الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تخلف الطب في العراق بقلم:عباس طريم

تاريخ النشر : 2015-04-20
تخلف الطب في العراق بقلم:عباس طريم
تخلف الطب في العراق
_____________
عباس طريم
اريزونا


الطبابة او صناعة الطب : مهنة نبيلة شرفها الله وقدسها وهي رسالة انسانية تقدم لكل من يحتاج لها . وتاتي صناعة الطب بعد علوم الدين. العلم 
علمان : " 
علم الاديان وعلم الابدان " والطبيب: مؤمن على الارواح البشرية وعلى اسرار مرضاه . وهو اقرب الى القديس منه الى البشر العادي كونه يطلع على الاماكن التي حرم الله الاطلاع عليها الا بالضرورة , وحافظ لاسرار المريض. وعلى الطبيب ان يكون قدوة حسنة امينا على حقوق المواطنين بالحصول على الرعاية الصحية الجيدة منزها من الاستغلال بكل صوره, وان يعامل مرضاه بالحسنى,وان يبتسم في وجوهم ويتحدث معهم كصديق كي يطمئنوا اليه . فهو طبيب جاء لعلاجهم وليس لسلخ جلودهم وعلى الطبيب ان يلتزم باصول الطب وشرفه واخلاقيات المهنة ولا ينصرف لغايات مادية صرفة وان يكون صادقا غير مستغلا لمرضاه.. الامر الذي يحتاج الى شجاعة ونزاهة .
لكننا نجد الاطباء اليوم ابعد ما يكونوا عن النزاهة والصدق ويكلفون المرضى فوق طاقاتهم.. لعلمهم بغياب رقابة الدولة المفروض توفرها لتحد من الجشع والسرقة تحت ظل القانون. واخذوا يستنزفون جيوب الناس الفقراء الذين حاروا بلقمة عيشهم, وترتيب اوضاعهم في ظل الغلاء الفاحش الذي طال كل مفردات الحياة اليومية , ضاربين بعرض الحائط كل القيم الاخلاقية التي جعلت من مهنة الطب هالة مقدسة .
والمريض انحصر في زاوية حادة جدا .. بين الدفع او انتظار الموت.والاطباء في احيان كثيرة يصفون الادوية غالية الثمن ويرسلون المريض الى صيدلية محددة لامر بيت بليل مع اصحابها يتقاضون فيها مبلغا عن كل [ راجيتة ] مريض تصل هذه الصيدلية .وفي كثير من الاحيان يرسل الطبيب مرضاه الى اجراء فحوصات جبرية في عيادته مثل: فحص الدم, والدرار, والاشعة التي قد لا تكون ضرورية ولا يحتاجها المريض لكنه مرغم على اجرائها ليخرج بمرض جديد اسمه الافلاس الذي يضرب على الراس ويسبب الصداع المزمن .
وهنا ينقلب الطبيب من رحمة يداوي الناس ويشفيها ,الى نقمة ينضف لها جيوبها بصورة شرعية وقانونية لا يحاسبه احد طالما ارتضى ضميره ان يدخلها بخانة الضروريات لعلاج المريض والوقوف على حالته المرضيه .ان [الجزار] عفوا الطبيب اليوم من اغنى الاغنياء ولا يفوقه غنى غير السياسي الذي تعلم منه كيف تنقلب اصابعه من رحمة تداوي الاجساد الى مصيبة تقع فوق الرؤوس .
وان اكثر الناس تضررا من الطبيب اليوم هم : اصحاب الامراض المزمنة ,والذين لابد لهم من زيارة الطبيب ثلاثة ايام في الاسبوع على اقل تقدير. وقد شاهدت البعض منهم وهم يمتنعون من زيارة الطبيب بسبب الاجرة المرتفعة واسعار الادوية الباهظة ويقولون :" خليهه على الله"فهو عليم باحوالنا ولو فرضنا جدلا انني هولت الامر وابتعدت عن جادة الصواب في تقييمي لبعض الاطباء اللذين يمثلون الاستثناء في مجتمع تسوده الرحمة ويعمه الخير وتتكاثر فيه اهل الشهامة والمروءة من الاطباء الطيبين. لو سلمنا بهذا الراي ؛ سنجده عكس الواقع الذي نعيش تماما فان الواقع يقول : ان الاستثناء اخذ بالامتداد والتوسع على حساب القاعدة التي اشرنا لها وان المعادلة انقلبت راسا على عقب وتربع الاستثناء مكان القاعدة , وسلم المواطن امره الى الله في ظل دولتنا التي تعتبر الانسان قيمة في ادنى السلم الاعتباري وان صحته ليس من الضروريات التي تحتم وضعها على لائحة الاهتمام والنقاش كبقية خلق الله من الدول التي نشاهد مستشفياتها انظف بكثير من ارقى البيوت .
ومن يطلع على المستشفيات في العراق ينذهل من فرط الاهمال المتعمد وعدم وجود الكادر المتكامل, والاسرة الطبية التي اكل عليها الدهر وشرب , والمعاملة الغيرانسانية للاطباء اللذين خلت قلوبهم من الرحمة , وتبخر الادوية التي يضطر المريض شرائها من خارج المستشفيات حيث تتسرب من خلال صيدلية المستشفى بقدرة قادر دون علم المسؤولين المساكين فيضطر المواطن ان يدفع اضعاف سعرها للحصول عليها .
وكل ذالك على مرئى ومسمع من وزارة الصحة التي تاتي هذا الامور من صلب واجباتها والتي نسمع بعقود الادوية التي تبرمها مع الشركات الاجنبية والتي تقدر بملايين الدولارات.
لكنها ما ان تصل الى بلدنا الحبيب حتى تتبخر بفعل حرارة الشمس الحارقة ..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف