الأخبار
إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوعنعيم قاسم: لن نكون جزءاً من شرعنة الاحتلال في لبنان ولن نقبل بالتطبيعفتوح: تهجير عشرات العائلات من عرب المليحات امتداد مباشر لسياسة التطهير العرقي والتهجيرالنيابة والشرطة تباشر إجراءاتهما القانونية في واقعة مقتل شابة في مدينة يطاالغرفة المشتركة لفصائل المقاومة: ياسر أبو شباب وعصابته خارجون عن الصف الوطني ودمهم مهدور(القناة 12) الإسرائيلية: (كابينت) يصادق على إدخال المساعدات لجميع أنحاء قطاع غزةالحوثيون يعلنون استهداف مطار "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتيشاهد: خامنئي يظهر علنا لأول مرة منذ الحرب الإسرائيلية على إيرانمؤسسة هند رجب: الحكومة الإسرائيلية تخصص موارد كبيرة لإيقاف عملناالرئيس اللبناني: لن يكون في جنوب البلاد قوة مسلحة غير الجيشإعلام إسرائيلي: عملية (عربات جدعون) مُنيت بفشل ذريع"الأغذية العالمي" يدعو لفتح مزيد من الطرق الآمنة في قطاع غزةالاحتلال يعلن اعتراض صاروخ من اليمن بعد دويّ صفارات إنذار
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حوار مع رئيس جمعية مهرجان ربيع الفنون بالقيروان في الدورة العشرين

حوار مع رئيس جمعية  مهرجان ربيع  الفنون بالقيروان في الدورة العشرين
تاريخ النشر : 2015-04-19
حوار مع رئيس جمعية  مهرجان ربيع  الفنون بالقيروان في الدورة العشرين  لمهرجان ربيع الفنون الدولي بالقيروان

هذه الدورة هي لقاء الفن بالمواطنة

حاوره حاتم النقاطي

منذ أكثر من عشرين عاما اجتمع عدد من المثقفين و الأدباء ومحبي الفنون بالقيروان في دار ثقافتها الفسيحة النشيطة  ليبعثوا حلما جميلا . اجتمعوا ليؤسسوا جمعية ثقافية للفنون  وكان من بين غاياتها  تأسيس مهرجان ثقافي فني  كبير يضاهي المربد بالعراق و جرش بالأردن . كان من بينهم شعراء كالمنصف الوهايبي و محمد الغزي وروائيين كصلاح الدين بوجاه وكتاب ونقاد سينمائيين كعبدالجليل بوقرة وغيرهم  من الفنانين من أبناء القيروان . كانوا جامعيين يحلمون بإعادة مجد القيروان الثقافي و الفني لذلك ولد الحلم كبيرا و تحققت ثمراته من دورة إلى أخرى . على مر عشرين عاما التقى جمهور هذه التظاهرة   في دوراتها المتتالية مع عدد من رموز الفن العربي كالشعرء نزار قباني وادونيس و سعدي يوسف  ومع عدد من نجوم الشاشة العربية  مثل  رغدة و يوسف شعبان وغيرهما .

و في ظل هيئة جديدة  يحدوها أمل المواصلة و والتطوير يلتقي جمهور الفنون بالقيروان من 18 افريل الى غاية 25 افريل2015 بفعاليات الدورة العشرين لهذا المهرجان . دورة ترأسها المخرج السينمائي والإعلامي عمر النقازي وتداخلت فيها الفنون وتوزعت فعالياتها بين الشعري  والسردي والنقدي و التشكيلي و الموسيقي . و لمزيد من الأضواء حول هذه الدورة ورهاناتها نلتقي رئيس جمعية مهرجان ربيع الفنون بالقيروان الاستاذ الجامعي والناقد المهدي المقدود في الحوار التالي :

س- بتقديركم كرئيس جديد لهيئة المهرجان الدولي لربيع الفنون ما وجه الجدة والإضافة والتميز  مقارنة بالدورات السابقة لهذه التظاهرة الفنية ؟

ج- شكرا على الاستضافة للحديث عن أحد أعرق المهرجانات الثقافيّة بالقيروان. مهرجان ربيع الفنون بدأ سنة 1995 كبيرا بالوجوه الشعريّة خاصّة التي استضافها، ومنها الشعراء الكبار نزار قباني وأدونيس وسعدي يوسف. كانت شوارع المدينة تغصّ لاستقبال شاعر الحب خاصّة، في حدث لم تألفه المدن العربيّة. فهذه المدن كانت تكتظّ شوارعها لاستقبال زعماء السياسة عبر تحضير مسبق أو لمشاهير الكرة والموسيقى. أمّا أن تضيق الشوارع والساحات فضلا عن فضاءات العرض فلا تقدر على المزيد من الجمهور المتشوّف لسماع قصيدة وكلمات جميلة، فهذا ما لم يكن مألوفا. لقد حرّكت تلك الدورة الأولى من المهرجان السواكن وجعلت المثقّفين عامّة يغيّرون البوصلة والمتابعين للشأن العامّ يفكّرون بطريقة أخرى في العلاقة بين الشعر والحياة، بين الفنّ الجمهور. صحيح أنّ نزار قباني شاعر من نوع خاصّ وشهرته طبّقت الآفاق لأسباب عديدة ليس المجال سانحا لتفصيلها، إلاّ أنّ تلك الدورة فتحت شرّعت لممكنٍ ثقافيّ يمكن أن يملأ الفضاء العامّ غير الرقص والعنف والكرة على سبيل المثال. تلك الدورة كانت حافزا للهيئات اللاحقة على أن تنسج على المنوال، ولكن كان عاليا جدا. وبالرغم من ذلك فقد اجتهدت كثيرا، موفّقة في الغالب، في استضافة أدباء ومثقّفين بارزين عرب وغير عرب ومن مختلف الأنحاء، واستضافت أيضا قامات جميلة في الفنّ كوديع الصافي. ونحن في هذه الدورة العشرين، بعد أن أعدنا في جلسة عامّة تشكيل الهيئة المديرة، سعينا إلى أن نعيد للجمعيّة وللمهرجان ألقه الأوّل قدر المستطاع، وخاصّة أنّه افتقد شيئا من ذلك الوهج بعد ثورة 17 ديسمبر 14 جانفي لأسباب موضوعيّة ومعروفة. وفي هذا السياق قدّمنا برمجة ثريّة تتّشح فيها كلّ الفنون بأجمل ما تكون شعرا ورواية ومسرحا وموسيقى وفنّا تشكيليّا وسينما. وستكون لنا عروض كبرى تذكّر القيروانيّين ومتابعي الثقافة بها بالربيع حين يحضنه الفنّ ويفوح به.

س- ما يعرفه القارئ أن لهذا المهرجان أبعاده المحلية والوطنية والعربية والدولية، فكيف استطاعت الهيئة الحالية أن تقدم في برمجتها الجديدة كلّ هذه الأبعاد ضمانا لما عهده المتابعون لهذه التظاهرة منذ نشأتها ؟

ج- كما تفضلتم بالذكر، هذا المهرجان آلى على نفسه منذ البداية أن يكون كبيرا. وهذا العهد منه لا يعني أن يغفل عن الإبداع الجهوي أو الوطني وينشغل بالإبداع العالمي فحسب. نحن نحاول أن نجمع بين هذين البعدين لما في ذلك من تمكين لتلاقح التجارب بين المثقّفين من جهة، ولما لهذا المزج من جميل الفائدة على الشأن الثقافي بالقيروان. فنحن مثلما يعنينا أن نستضيف أعلاما بارزين من شتّى أنحاء الوطن العربيّ قدّموا إضافات للثقافة ووسموها بميسم جديد أو لفتوا إلى جانب كنّا عنه ساهين، معنيّون أيضا بإيجاد الفضاء المناسب للطاقات الإبداعيّة من القيروان ومن تونس عامّة حتّى تقدّم ما منتجها الثقافيّ المتميّز. ولهذا استضفنا في هذه الدورة على سبيل الذكر لا الحصر الشاعر المصريّ هشام الحج والشاعرة العراقيّة فينوس فائق، واستضفنا كذلك الروائي التونسيّ شكري المبخوت وكثيرا من الشعراء التونسيّين، فضلا عن أنّ الافتتاح والاختتام سيكون مع فنّانين تونسيين بارزين هما زياد غرسة وصابر الرباعي.

س- للقيروان خصوصياتها التراثية فبأيّ تصور استحضرت هذه البرمجة أفق تواجدها؟

ج-كلّ فقرة من فعاليّات المهرجان بدءا بحفل الافتتاح ستكون القيروان فيه حاضرة كأبهج ما تكون. ونحن لا نتخيّل المدينة بغير عبق تاريخها وإن ذوى بين الحين والآخر. ولا يتجلّى ذلك في الفضاءات التي تحتضن فقرات المهرجان بل كذلك في الروح التي تسري بين أزقّتها وأركانها. لهذا كان للشعر حضور بارز، فقد عُرفت القيروان قديما وحديثا به حتى لم يبعد اعتبارها مدينة الفقه والشعر. ولكنّ ذلك أيضا لا يعني أنّها ظلّت هناك، ففي القيروان تجربة سينمائيّة وتشكيليّة بارزة ومعروفة.

س- هل يمكن أن نفهم أكثر هذا الرهان استنادا لتكليف الهيئة بإدارة هذه الدورة للسينمائي والإعلامي الاستاذ عمر النقازي مدير عام إذاعة صبرة ف م  القيروانية؟

ج- حاولنا في هذه الدورة أن نقوم بتجربة جديدة في التسيير وإدارة المهرجان، وقد يكون لاحقا تقليدا. تقوم الفكرة على اختيار مدير للدورة له إمكانات لوجستيكيّة وخبرة تسييريّة تمكّن من تحقيق الأهداف التي وضعناها في الجلسة العامّة. والسيّد عمر النقازي بما له من معرفة بالقيروان وقدرة اتّصاليّة وتجربة في إدارة دورات عديدة لمهرجان الفيلم البيئي يحقّق الهدف الذين سعى إليه أعضاء الهيئة.

س- هل هو وعي بضرورة عامة لتطوير أسس الالتقاء بين الجمهور والفنون من خلال شراكة بين الثقافي والفني من ناحية والسمعي من جهة ثانية  رغبة في مزيد نشر هذا المهرجان وتقريبه من الجمهور بما تقتضيه مقتضيات تسويق المنتوج الفني؟

ج- هذا العصر هو عصر الاتّصال بامتياز. كنّا إلى وقت قريب نحسبه عصر الصورة وحدها، فإذا التواصل الحديث يجمع الوسائل على اختلافها (الصوت والصورة والحركة والعرض الحيّ والافتراضيّ...) ويسكبها في قناة واحدة يمكن وسمها بالمشهد الرقميّ حيث كلّ شيء له مكان فيه. ونحسب أنّ الشراكة التي أقمناها مع الإدارة التسييريّة للمهرجان تسمح بل ستحقّق الرواج الثقافيّ الذي نتشوّف إليه جميعا.

س- الأستاذ المهدي المقدود كجامعي ومثقف هل ترى لمهرجان ربيع الفنون الدولي بالقيروان من رهان استشرافي يفرضه واقع الثورة التونسية ومقتضيات تبشيرها بفنون تساهم في تغيير رؤية الجمهور للوجود الثقافي لهذا الانسان المدني العربي الجديد ؟

ج -السؤال عميق بالفعل. فنحن لا نحيا الثقافة خارج شروط إمكانها الموضوعيّة. فالمهرجان هو ابن هذه المدينة العتيقة وهو أيضا يواكب الراهن الثقافيّ والفكريّ والسياسيّ العامّ. ولهذا جعلنا لهذه الدورة مضمونا صغناه في شعار ستتكفّل كثير من فقراتها، وخاصّة ما نسمّيه بالمجالس الثقافيّة، بالكشف عنه وبيانه وتحليله. وهو هذا العنوان: الفنّ والمواطنة. ذلك أنّنا نعتقد أنّ القيمة المثلى التي ينبغي أن تحقّق الإجماع بيننا على اختلاف مذاهبنا وألواننا وانتماءاتنا ومسالكنا في تصريف الأيّام هو أنّنا مشتركون في وطن لنا فيه حقوق وعلينا واجبات. والمواطنة متصوّر جامع لنا أن ندرج فيه حقّ الاختلاف وحرّية الرأي، مثلما هو في اعتبارنا مسلك من مسالك القضاء على العنف، فما يجمعني بغيري ليس الجهة أو المذهب أو اللون أو الدين بل هو الوطن، ولأنّ الأمر كذلك فليس من حقّي أن أقصي غيري المختلف عنّي على أيّ نحو ممّا ذكرت أعلاه رمزيّا أو فعليّا. وأحسب أنّ الفنّ يمكن أن يضطلع بالمساهمة في هذا الدور التوعويّ المهمّ.

س- سعيا لتطوير علاقة هذا المهرجان بجمهوره في دوراته القادمة وضمانا لديمومته وتطوير محتواه ما نقائص هذه الدورة العشرين ؟ وبم تعد القراء و الجمهور ومتّبعي نشاط هذا المهرجان وأخباره ؟

ج- نرجو أن تتحقّق كامل فقرات المهرجان مثلما سطرناها، لأنّنا وفّرنا لها كلّ الشروط التي تتطلّبها، ولكنّ بلوغ الكمال صعب. فقد يتخلّف ضيف أو يتغيّر موعد أو ما سوى ذلك ممّا تألفه جميع التظاهرات في مختلف بقاع الأرض. المهمّ أنّنا سعينا لإنجاز دورة تليق بقيمة المهرجان وتاريخه. ونحسب أنّ الدورات القادمة ستكون على الشاكلة نفسها إشعاعا وتألّقا وتقديما لمادّة إبداعيّة جديرة بالمتابعة. ونعد في هذا السياق أن تكون البرمجة جاهزة مبكّرا حتى نتلافى ضغوط الوقت والمواعيد التي تربكنا. ولكن هل من مناص؟ شكرا مرة أخرى على الاستضافة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف