الأخبار
إعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبار
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حكاية دموع أمي بقلم: اسراء عبوشي

تاريخ النشر : 2015-04-25
حكاية دموع أمي  بقلم: اسراء عبوشي
حكاية دموع أمي
_____________

الدموع في عيون أمي تروي حكاية لا تنتهي كما بدأت , فقد كانت البداية بصبية احبت ابن عمها واحبها , حين كانوا يعيشوا في كنف الجد ببيته الكبير , بظل أسرة ممتدة , انه أجمل الرجال في نظرها , يده الصلبة تساند يدها الرقيقة بتحمل
الأعباء , فهو يملأ لها ركوة الماء من البئر , ويوقد لها النار لتعد الطعام ,وهي ترخي حبال تعبه في حنين شعاع عينيها , بكلمة او بنظرة تجعله يقوى على الصعاب , لانت الحياة حين لمست حبهم .
عدت السنوات الشيء الثابت فيها ظلال الحب الدائم الذي أضاء اركان بيتنا ,نشأنا على فيض حب تدفق بجنبات حياتنا , رزقا ابي وامي من ثمار الحب الكثير من الاولاد والبنات , فهم عزوة وسند للحياة وداعم بالايدي التي تُخضّر الارض وتجني الخير , الى جانب تعليمنا بالمدارس كنا جنباً الى جنب مع والدينا بالعمل المتواصل , انها حياة الفلاح الفلسطيني , يعطي الفلسطيني الأرض لأنه منغرس
فيها وكأن في جذور الزيتون شيء من الروح , من روح والده وجده , شيء من التاريخ , لكنه لم يزل يرسم حاضره ويبني صروح مجد غده , يده تقلب مع خيرات الارض حكاية
الاجيال ووصاياهم , كبرنا على هذه الارض دخلت مرحلة التعليم الثانوي , وكنت امشي مسافات طويله يومياً لأصل لمدرستي في القرية مجاورة .
لكن لا تستقيم الايام , اتت الحرب لتسلب منا كل ذلك , لم نجني من خسارتنا بالمعركة الا الأنهزام , بأثر الأنهزام قتلت الخسارات المتتالية السهول والجبال , قتلت قوت النهار , ومرقد الليل الحالم , قتلت كل ما فينا من أمل , لم يبقى الا البحث المضني عما يسد الجوع بعد ان صودرت الارض التي كانت الدخل والغذاء وكل ما نملك لنقتات , ونعيش لم يعد لابي على هذه الارض رزق ولم يبقى من الملك الا حب ترهقه الأيام بمرارة العيش .
وعندما ضاقت سبل الرزق كان المخرج الوحيد بسفر أبي للعمل بالكويت , فعندما يضع ما نملك سنضطر للعمل عند منّ يملك , بعد ان كنا اسياد سنبحث عن احد السادة
ليستأجرنا , ومع ذلك اخلص أبي في عمله وأدى العمل بكل أمانة واتقان .
وفجأة انقطعت أخباره , صمت قاتل يعبر في توالي الأيام , وكان بالصمت بعض من كلام , فيه رساله وفي عيون المارة نظرة تقول شيء , وكأن الخبر لم يعد ينتظر اليقين .
الى ان أتى أحد المغتربين من الكويت لزيارة اهله بفلسطين , كان يعمل مع أبي ,اجتمع بالمسجد كبار رجال القرية وطلبوا حضوري , كنت اخطوا بخطوات متثاقلة ,وعلى وجهي وجوم يلمحه المارة فيبادلونه بالأسف , قرأت بعيونهم بعض الأخبار ,
وكانت معانيها اكبر من الحدث , ففيها نظرة للايام الكئيبة القادمة , ولما ينتظرني انا وعائلتي من أحزان , كم هي اليمة مواساتهم قبل البوح بدواعي المواساة , ليس كل شفقه او عطف مريح , البعض منه مقلق , والبعض منه يسلب الروح
الكبرياء , فيقابل بالرفض , وصلت للمسجد دخلت وسلمت اقترب مني احد الرجال ووضع يده على كتفي , نعم يكفي أعلم : رحل ابي وانه مجلس عزاء , ومع الزائر ظرف فيه
بعض المال , كل شي … كل ما بقي من أبي , لن يعود , بعض المال من أجله فقدنا حضن أبي بأخر ايامه , المال حال دون اكفاءنا من عناقه , او سماع وصيته عند الاحتضار , حتى ان ثرى فلسطين الغالي لن يضم جسده , توفي ودفن بارض الغربة .
انها نهاية حكاية دموع أمي , لن تجف بسكون الليل الدموع , لكن في الصباح تتوارى خلف جهد النهار , لتكمل بسواعدها ما بدأه أبي , امامها أصرار يحجب ما خطته على وجنتيها الدموع من آثار .

بقلم: الكاتبة اسراء عبوشي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف