الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فتوات وحرافيش جدد بقلم:محمد أبوالفضل

تاريخ النشر : 2015-03-31
فتوات وحرافيش جدد بقلم:محمد أبوالفضل
صور لنا الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ في ملحمة الحرافيش " التوت والنبوت " ، كيف كان يستمد فتوة الحارة قوته من أستسلام وضعف أهل الحارة واستكانتهم، حتى يزداد غرورا ويمضي في فرض الأتاوات عليهم وزيادتها من آن لأخر ، والتحكم في تفاصيل حياتهم اليومية، رغم أن أهل الحارة غالباً ليسوا بضعفاء، وإنما هم طيبون،بطبعهم وتمنعهم طبيعتهم من مواجهة شرورالناس بالشر، حتى تأتيهم اللحظة السانحه والتي يضع فيها أهل الحارة حداً للطيبة، فيبرز من بينهم فتى شجاع يتصدى للظلم وغرور الفتوة ، ويعيد للحارة أمنها وأستقرارها وطمأنينتها، ويحفظ لأهلها مصالحهم التي كانت مهددة من قبل الفتوة " نضورجيته " الذين يستخدمهم فى ترويع الناس، وبث الخوف والفزع بينهم.
ما يحدث في روايات محفوظ بالحارة المصرية ، يحدث أيضاً في منطقتنا العربية ، حين شعرت أيران ومعها دولة قطر بالغرور لسبب أو لآخر، مرتبطاً بأحلام واهيه بالهيمنة والتوسع وتنفيذ أجندات خارجية ، ومحاولة العبث بأمن دول المنطقة العربية ، فتسعى لمد نفوذها إلى خارج حدودها، معتقدة أن سكوت أى من الدول المجاوره وصبرهم ناتج عن هزال وضعف، أو عدم مقدرتها على مواجهة ما تقوم به من عبث، وبدون وعى أن هناك لحظة ينفد فيها مخزون الصبر لدى تلك الدول المضاره من العبث ، ويتحول ما كان يعتقد أنه أستسلام إلى عواصف تكتسح أولئك الصبية الذين تستخدمهم لتنفيذ أغراضها، وفرض أجندتها لتغيير خرائط المنطقة، وزعزعة أمن الدول العربية ، والإضرار بمصالح الجيران.
الفتوة في المنطقة العربية وصل الى أقصى درجات الغرور، ويظن أن حلمه أصبح على بعد خطوات من التحقق، وأن مشروعه ومراميه التوسعيه أقترب من الاكتمال، فأطلق صبيته في المنطقة ليعبثوا بأمن البلاد ، ويبثوا فيها الفوضى، متحدين الشرعية، فى كثير من الأونة بل مستغلينها كي تصبح غطاء لما يقومون به من ممارسات غير شرعية، مرامهم تحقيق أهداف وأجندات الذين يحركونهم من الخارج، ويمدونهم بكل مقومات الاستقواء على الدولة الشرعية، وتوجيه دفة الأمور لصالحهم، ليكون المستفيد الأكبر مما يقومون به هو من يحرك هؤلاء الأذناب.
من هنا جاءت أهمية عاصفة الحزم ضد الحوثي في اليمن، بعد أن وصلت الأحداث والأضطرابات اليمنية حداً غير معقول ولا مقبول، وأصبح وللأسف الداعم الرئيسى لها الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الذى تدفعه رغبة الأنتقام من الشعب الذي خلعه، والعودة إلى الحكم من خلال ابنه، حتى لو كان عن طريق التحالف مع أعداء الأمس الذين لهم أجندتهم الخاصة بعودة الإمبراطورية ، التي تتباهى الأن بسيطرتها على أربع عواصم عربية من بينها صنعاء.
عاصفة الحزم بهدفها المحصور في وضع حد للتغول الحوثي، تمثل نهاية نفاذ صبر الدول العربية أجمع على الغرور الذي جاوز المدى، لكنها تمثل، أيضا، نهاية لمرحلة الصمت العربى تجاه ما يجري من أحداث بالمنطقة العربية ، تحركها أصابع خارجية، مستفيده من تحريكها تلك الدول ذات الأطماع والمصالح متقاطعه مع مصالح الأمة العربية، التي أضحت تمزقها الحروب الداخلية أكثر مما تهددها القوى الخارجية والأمبريالية التي طالما ألقينا عليها تبعة كل ما يحدث لنا من كثير من المصائب والكوارث، وإن كانت أيدي هذه القوى غير نظيفة تماماً مما يجري اليوم وما سيجري غداً، لأن هذه الأيدي ليست بالخارجة من أنهار الطهارة والعفة.
لقد كانت كل العواصف الزلازل والبراكين التي دمرت المنطقة، أو انطلقت منها، منذ احتلال الكويت من قبل صدام ، والذي كان مدفوعاً هو الآخر بحلم هيمنتة وتوسعه على حساب الجاره الكويت ، كانت كل هذه العواصف والزلازل والبراكين أجنبية غربية ، بدءاً من عاصفة الصحراء وما تلاها من عواصف لا تعد ولا تحصى
ألا عاصفة الحزم التى جاءت بقرار عربي متين، وبتخطيط وتنفيذ عربي خالص، من دول عربية انتفضت لعروبتها، فهل تكون هذه العاصفة نهاية لعصر الظواهر الطبيعية المدمره التي طالما عايرنا بها المتزملون برداء القومية العربية، وبداية عربية خالصة، تعيد للأمة قوتها وهيبتها التي ضاعت وأصبحت هشيماً تذروه الرياح، الأمر الذي أدى إلى ظهور فتوات وجدت فى غياب الإرادة العربية مناخا مناسبا للنمو ، وما كان لها أن تسعى لإعادة إمبراطوريات لاتتناسب و العصر الحاضر، ولا المستقبل الذي نراه أكثر إشراقاً، بعودة القرار العربي، والإرادة العربية؟
دائما كانت حجة الذين عارضوا كل الخطوة التى قامت بها الدول العربية وبخاصة الخليجية للدفاع عن نفسها، هي أنها قد تمت بقرار وأيد أجنبية، لتحقيق مساعى أجنبية، وهي مزاعم واهيه وفيها الكثير من المغالطة، فهل سيكون اعتراف الأمريكيين بأن الدول العربية لم تنسق هذه المرة معهم عسكرياً، ولم تبلغهم بالنيه فى شن ضربات عسكرية متلاحقه ضد الحوثيين إلا في اللحظات الأخيرة قبل التنفيذ، صك براءة من الخيانه والتي طالما وصمها بها المتأسلمون ، وإن كانت هذه الدول غير محتاجة إلى هذا الصك، ولا يعني لها شيئاً؟
الطقس العربى عاصف من ناحية العمليات التي يقوم بها التحالف العربي ، لكنه ربيعى صحو من ناحية أعادة الأمل في تملك الدول العربية لزمام الأمور بيدها، والانطلاق نحو المستقبل العربي الجديد، والذى نأمل أن تستعيد فيه الأمة العربية قرارها وإرادتها، ولا تترك فرصة لظهور فتوات وحرافيش جدد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف