الأخبار
كم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفح
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اليرموك .. بين ألم اللجوء والنكبة بقلم غسان مصطفى الشامي

تاريخ النشر : 2015-04-20
اليرموك .. بين ألم اللجوء والنكبة بقلم غسان مصطفى الشامي
اليرموك .. بين ألم اللجوء والنكبة

قلم / غسان مصطفى الشامي

[email protected]

يعيش مخيم اليرموك منذ أكثر من عامين نكبات وأوجاع متلاطمة، جعلت هذا المخيم الصامد مجرد أكوام من الركام والحجارة، وقتلت الذاكرة الحية لشعب فلسطين ولاجئي عام 1948م.

 يحيا اللاجئون في هذا المخيم حياة المعذبين في الأرض والمسحوقين الغرباء الذين يعيشون الآلام والأوجاع في كل ساعة وكل لحظة، ولم يتبق في المخيم سوى القليل الذين يعيشون على أعشاب الأرض ولحوم القطط ؛ الحياة في مخيم اليرموك مأساوية، فقد أصبح هذا المخيم ساحة كبيرة من الصراع الذي يشتد بين قوى متعددة، وقد زادت الأمور تعقيدا بعد دخول تنظيم الدولة (داعش) المخيم والسيطرة على 80% من المخيم.

مخيم اليرموك يدفع اليوم ضريبة احتضان الذاكرة الفلسطينية، بين جدرانه وجنباته وأزقته وشوارعه الصغيرة، وقد كان هذا المخيم الذي كان من أجمل مخيمات اللجوء في الخارج، وكان اللاجئون فيه يتمتعون بالكثير من الحقوق والمزايا حتى أن أوضاعهم الاجتماعية تختلف عن باقي مخيمات اللجوء في الخارج، وقد بقي مخيم اليرموك بعيدا عن الأحداث في سوريا؛ إلا أن هناك من أراد أن يزج بمخيم اليرموك في أتون الصراع الدائر وفي قلب الأزمة السورية، وأصبح المخيم يتعرض للقصف والضرب يوميا، وأصبحت الأمور تزداد سواء في هذا المخيم بعد انقطاع الماء والكهرباء عنه وتدمير شوارع ومنازل المخيم إلا أن أصبح اليوم أكوام من الركام والحجارة .

يحمل مخيم اليرموك أحلام وآمال الفلسطينيون في العودة إلى أرض فلسطين ليشتموا فيها رائحة الزهر والليمون وأشجار الزيتون، لقد حمل مخيم اليرموك ذاكرة حية في صراع اللاجئ الفلسطيني كيف تعب؟؟ وكيف سهر؟؟ وكيف تعلم على أضواء الشموع إلى أن أصبح هذا اللاجئ ذو مكان وشأن وخرج من أزقة المخيم المعلم والمهندس والطبيب وأستاذ الجامعة وغيرهم من الهامات العلمية، التي كان لها دور في التنمية والتطوير في سوريا.

إن المأساة اليومية التي يحياها اللاجئون في مخيم اليرموك تذكرنا بمأساة الوجود الفلسطيني في الشتات، والجرائم التي مورست بحق اللاجئين، والمعاملة القاسية التي يوجهها اللاجئين بعيدا عن أرضهم ووطنهم، كما تذكرنا مأساة مخيم اليرموك بالتشرد والهجرة والطرد الجماعي لأجدادنا وآبائنا، فضلا عن حالة الفقر والقهر التي يحياها اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الشتات، كما عاني الفلسطيني من التمييز والمعاملة القاسية، ولم يكن سفر عبر الدول العربية بسهولة ويسر مثل أي مواطن عربي، لأنه لا يمتلك جواز سفر فلسطيني وكان يتنقل بوثائق سفر وإجراءات صعبة، ويحمل بطاقة لاجئ مؤقتة تمنحه إياها الدولة المضيفة للمخيم الفلسطيني.

مخيم اليرموك يمثل حالة قاسية من الألم والوجع اليومي، هذا المخيم الذي يمثل رمزا للقضية الفلسطينية، وهو حارة الفدائية، هذه الحارة التي  تقع على مدخل المخيم ، واحتضنت القوافل الأولى من فدائيي وثوار حركة فتح والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وسميت بكتيبة الفدائيين أو كتيبة الاستطلاع الخارجي.

لقد أسس مخيم اليرموك عام 1954م على أحجار وعتبات حارة الفدائية التي كان يقطنها مئات اللاجئين الفلسطينيين، ثم استقبل الآلاف من مدن وقرى شمال فلسطين المحتلة، وقد زار مفتي فلسطين الحاج المرحوم أمين الحسيني عام 1955م حارة الفدائية، وأطلق اسم اليرموك على تجمع الفلسطينيين في هذا المكان، واستقبل اللاجئين الفلسطينيين من حيفا، عكا، طبريا، الناصرة، يافا، صفد، الطنطورة، الطيرة، عرابة البطوف، علما، الرأس الأحمر، صفورية، أبو سنان، لوبية، وشفا عمرو، كفر كنّا.

يمثل مخيم اليرموك اليوم عنوانا أليماً وداميا في صفحات التاريخ الفلسطيني، ويتصدر مشاهد القتل والدمار مسرح الأحداث اليومية، وما بقي من سكانه سوى الآلاف القليلة الذين يعيشون الألم في اليوم مئة مرة وهم يبحثون عن رغيف الخبز وعن المونة والمأوى الآمن من رصاص الظلاميين والطغاة الذين حولوا المخيم إلى ساحات حرب لا تسمع فيه سوى أصوات الرصاص والقنابل والبراميل المتفجرة .. لقد دمروا المخيم وحاراته وذاكرته الفلسطينية، ودمروا أحلام وآمال اللاجئين ووضعوهم أمام خيرات التشرد القسري من المنفى إلى منفى آخر بعيدا عن الوطن والأرض التي هجروها في نكبة فلسطين.

اليرموك بحاجة إلى من ينقذ أهله من الآلام والأوجاع اليومية، وبحاجة إلى من يحميه من القتل والمجازر الدموية ويستهدف فيه فلسطين وحق العودة .. النساء والأطفال يستصرخون العرب والجامعة العربية متى الخلاص من هذه العذابات والعودة إلى أرض الأمجاد والأجداد فلسطين ..؟؟

إلى الملتقى ،،

قلم // غسان مصطفى الشامي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف