الأخبار
إعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقها
2024/4/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أبا جهاد سلاما سلام بقلم : صلاح صبحية

تاريخ النشر : 2015-04-17
أبا جهاد سلاما سلام  بقلم : صلاح صبحية
أبا جهاد سلاماً سلام
بقلم : صلاح صبحية
أبو جهاد يدق اليوم أبوابنا ، يسألنا لماذا انطفأت جذوة الثورة في داخلنا ، فماذا نجيب أبا جهاد ، نخجل من أنفسنا أمام سؤالك أبا جهاد ، فلقد تغيرت مفاهيم كثيرة منذ أن رحلت عنا ، فلم تعد فلسطين هي فلسطين، وأصبح القطاع الغربي يقبع على رصيف الذاكرة ، لم يعد أول الرصاص ديدنا اليومي ، ولم يعد أول الحجارة إبداعنا النضالي ، ولم نعد ثواراً في حركة التحرر الوطني ، كل ما تعلمناه منك في معسكرات التدريب وفي قواعد الثورة على تخوم الوطن شرقاً وشمالاً محته مفاهيم جديدة آمنت بحق الوجود لمن وجهت رصاصتك الأولى إليه ، وكأنك اليوم تقف في قفص الاتهام ، لماذا حملت بندقيتك منذ أن كنت شاباً وقاومت الاحتلال ، لماذا حولت حجارة وطنك إلى قنابل موقوته تنفجر في وجه الاحتلال ، لماذا جعلتَ شعبك يدفع كل هذا الثمن من الشهداء والجرحى والأسرى وقد ضاع الهدف الذي ناضلت من أجله ، إننا نفتخر بك اليوم ، لكننا في داخلنا شطبنا أول الرصاص وأول الحجارة ، لقد ضاع الطريق منا ، ودخلنا في متاهة لا نعرف كيف الخروج منها ، وتربعنا على كراسي الملك ، بعد أن كنت ملكاً ثوريّاً تتربع على تراب الأرض ، أصبحنا نأكل طعامنا في صحاف من ذهب وفضة ، بعد أن كنت تأكل طعامك أنت والفدائيين في معسكر الهامة من قصعة واحدة تدّل على رجولة الرجال ، لقد أصبحنا حاشية من الفاسدين والمفسدين ، بعد أن كنتَ واحداً من الثوار والمقاتلين تزرع في نفوسهم حبّ الوطن والثورة وتذكي فيهم عزيمة الإصرار لتسديد رميهم في وجه الاحتلال ، فكانت دلال المغربي تعود إلى حيفا ويافا بإرادة الثوار ، وكان لها ما أرادت ، عودة شريفة ليدفن جسدها في تراب الوطن ، واليوم يريدون أن ينزعوا جسد دلال من أرض الوطن ، لأنك أخطأت أبو جهاد عنوان النضال ، فلم تعد حيفا ويافا أرضاً فلسطينية ، هي أرض الغرباء ، أرض من شدّوا رحالهم إليها من كل الآفاق ، وأقاموا وطنا قومياً لهم نفتخر به ونحن ننشد نشيدهم الوطني ، ونقول لهم صباح مساء لكم منا السلام .
إننا نخجل منك أبا جهاد الآن ، لأنك آمنت بحق العودة إيماناً حقيقياً ، فأعددت مراكب العودة إلى أرض عكا وحيفا ويافا ، وأنت في ذات الوقت تعلن ، لا صوت فوق صوت الانتفاضة ، لا صوت فوق صوت أطفال الحجارة ، لكننا اليوم لم يعد حق العودة إلى حيث كنت تريد ، إلى اللد والرملة ، حق العودة أصبح اليوم التهجير إلى بقاع الأرض عبر قوارب الموت ، فالصوت اليوم الذي لا يعلو فوقه صوت ، أيها الفلسطيني أهجر مخيمك ، ويمم شطرك نحو بلاد ليست بلادك ، واشطب من ذاكرتك أبجدية لغتك الأولى ، وتعلم لغة السلام التي تمنح بها السلام لمن اغتصب أرضك ، فالفلسطيني أصبح رقماً في نشرات الإحصاء اليومية ، كم بقي في مخيم اليرموك ، عشرون ألفاً ، عشرة آلاف ، كم عدد الذين غادروا مخيماتهم إلى الأرض المنخفضة في الشمال ، مائة ألف ، مائتي ألف ، نصف مليون ، فنشرات الإحصاء تفرح بأعدادنا التي تنقص في مكان وتتزايد في أمكنة أخرى ، هي العودة التي يردونها لنا .
إننا نخجل منك أبا جهاد ، نخجل منك من فيتنام إلى الجزائر ، ونخجل منك الآن أكثر ، لأنّ درب آلامنا لم يعد درب آلام السيد المسيح ، فقد قطعنا الحبل السّري ما بين بيت لحم والقدس والناصرة ، وحملنا صليبنا الخشبي وابتعدنا عن الجُلجلة ، وما عاد لنا سيوف تُستل من أغمادها ، وما عادت لنا كلمات حرّة تفكُ سرّ حيرتنا التي نعيشها الآن ، وحده الظلام الذي يخيّم على كينونتنا المتفككة ، ولم يعد القمر يحمل سرّ ثورتنا ، لأننا فقدنا البصر والبصيرة في زمن الحاجة إليهما ، فلا تلمنا أبا جهاد إن أصبحنا قاعدين عن الجهاد .
حمص في 16/4/2015 صلاح صبحية
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف