الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تجديد الخطاب بقلم:عبد الهادي شلا

تاريخ النشر : 2015-04-18
تجديد الخطاب بقلم:عبد الهادي شلا
" تجديد الخطاب " - عبد الهادي شلا
----------------
منذ أن إستشرت ظاهرة الجماعات الإرهابية "التي ترفع الدين الإسلامي شعارا لها " ظهر بجانبها تيار من "الدعاة " يريدون إصلاح خلل في التطبيق أطلقوا عليه " تجديد الخطاب الديني" بحجة أن الخطاب القائم منذ عهود بعيدة و الذي أطلقوا عليه " تراثا دينيا " يحتاج إلى إنكار بعض ما فيه وإحلال غيره بما يوائم الوضع العالمي الذي يتصدى لظاهره التطرف .

ويرى هؤلاء "الدعاة" في الموروث العقائدي وزرعه في نفوس الأجيال ما إنحراف بالتفسير .الأمر الذي خرجت من عباءته قوة همجية بأفكار متطرفة لم تجد أمامها سوى العنف وسيلة لنشر وتطبيق أفكارها التي كرستها إلى حد القتل والدمار لكل مخالف لها ، كما أنها عادت مظاهر الحضارة والتقدم في عصر شمل المعمورة بأدوات جبارة تـُبسـِط التعامل مع الحياة.

بينما تدعو تلك "الجماعات المتطرفة" إلى التمسك بإرث الأولين الذي أضافوا إليه الكثير جدا من الأقوال والتفاسير في أسس العقيدة و تجاوزوه إلى هاوية سحيقة لا يمكن أن تؤدي إلى رفعة أو سمو، وكأنهم يريدون للأمة الإسلامية وغيرها كما يدعون أن يتجردوا من كل مقومات الحياة الحديثة ويعيشوا حياة من تصورهم ويقيموا خلافة على أرض فتكت بها الحروب وشرذمتها إلى طوائف وملل قبل أن يصلوها في الوقت الذي لا يختلف أحد على أن هذه الجماعات همجية لا تعير جوهر الدين الإسلامي أقل إهتمام كما أجمع على ذلك كبارالعلماء وشواهد أفعالهم.

وعليه ،فقد فتح "دعاة تجديد الخطاب" بابا للخروج عن الثوابت بتهور وإندفاع في فسحة من خلو الساحة بسبب فراغ خلفته "ثورات الربيع العربي"، مع أن الدين لا يأتيه الباطل إلا من "جاهل" و ليس كلهم بجاهل بل إن منهم من يحمل علما فقهيا لا يستهان به ولكننا نسجل عليهم أنهم "إنتفضوا" في غير وقت بينما كثير من دول العالم يقف على قدم وساق تريد لهذا الدين ان يكون على هواها وبرجال مجندين لهذا الغرض الأمر الذي سيتولد عنه صورة جديدة مغايرة تمس أسس العقيدة و لغط يصعب فهمه عند جل العامة من الناس بل وينحرف يهم عن الجادة.

ولعل ما يتوجب على "دعاة تجديد الخطاب " هو بث فكر تنويري لا يعلو على ثوابت العقيدة التي أجمع عليها الأولون والآخرون "بتنقيح" لا يمس الجوهر ولا يبخس العلماء والأئمة حقهم ، وإلا أصبح كل من "حفظ سورة أوحديث" يفتي ويحذف أو يضيف كما يهوى، وهو باب لا يمكن إصلاحه في هذا الوقت الذي تتعرض فيه القيم الإسلامية إلى حرب معلنة و خفية.

مع ظهور "الجماعات الإرهابية المتطرفة" التي ينكرها المسلمون قبل غيرهم وجد العالم مدخلا واسعا ليحارب "أصل العقيدة " ، ويمد إليهم المعونة في الخفاء ويحاربهم في العلن بما لا يخفى على أنه ذر للرماد في العيون من ناحية ومن ناحية أخرى أن هذه "الجماعات" قد خرجت عن الخط المرسوم لتحركاتها وأفعالها وسيحتاج القضاء عليها أو "إخفائها بمعنى إختفائها" وقتا لم يتحدد بعد لأنه مرتبط بتغيير خارطة البلاد العربية أولا والتي تريدها بعض قوى العالم التي لها مطامع كثيرة وبالشكل الذي تريده على قياساتها بلا جهد منها بل بقيام هذه الجماعات بالعمل نيابة إلى أن تستنزف البلاد العربية قوتها وثرواتها،وتصبح خاضعة بإرادتها وفي حاجة إلى هذه القوى،أي أن تعود متخلفة ،ومستعمرة بأحدث أساليب الإستعمار التي ما عادت خافية.

وللحديث عن تجديد الخطاب الديني لا يمكن غض الطرف عن تجديد الخطاب التربوي والأخلاقي والسياسي والإجتماعي وباقي مجالات الحياة المؤثرة التي تبدأ بإصلاح وتجديد الخطاب "الفــرد - الإنسان".

وذلك بعد أن تغيب الجماعات المتطرفة عن المشهد العام لأن وجودها سيف بحدين .
أولهما: إستقطاب المزيد من المتطرفين.
وثانيهما: ستصبح أمرا واقعا ويجب التعامل معه .
وكلاهما يعرقل كل خطوة نحو تجديد الخطاب العام .

فنحن في عالمنا العربي والإسلامي في حاجة لصياغة إنسان جديد بمواصفات أساسها الصدق والعمل الجاد. أي نعيد تكوين الفرد المسلم بالطريقة الصحيحة التي تتوافق مع أسس العقيدة ومراحل الزمن المتجددة .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف