الأخبار
إعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقها
2024/4/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الشوباشى ودعوة خلع الحجاب بقلم:د. شادية خليل

تاريخ النشر : 2015-04-21
الشوباشى ودعوة خلع الحجاب بقلم:د. شادية خليل
أحياناً يشعر الفرد بالاشمئزاز والدونية من بعض الأفكار المشوشة التى تهدف طمث الهوية العربية والإسلامية ، وليس هذا قط ، ولكن تبعد المسألة إلى هذا الحد بكثير فليس الأمر مجرد فكر نحترم فيه حرية التفكير والإبداع ، فنحن مجتمع متحضر يقبل الرأى والرأى الآخر.

لكن عند شريعة الله لابد أن يكون هناك وقفه ، لأن شريعة الله تعالى وأوامر لها حدود ولا يجوز التجاوز عنها.

المجتمع المصرى مجتمع متحضر ذو ثقافة وأيديولوجية قد تميزه عن أى مجتمع آخر ، لذلك تجد فيه جميع أطياف المجتمع يعيشون فى تجانس ووئام كأنهم طبقة واحدة أو طائفة واحدة ، وله نسيج مميز متماسك وله فكر وعقيدة ، وفى هذا المجتمع الحجاب حرية شخصية ، فالمرأة لا ترتدى الحجاب إلا إذا اقتنعت به ، لكن عندما يدعو الكاتب الصحفى شريف الشوباشى فتيات مصر لخلع الحجاب في ميدان التحرير وقال أنه يدعو إليها من أجل تصحيح المفاهيم الوافدة من الحركات الوهابية.

فهذه ليست مفاهيم وافدة إلينا ولكنه أمر من الله تعالى بفرض الحجاب على المؤمنات ، حيث قال الله تعالى فى سورة النور الآية (31) {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.


ولأن الإسلام هو دين السماحة لا يجبر أى شخص على شئ ، وخصوصاً أن المجتمع المصرى مجتمع متحضر ، يعطى الحرية للرجل وللمرأة كيفما يشاء فى حدود قانون تنظيم المجتمع ، والدليل على ذلك تعايش المجتمع المصرى الواحد فى تجانس ولا فرق بين من يرتدى الحجاب ، عن غيره ، ولا فرق بين مسلم ومسيحى.

لكن ما يحزن فى الأمر ، أن يرحب بعض رموز المجتمع المصرى بفكرة الكاتب شريف الشوباشى ومن ضمن هؤلاء دكتورة هدى بدران، رئيس الاتحاد العام لنساء مصر وأيدت الفكرة ، ولكن المحزن أيضاً أنها بررت تأييدها بجهل بكتاب الله ، وبررته بأفكار مشوشة مغلوطة حيث قالت أن جماعات الإسلام السياسي منذ انتشارها في فترة السبعينات والثمانينات، وهي تحاول تغيير مفاهيم الهوية الثقافية للمجتمع المصرى، كى يتلاءم مع حلم "دولة الخلافة"، الذي بدأوه بفرض الحجاب على المرأة المصرية، وانتشار بعض الشعارات، مثل "أختى المسلمة" و"الحجاب فريضة".

لذلك، يجب علينا الفصل بين المسلمين والمتأسلمين ، فجماعة الإخوان يستخدمون الإسلام ستاراً لأغراضهم السياسية ، لكن مع ذلك فلا يجوز التجاوز على كلام الله فى كتابه الكريم ، وأرجو قبل الإفتاء فى فتاوى قد تؤدى إلى هدم المجتمع وتهدد استقراره ، أن نتمحص جيداً فى مردود أقوالنا التى قد تؤدى إلى مجتمع أكثر تسيباً وأكثر إضمحلالاً ، كفانا اللعب بأفكار المجتمع ، وأفكار شبابنا.

ولكن مع هذا كله ، ماذا بعد الدعوى بخلع الفتيات الحجاب؟ هل ستكون الدعوات بعد ذلك ، بخروج الفتاة بالشورت والبَّدى؟

أرحموا شبابنا وفتياتنا فكما قلنا أن مجتمعنا مجتمع متحضر ، لا تطمثوا هويته الإسلامية ، والحجاب سواء لبسته الفتاة أو خلعته فهذا حرية شخصية ، لكن لا تحرموا مع حلله الله تعالى.

كما اتعجب من ترك كل هموم المجتمع المصرى من فقر وجهل ومرض وأطفال شوارع ... إلخ ، وتصبح المشكلة مشكة الحجاب ، فليس من الأجدر أن نسعى إلى حل مشكلة مجتمع عانى كثيراً من الفقر والجهل والمرض ، هل أصبحت مصر بلا مشاكل ، وأصبحت مشكلتها هى مشكلة الحجاب ، أم سندخل فى حرب جديدة وهى حرب الأفكار المغلوطة ، فهذه الحرب مثلها مثل بقية الحروب التى تهدم وتدمر الإنسانية ، وتؤدى إلى اضمحلال الهوية الإسلامية و الحضارية والثقافية.


د. شادية خليل كاتبة صحفية وإعلامية مصرية
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف