الأخبار
بلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع الشعب الفلسطيني.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولى
2024/4/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لغو أطفال أم إستراتيجية إرهاب بقلم:حميد طولست

تاريخ النشر : 2015-03-28
لغو أطفال أم إستراتيجية إرهاب بقلم:حميد طولست
لغو أطفال أم إستراتيجية إرهاب

كنت أمشي الهوينة في شارع الشهيد الشفشاوني ، أحد أقدم شوارع مدينة فاس ، شارع "قديم وغشيم" كما يقولون ، كئيب كعهدي به ،  مفتقد لأبسط شروط التمدن ، قبل أن تطاله مؤخرا يد الروتوش والتزويق ، الذي لم يرق طبعا إلى ما حدث مع بعض الشوارع الرئيسية ، "وجه البيعة " للعاصمة العلمية ، والتي عرفت الكثير من التزين بالرخام الصيني والنافورات الأوروبية المجلوبة . ما علينا ، ليس هذا موضوع حديثنا اليوم ، وأعود إلى تمشيتي في شارع الشفشاوني الذي كنت أسرح فيه على مهل مستسلما لعذوبة دفء شمس الربيع ، إلى أن استوقفتني عن المسير أصوات عالية لأطفال يلهون ، وقد تمنطق بعضهم بما يشبه أحزمة ناسفة ، وحمل بعضهم الآخر بنادق وسيوف مصنعوة مما تلفظه المتاجر المتراصة على الشارع ، من أوراق مقوى . ركض الأطفال أمامي على طول الرصيف المزدحم بطاولات مطاعم "البيصارة" ، عاودوا الكرة إلى نقطة الانطلاق وهم يتصايحون "الله اكبر .. الله أكبر " إلى الجهاد ، نظرت إلى الصغار بإعجاب واستغراب متسائلا: يا للمفارقة، هذا شارع الشهيد الشفشاوني الذي أراد لنا مغربا متحررا ومستقبلا مشرقا، يلهو أطفاله اليوم بالسيوف والبنادق والأحزمة الناسفة ، لاشك أن الأمر ليس بالهين، باعتبار أن الإرهاب حصيلة ظروف وعوامل تآزرت وتكاثرت حتى سدت الآفاق في ظل انعدام اختيارات سياسية واجتماعية من شأنها تحسين أوضاع الجماهير عامة والأطفال على وجه الخصوص ، الذين ينتظرون من مسؤولي المدينة ومثقفيها و المفكرين المستنيرين الذين يؤمنون برسالة المعرفة والإبداع وقيم الحرية، أن يقدموا لهم فكرا مميزا وأدبا ساميا وفنا رفيعا يسمو بنفوسهم ويهذب أخلاقهم ويغرس القيم الجميلة فيهم، حتى يدخلوا به عصر الأنوار، لكن ومع كل أسف الدنيا ، كيف يمكن ذلك ، في ظل انعدام المرافق الترفيهية الخاصة بالأطفال ، وحتى الحديقة الموجودة بأعلى هذا الشارع والتي كانت المتنفس الوحيد لساكنته وباقي ساكنة المدينة الجديدة، قد تم تفويتها لذوي الحظوة من الحزبيين ، لتحويلها لمقهى ، -ودون الدخول في تفاصيل الحال والأحوال البائسة واليائسة ، التي يعاني معها الأطفال كل أنواع التهميش والإقصاء واليأس والفقر والجهل والتجهيل الممنهج الذي يمارسه بعض حماة الدين من على منبر كتاتيبهم –المرخص لها من طرف مسؤولي الوزارة الوصية- وطرق تعليمها الناشرة للغل والكراهية ، التي تظهر في ما يلقنون من أدعية على الآخرين الكفرة الخنازير المختلفون معهم في الديانة والثقافة، عن قصد ، أو دون الانتباه إلى أن تطرفهم المتعارض مع تسامح الدين الإسلامي الحنيف، والتي تولد الإحساس المرير بانعدام الأمن والتوازن، والجنوح إلى العنف الذي غالبا ما يكرس أفكارا بدائية مريضة تكبر بسرعة مثل كرة الثلج لتشكل صورة ذهنية من مظلومية الإسلام والمسلمين مدعومة بشدة كره الآخر المتسبب في تخلف الإسلام ، والتي تصير معتقدات إيمانية غيبية مسلم بها ، أكثر ثباتا ورسوخا ، تتلقفها الأجيال حديثة السن ، وعلى رأسهم الأطفال الأبرياء الذين يدفعون إلى إرهابية دموية مجردة من كل شعور بذنب أو إنسانية وتجعل منهم "كاميكازات" وقتلة المستقبل باسم الدين المختزل في صيحات انتقام بدائية مدمرة للآخر، يدعم انتشارها المتأسلمون الموقرين ،  الأوصياء على الإنسان والدين ، المهوسين بالمتاجرة به لتحقيق مصالحهم الشخصية البحتة ، الذين يملكون سلطات واليات التأثير على العقل الباطن ( اللاوعى) للأطفال وتوجيه واستثماره بتواطؤ مع أولي أمروهم المغيبي العقل والإرادة ، ويضمن لهم البقاء والسيادة ، ويدعم زيادة مواردهم المالية على حساب عامة الشعب.

حميد طولست [email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف