الأخبار
حماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلإصابة 10 جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزةحماس تتمسك بوقف إطلاق النار وضغوط أميركية على نتنياهو للمشاركة بالمفاوضاتمسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين السابق: حماس جادة بالتوصل لاتفاق وإسرائيل لا تريدإعلام إسرائيلي: نتنياهو يصدر بيانات ضد إبرام الصفقة تحت مسمى مسؤول دبلوماسيحماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثل
2024/5/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أحلام فتاة شرقية بقلم: عمرو النحاس

تاريخ النشر : 2015-03-26
أحلام فتاة شرقية بقلم: عمرو النحاس
أحلام فتاة شرقية

القصة الأسطورية التى تصدرت الصحف المصرية بل ووصلت حتى لبعض الصحف العالمية كالجارديان الإنجليزية عن سيدة صعيدية تدعى "صيصة" والتى عاشت ما يقرب من 30 سنة متنكرة فى شكل رجل بعد أن توفى زوجها وترك لها طفلة صغيرة.

"صيصة" هى شابة فى مقتبل العمر بمجتمع متمسك بالعادات والتقاليد إلى درجة كبيرة كصعيد مصر لم يكن أمامها خيار أخر لتحقيق حلمها البسيط وهو تربية تلك الطفلة سوى أن تحصل على فرصة عمل توفر لها دخلاً كريماً يمكنها من ذلك. فأقصى ما تتمناه كان أن تحصل على أى وظيفة تحقق لها ذلك الحلم، إلى أن وجدت ضالتها فى العمل كماسح أحذية لمدة ثلاثين عاماً. "صيصة" لم تكن تحلم بمنصب سياسى ولا حتى أن تكون سيدة مجتمع أو سيدة أعمال كل ما كانت تبحث عنه هو مجرد فرصة عمل.

النساء فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يشكلن ما يقرب من 50% من اجمالى عدد السكان والبالغ عددهم 345.5 مليون نسمة، ولكن وضعهم ليس أفضل حالاً من باقى مناطق العالم، فالتقرير الأخير الذى نشرته مؤسسة "تومسون رويترز" أشار إلى أن مصر هى أسوأ بلد فى العالم العربى يمكن للنساء أن تعيش فيه.

التقرير أرجع ذلك لعدة أسباب كان من أهمها انتشار ظاهرة التحرش والعنف الجسدى تجاه المرأة فضلاً عن انخفاض تمثيل المرأة فى مراكز القرار والمناصب القيادية، وذلك على الرغم من أن المرأة المصرية هى الأكثر فعالية ومشاركة فى كافة الاستحقاقات الانتخابية التى تمت منذ ثورة 25 يناير وحتى وقتنا هذا.

أحلام الفتيات فى العالم العربى ليست كما يصورها البعض وليست كما صدرتها لنا وسائل الإعلام كالتليفزيون والسينما على أنها مجرد فتاة كل ما تحلم به هو أن تنتظر ذلك الفارس الذى يأتى على حصان أبيض ليأخذها بعيداً عن الواقع الذى تعيش فيه. المفهوم السابق نفسه يحمل فى طياته إشارة واضحة لحاجة تلك الفتاة للتغلب على تلك القيود التى فرضها المجتمع المحيط بها، لدرجة جعلت أقصى طموح لها هو الحصول على شهادة جامعية تثبت بها لذلك المجتمع بأنها الآن قد أصبحت متعلمة !

اليابان حينما فكرت فى أن تبنى نهضة حضارية تبهر بها العالم لم تبدأ مباشرة بإنتاج الأجهزة الالكترونية أو الأسلحة النووية، وإنما بدأت بالاهتمام بمعلمة الروضة أو "الحضانة" من خلال إعداد تلك المعلمة بشكل جيد وتزويدها بكافة المهارات والقدرات اللازمة لتربية الأطفال تربية سليمة، وربما فإن ذلك قد يجعلنا لا نندهش من تفوق التلاميذ باليابان على كافة أطفال العالم بما فيهم الأطفال الأمريكيين في معظم الامتحانات العالمية.

بل وامتد الأمر أيضاً إلى أن اليابان حالياً ومن خلال رئيس وزرائها الجديد بدأت فى اتخاذ خطوات جادة حول تمكين المرأة من المناصب القيادية وتعزيز دورها فى المشاركة واتخاذ القرار. فها هى التجربة اليابانية خير دليل على أن الفتاة أو المرأة وإن وفرنا لها فقط قليل من المعرفة والمهارات المطلوبة يمكن أن تساهم فى بناء جيلاً بأكمله، والباحث فى سجلات عظماء التاريخ أيضاً يمكنه أن يتأكد من حقيقة أن وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة، لا يقل دورها أهمية عن هذا الرجل ولكننا دائماً ما نتذكر البطل الذى يظهر أمامنا فى الصورة وننسى من هم بالكواليس.

الفتاة فى مجتمعاتنا يجب ألا نقصر أحلامها فقط فى التعليم أو العمل أو حتى فى مجرد الحصول على عريس مناسب، يجب علينا أن نفتح لها باباً للأمل، باباً للتفكير والمناقشة والمشاركة الفعالة فى المجتمع. فنحن لا نعد فرداً واحداً ولكننا فى الحقيقة نعد أم وأخت وزوجة سوف تساهم فى بناء مجتمع بأكمله.

عمرو النحاس
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف