الأخبار
إعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقها
2024/4/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أيام لا تنسى: يوم الأرض وذكرى النكبة !!بقلم: ياسين عبد الله السعدي

تاريخ النشر : 2015-03-30
أيام لا تنسى: يوم الأرض وذكرى النكبة !!بقلم: ياسين عبد الله السعدي
هدير الضمير
أيام لا تنسى: يوم الأرض وذكرى النكبة !!
ياسين عبد الله السعدي
وإن كنا نسيناه أو أنسيناه؛ لأن الأيام الخالدة في تاريخ الشعوب تظل حية مهما طال بها الزمن ومهما تعاقبت الأيام ومرت السنون بل والعقود. كل شعب له أيام مجيدة يعتز ويفاخر بها عندما تكون من أيام الفخار فيمجدها ويخلدها في أدبه: شعراً ونثراً ويقيم الاحتفالات في ذكرى مرورها.
وكل شعب له في مسيرة حياته أيام حزينة لا يمحوها الزمن من الذاكرة، وإن لم يحتفل بها أو يحتفي بذكراها، ولكنها تعيش في ذاكرة الأجيال ترويها لكي تأخذ منها العبرة والموعظة والدروس التي تربي الأجيال عليها لكي تظل راسخة في الوجدان.
قبل أسبوع مرت ذكرى معركة الكرامة المجيدة التي ردت الكرامة إلى الروح العربية الجريحة ولم يلتفت إليها أحد منذ زمن بعيد، ولكني كتبت مقالاً في جريدة القدس الغراء يوم السبت 21-3-2015م بعنوان: (عيد الأم وعيد الأمة)؛ لأن معركة الكرامة هو عيد الأمة كلها الذي لم يلتفت إليه أحد وانصرف الجميع إلى عيد الأم الاصطناعي، على علو مكانتها، لأن عيد الأم عندنا طيلة العمر، كما كتبت مقالاً ونشرته في جريدة القدس يوم الثلاثاء بتاريخ 21/3/1995م؛ صفحة 12: (عيد أمي دوماً وليس يوما).
غدا يوم الاثنين، في الثلاثين من آذار الحالي تمر الذكرى التاسعة والثلاثون ليوم الأرض الخالد في الذاكرة الفلسطينية الشعبية، ولكنه يتم تجاهله في الذاكرة الفلسطينية الرسمية، كما كنا نحتفل بها في الأعوام السابقة، وكانت تعقد الندوات التي يتحدث فيه الخطباء ويتحدث عن ذلك اليوم الزعماء والقيادات الشعبية والرسمية.
لا تخطئ الذاكرة احتفالاً مميزا أقيم في ساحة مدرسة بنات جنين الثانوية يوم الخميس الثلاثين من آذار سنة 1995م، وحضره جمع غفير من المواطنين وتكلم فيه قيادات شعبية ورسمية وكان احتفالاً مشهوداً أحيا ذكرى يجب أن تظل حية في النفوس.
كان ذلك الاحتفال تعبيراً صادقاً عن وحدة الشعب الفلسطيني الحقيقية لأنه جمع بين رموز من أهلنا في الداخل وأهلنا في الضفة، وإن كنا نعيش تحت سلطة احتلال واحدة.
حضر الحفل من الضيوف من أهلنا في الداخل، عضو الكنيست؛ هاشم محاميد، ومحمد بركة، رئيس الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل في حينه، الذي صار عضواً في الكنيست، وحضره كذلك الأستاذ سعيد إغبارية؛ رئيس اتحاد المعلمين العرب في الداخل، وعضو الكنيست وليد صادق الذي توفي يوم الخميس، التاسع عشر من الشهر الحالي، كما حضر غيرهم من الضيوف.
وألقى ياسر عبد ربه كلمة السلطة الفلسطينية التي لم تكن قد انتشرت في جنين. كان الاحتفال مما أنعش النفوس وبعث الأمل في القلوب وشعر الناس أن بارقة الأمل تظل تلوح مهما اكتنفها من ضباب المرحلة، وأن الشعب تنبض فيه روح الأمل وتتفاعل العواطف في الوجدان وتمور المشاعر الوطنية موراً في ضمائر الناس.
لكن بعد هذا الاحتفال المعبر بصدق عن مشاعر الناس وضمائرهم، لا أذكر أنه جرى إحياء هذه الذكرى التي لا يجب أن تنسى وإنما الواجب الذي يصل حد القداسة، هو أن تعقد كل عام على الأقل إحياء لذلك اليوم الذي انتفض فيه أهلنا في الداخل على الممارسات الإسرائيلية في مصادرة أراضيهم بحجج كاذبة ومبررات واهية مثلما يفعلون بنا اليوم بحجة المناطق العسكرية أو أملاك الغائب أو عدم إثبات الملكية؛ بالرغم من إبراز الوثائق الثبوتية التي لا يؤخذ بها، حتى لو قضت بذلك محكمة إسرائيلية.
نسينا أو أنسينا يوما آخر لا يقل أهمية، إن لم يزد في أهميته لأنه تذكير بمأساتنا الكبرى؛ وهي ذكرى ما اصطلح عليه (النكبة) والتي كنا نحيي ذكراها في الخامس عشر من أيار حيث يعتبر ذلك اليوم بدء المراحل المتتابعة لاحتلال القرى والبلدات والمدن الفلسطينية، وإن كانت بعض المناطق قد تم احتلالها قبل ذلك بنحو شهر من الزمان، مثل طبريا التي تم احتلالها بتاريخ 18 نيسان سنة 1948م. بل تم تسليم ما كان بأيدي العرب بعد الهدنة إلى إسرائيل بموجب اتفاقية تعديل الحدود، حيث تم تسليم 13 قرية وبلدة كبيرة صارت اليوم مدينة كمدينة أم الفحم وباقة الغربية والطيبة في المثلث.
أذكر أن أخر مرة تم فيها إحياء ذكرى الخامس عشر من أيار كانت سنة 1965م حيث أقيم الاحتفال في معسكر الجيش الأردني في صانور، وحضره يومها جمع كبير وألقيت فيه كلمات تحدث فيها الخطباء عن الذكرى الحزينة وألقى الشعراء قصائد الرثاء للوطن الضائع.
لكننا اليوم بعد أن صرنا جميعنا في المركب التائه لا ندري أين تتجه بنا أمواج السياسة العاتية وعواصف المؤامرات الطاغية لم نعد نحيي تلك الأيام التي لا يجب أن تموت أو على الأقل لا يجوز أن تعبر في حياتنا دون اعتبار.
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف