الأخبار
إعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبار
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ثلاثية الحزبية والانتهازية والفساد في الواقع الفلسطيني بقلم د. وليد القططي

تاريخ النشر : 2015-03-26
ثلاثية الحزبية والانتهازية والفساد في الواقع الفلسطيني بقلم د. وليد القططي
ثلاثية الحزبية والانتهازية والفساد في الواقع الفلسطيني

بقلم د. وليد القططي

الحزبية والانتهازية والفساد , ثلاثية مترابطة تسود المجتمعات المتخلفة , فالحزبية تؤدي إلى الانتهازية وكلاهما يؤديان إلى الفساد , فعندما يسيطر حزب على مقاليد السلطة في الدول المتخلفة , يعمد إلى توظيف كوادره في مؤسسات الدولة , وتعيين عناصره في الوظائف الحكومية , فيصبح الحزب طريقاً للتوظيف ووسيلة للترقّي وأداة لجلب المنافع الخاصة , فتصبح الانتهازية ديدن الناس الباحثين عن فرصة عمل والطامحين إلى الترقّي في الوظيفة , فينتشر الفساد في المؤسسات الحكومية والأهلية , كنتيجة لاعتماد مبدأ الثقة قبل الكفاءة , والثقة هنا لا تعني سوى القدرة على كسب ود المسؤولين بشتى الطرق , وهي كلمة السر لفن النفاق والتزلف , وهي مهارة لا يجيدها إلّا من يعرف من أين تؤكل الكتف .

وفي هذا الإطار حكى لي أحد الأصدقاء مؤخراً أنه كان ينتظر ترقية مهمة في الدائرة الحكومية التي يعمل فيها , وبما انه يملك أعلى مؤهل علمي في مجال تخصصه بالدائرة , ومن أقدم العاملين فيها , ويملك كفاءة لا بأس بها في مجال عمله , فإنه كان مطمئناً بأن هذه الترقية من نصيبه وذلك بعد تقاعد الموظف الذي كان يشغلها , لا سيما وأن القائم بأعمال الدائرة قد أخبره بأن كتاب تكليفه قد طُبع وينتظر توقيع الجهات العليا عليه , ولكنه فوجئ بتعيين موظف آخر في هذا المنصب أقل منه أقدمية وشهادة وكفاءة . فسألته إن كان هذا الموظف ينتمي للحزب الذي يمسك بالسلطة فأجاب بالإيجاب وزادني أنه أخ لمسؤول كبير في هذا الحزب . فعُرف السبب وبطل العجب .

وما حدث مع صديقي هذا يذكّرني بمسلسل تلفزيوني مصري عُرض عام 1989 بعنوان ( الكهف والوهم والحب ) الذي يجسد العلاقة بين ثلاثية الحزبية والانتهازية والفساد , حيث كان بطل المسلسل ( إحسان بك أبو المعاطي ) عيناً يتجسس على طلبة الجامعة لصالح النظام الملكي الحاكم في مصر قبل ثورة يوليو 1952 , وما أن جاءت الثورة حتى أصبح هو نفسه من كبار المسؤولين والموجهين في هيئة التحرير ثم الاتحاد الاشتراكي– أحزاب السلطة – في الخمسينات والستينات , ثم عينته الحكومة رئيساً لمجلس إدارة إحدى شركاتها الصناعية الهامة , وهو منصب يحتاج إلى خبرة هندسية وإدارية عالية , وهو بعيد كل البعد عن هذا , إلّا أن إنتهازيته الكبيرة أهلته لأن يكون ثقة لكل المسؤولين في كل العصور والأنظمة الحاكمة .

وهذا النمط من الحزبية والانتهازية هو أهم مظاهر الفساد الذي عرّفته ( منظمة الشفافية الدولية ) بأنه : " كل عمل يتضمن سوء استخدام المنصب العام لتحقيق مصلحة خاصة ذاتية لنفسه أو لجماعته " . ويرتبط بهذا النمط من الفساد ظواهر الواسطة والمحسوبية والمحاباة . فالواسطة تعني التدخل لصالح فرد أو جماعة أو حزب دون الالتزام بأصول العمل ومعايير الكفاءة اللازمة , مثل تعيين شخص في منصب معين لأسباب تتعلق بالقرابة أو الانتماء لحزب رغم كونه غير كفء أو مستحق . والمحسوبية تعني تنفيذ أعمال لصالح فرد أو جهة ينتمي لها الشخص مثل حزب أو عائلة أو منطقة دون أن يكونوا مستحقين لها . والمحاباة تعني تفضيل جهة على أخرى في الخدمة بغير حق للحصول على مصالح معينة .

والفساد عندما يكون جماعياً يُمارس باسم الحزب بشكل منهجي ومنظم يشكل أخطر أنواع الفساد كونه يتغلغل في كافة بنيان المجتمع ومؤسسات الدولة , ويصبح نهجاً متبعاً في الادارات الحكومية والأهلية , فيؤدي إلى ضياع قيمة العدل , وإهدار حق المساواة, والتفريط بمبدأ تكافؤ الفرص , وعدم وجود بيئة تنافسية صحية ... فيقود ذلك إلى انتشار السلبية واللامبالاة بين العاملين , وتدهور الأخلاق والقيم التي تشجع على الانجاز والاتقان والاخلاص في العمل , وانتشار القيم السلبية البديلة التي تشجع على النفاق والانتهازية والكسل ... فينعكس كل ذلك سلباً على الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية .

وللخروج من هذه الثلاثية المدمّرة في الواقع والمجتمع الفلسطيني لا بد أن نبعد الحزبية عن مؤسسات العمل الحكومي والمؤسسات العامة الأخرى , ولتكن معايير الكفاءة المهنية وقانون الخدمة المدنية هما أساس التوظيف والترقية دون اعتبار للانتماء الحزبي أو غيره من الانتماءات العائلية أو المناطقية .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف