتطابق و الواقع الاقتصادي الفلسطيني و يتم التعامل معهما كما يتم التعامل مع البنزين المقيد بشروط بروتوكول باريس , و بهذا الخصوص كان الاجدر بالسلطة الفلسطينية خفض نسبة الضريبة على كل من السولار و الغاز المنزلي , كون ان نقل المنتجات و البضائع الفلسطينية بين المدن الفلسطينية يتم من خلال شاحنات تعمل على السولار فلو اقدمت السلطة على خفض اسعار السولار قد يساعد هذا على خفض اسعار المواد الغذائية و خصوصا ان النقل البري و بالشاحنات يصنف من اغلى انواع النقل , و ايضا خفض اسعار الغاز المنزلي يجب خفض اسعاره لانه ينهك المواطن , فاذا خفض السولار و الغاز فان كثير من المواطنين سيعتمدون على السيارات بالسولار و سيقل نسبة السيارات بالبنزين و بالتالي تقل عملية احتكار اسرائيل للبنزين داخل السوق الفلسطيني يذكر أن السلطة أوقفت ضريبة البلو عن السولار الخاص بمحطة التوليد في غزة لمدة شهر اواخر العام الماضي دون أي تدخل أو منع من الطرف الإسرائيلي ما يؤكد أن السلطة صاحبة القرار في الضريبة. و بالتالي يصبح لدى المواطن بعض الاموال كي يدفعها للكهرباء و الماء , و ذلك كونه يدفع ما يحصل علية من اموال حسب اهتماماته و احتياجاته الاساسية فضلا عن دفع فتورة الكهرباء و الماء مما ولد لدينا ازمة الكهرباء و الماء .

كما و يجب مراجعه رسوم جمارك المركبات في فلسطين كونها من الأعلى عالميا ان مشكلة فرض الضرائب على المركبات بنسبة كبيرة هي سياسة غير عادلة ولا تراعي احتياجات المواطنين خاصة ان هناك فئات عريضة من المجتمع تريد شراء مركبات لتلبية احتياجاتها المعيشية، كما ان قيمة الضرائب الحالية تقود الى ارهاق المواطنين ماليا في حين ان هذه السياسة لم تحقق أهدافها في مجال الحفاظ على البيئة أو منع الاكتظاظ على الطرقات أو شبكات الطرق  و الدليل على ذلك ان كثير من الفلسطينيين يعتمدون على السيارات غير القانونية من داخل اسرائيل و بالتالي فان اهداف هذه الضريبة اصبحت غير واقعية فالمركبات غير القانونية غير صالحة و مضرة بالبيئة و تسبب الاكتظاظ , ان ما يحصل عندنا هو ان المواطن يشتري المركبة بسعرها النهائي بما يشمل تكلفة صناعتها وتكاليف شحنها وأرباح الشركة المستوردة والجمارك المفروضة عليها، وحينما يتجه للبنوك للحصول على قرض لشراء المركبة فانه يدفع فوق كل ذلك الفوائد البنكية على القرض ,يجب مراجعة وتقييم السياسات الضريبية المعتمدة من قبل الحكومة على أساس حماية المستهلك الفلسطيني والأخذ بعين الاعتبار قدراته المالية واحتياجاته المعيشية.

و من اجل المحافظة على دخل خزينة الدولة بالتوازي مع خفض اسعار بعض المحروقات و الضريبة الجمركية للمركبات يمكن تعويضها من خلال :

اولا: يجب على السلطة الفلسطينية ملاحقة المتهربين من دفع الضرائب لمدة 15 عاما حسب القانون.

ثانيا: يجب على السلطة ملاحقة الهاربين و السارقين لأموال الشعب و ارجاع الاموال و محاربة الفساد .

ثالثا: عمل خطة تقشفية في عملية الانفاق الحكومي  . 

رابعا:  العمل على استغلال الموارد الطبيعية الفلسطينية كالعمل على اخراج النفط المكتشف في قرية رنتيس و استغلاله كونه يقع داخل الاراضي الفلسطينية و محاسبة اسرائيل اقتصاديا ايضا من سرقة الموارد الطبيعية وكما يجب استغلال الغاز المكتشف على سواحل قطاع غزة و الاسراع بالتعاقد مع شركات الغاز , و لا ننسى الثروات الطبيعية الموجودة داخل البحر الميت , يجب فتح المجال المام الاستثمارات الداخلية للموارد الطبيعية في البحر الميت و خصوصا ان اسرائيل تستنزف هذه الثروات بدون منازع . 

خامسا: يجب تعديل اتفاقية باريس حسب ما يتماشى مع المصالح الاقتصادية الوطنية و ضمان استقلالية القرار الاقتصادي الفلسطيني .

و ان لم تستطيع الحكومة من جمع الاموال الازمة لخزينة الدولة بذلك يمكن لها بتحويل ازمة العجز الى الرباعية الدولية و يكون هذا ايضا دليلا على الممارسات التعسفية التي تمارسها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني و يرفع بالتالي العبء المعيشي عن كاهل المواطن الفلسطيني , و ليس حل الازمات الاقتصادية على حساب المواطن .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف