الأخبار
كم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفح
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مقام التجلي ..بقلم محمود القاعود

تاريخ النشر : 2015-03-28
مقام التجلي .. قصة قصيرة

بقلم / محمود القاعود

أحقا كان ما كان ! فى الزمان والمكان .. أم  أن ما كان لم يكن قد كان ؟ لكنى أؤكد لك أن ما كان ، كان فى ذات الزمان وذات المكان !

قرأتُ ما كتبهُ .. فوجدته يكتب عنى .. كان يحكي تجربته .. لكنها تجربتى .. أنا هو .. وهو أنا .. وإن اختلف الناس حول من " هو " ومن " أنا " .. وإن شئت " أنا " أنا .. و هو " هو " !

يومها  أمسكت بقلمى .. أخذت أكتب ما كان .. أشكو نفسي إليّ .. وأشكوها إليها .. وتشكو إليّ .. كنت أكتب وهى تكتب .. والواقع  أنها كانت تكتب ولا تكتب !  وحدي الذى كنت أكتب ! لكن ألم أقل لك أنا هو وهو أنا ؟!

أحكى شيئاً من البدايات .. كان كل ما أذكره عنها طيف مشاهدات فى الطفولة .. بعد سنوات .. يوم أخبرونى عبر الهاتف أنها فى طريقها لزيارتنا هى ووالدتها ..وكنتُ بالخارج ..  شعرت بالرهبة الغير مفهومة .. أمسكت بتلابيب سنوات الطفولة .. استجوبها  عن ذكرياتى معها .. استطعت العثور على عدة إجابات كلها تؤدي إلى  دخول دقات القلب فى سباق الخفقان .. كانت المفارقة هى تزامن عودتى مع وصولها  !

صعدتُ الدرج بحذر .. قلبي يخفق بشدة .. كثيراً  ما أستطيع الكلام بلا تمهيد .. لكنى فى هذا اليوم احتاج إلى تمهيد وتجديد .. ماذا عساي أن أقول ؟ وأنّى لى بهذه الطاقة التى تمنحنى شعورا  يتجاوز الموقف ؟

فتحت الباب .. عيناي لا تعبآن بمن فى البيت ! ابحث عنها بلهفة .. فى ثوان حانت منها التفاتة .. ابتسمت عيناها فى ذات اللحظة التى ابتسم فيها قلبي .. صافحتها .. كنت أحدق فى عينيها اللتين أعادتانى لسنوات الطفولة .. كانت ذاكرتى تستحضر كل المواقف وكأنها آلة الزمن .. لاحظت ارتباكي وصمتى .. قالت برقتها المعتادة  : كل هذه السنوات .. تمر .. أكاد لا أصدق .. !

قلت بصوت متهدج : وأنا أيضا لا أصدق .. !

سكتت هنيهة ثم عاودت بذات الرقة : لا زلت كما أنت .. ! أومأت برأسي .. وقلت فى نفسي .. لكنى لم أعد أنا " أنا " بعد رؤياكِ .. وشعرت أنها فهمت حديثي لنفسي !  لمعت عيناها بابتسامة خجولة ..

ذات مرة كانت تقف فى البلكونة ولحظة تلويحها لى وأنا فى الشارع بدا معصمها وما بعده بشئ قليل .. شعرت بغضب ..صعدت على الفور .. عاتبتها .. أغار عليها بشدة .. لكن لا مبرر لى فى تلك الغيرة .. فلا أنا والدها  ولا زوجها ولا شقيقها !  أسعدتنى استجابتها لى .. ووعدت بأن ذلك لن يحدث مرة أخرى .. منذ تلك اللحظة لم تكن تقدم على خطوة إلا وتطلب رأيي .. أو بالأحري حتى آذنَ لها .

أضحك الآن .. لأنى تذكرتها وهى تضحك .. عندما أخبرتها إننا شئ واحد .. وشبهت حالتى وحالتها بالماء .. فكما فى المعادلة الكيميائية  الماء يتكون من الهيدروجين والأكسجين .. أخذت يدها وبسبباتى كنت أخط على باطن كفها المعادلة :

H2+ O = H2O

كانت تُصر أنى أنا الأكسجين الذى باختفائه يكون الموت  !  وكان ردى أنها الماء الذي يحوي الأكسجين .. وبدونه هو وما يحويه  .. فالموت أسرع  ! لا انفصام فى الماء وإن تباعدت الجزيئات فى الظاهر .. هى منى وأنا منها .. روح على شكلين .. وقلب في جسدين !

تتلاحق الصور فى ذهني .. متقاطعة .. متداخلة .. متشابكة ..صوتها ينساب فى أذناي ..  ذَيَّاكَ النغم المفقود .. بالذكري يعود .. ذلك الألق المنبثق من وجهها يحضر مُذ كنا معا فيحيل البعد والانفصال إلى قرب واتصال .. أراها ولا ترانى .. وتراني ولا أراها !

لا أريد الاسترسال .. فيوضات التجلي تمنعنى .. أكتب وهى معى .. وليست معى .. تسكن أضلعى .. بل تكتب معى  .. وتقرأ معى .. وتضحك معى ! و الآن .. تُكفكف أدمعى !

تمت فى 26 مارس 2015م
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف