الأخبار
وفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيا
2024/4/30
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الصورة التي رقصت على أنغام الحطة والعقال بقلم: شوقية عروق منصور

تاريخ النشر : 2015-03-26
الصورة التي رقصت على أنغام الحطة والعقال بقلم: شوقية عروق منصور
أثناء لقائي مع الشاعر أحمد فؤاد نجم ذكر أمامي مثلاً شعبياً  يلخص الحالة المصرية الرديئة التي وصل اليها المواطن المصري في وطنه أثناء حكم مبارك  ، لا أمن ولا أمان وفقر وطبقية وغربة أمام غول الغلاء وفساد الاستثمار والعشوائيات والبطالة  .

 المثل الذي ردده احمد فؤاد نجم ( بلدك اللي انتي غريب فيها الأرنب يوكل ولدك ) .. هذا المثل قفز أمامي وأخذ يرقص على ايقاع القبلات والضحكات والحطات والعُقل التي ارتمت بين أحضان نتنياهو مزهوة بالابتسامات التي قدمها لهم ، ملفوفة بعبارات التملص التي ترتدي حروف الاعتذار ، وتحول نتنياهو أمامهم  الى  تلميذ في روضة أو في صف ابتدائي وليس رئيس حكومة خطب أمام الناس وأجج النيران .. الحقوا .. أركضوا العرب ..  العرب ..  

 العرب قالت ( الراجع في كلامه كالراجع في قيئه )  وتراجع نتنياهو في قيئه وبلعه .. وكانت الابتسامات والقبلات المحمصة على نار الحب المصلحجي والود الليكودي .  

في أجواء العنصرية التي تنتشر في المجتمع الاسرائيلي كالنار في الهشيم ، في أجواء التحريض الذي وصل الى درجة التهديد بالطرد والملاحقة ، لم يبق أرنب عنصري  الا وأخذ يهدد ويصرح ويرفع شعار( الموت للعرب ) حتى أصبحنا غرباء عن وطننا .

  كل يوم يتصبح المواطن العربي في هذه البلاد  بتقليعة وموضة جديدة يخيطها المجتمع العنصري ضد المواطنين العرب ، يفتخر بلبسه هذا الزي في كل مكان ،  ولا نجد من يحاول تمزيق التقليعة ، ويمنع أكل أولادنا الأرانب الصغار .

في أجواء القلق وشحذ الشعارات التي تضخ يومياً دماً ورفضاً لوجودنا ، في اجواء التطاول علينا حتى تحولنا الى ايتام على موائد اللئام ، في هذه الخلطة العنصرية وعجينة الرفض التي يلصقونها على أبواب بيوتنا  كي نصاب بالتذمر والخوف ونهرب ، هناك من يبيع الوهم ويحاول اخراج الدبس من ... النمس ، أو يطلبون الطيب من خشب الصفنجع ، وها هو نتنياهو يبيع لهم العبارات .. وقد حملوها وخرجوا بها الى الشارع .. ولم يعرفوا أن كل مواطن عربي في بيته " سدة " مليانة من هذه الاعتذارات والعبارات الملساء التي تقول ( اسمع كلامك اصدقك ، أشوف عمايلك أتعجب ) .. لقد تحدثوا عن نتنياهو كأننا لم نعرفه !!  

اذا غنى عبد الحليم حافظ أغنيته الشهيرة " صورة " التي تمجد الشعب المصري الذي أراد  الشاعر "صلاح جاهين"  أن يلتقطها للمواطنين المصريين  الذين يعملون وينجزون ويرفعون قيمة الوطن في سنوات الستينات  ، فأن الصورة التي أراد الوفد  العربي الذي  زار نتنياهو في وكره ، كي يباركوا له بالإنجاز العظيم وفوزه الساحق في الانتخابات ، يجب أن تكون مميزة ومعبرة عن الولاء والحب الشديد لشخصه ، أرادوا صورة خاصة حتى يعرف كل مواطن عربي والقاصي والداني ، كيف تم التصالح والغزل بينهم وبين نتنياهو ، وكيف تمددت خيوط الرقة حتى تحول نتنياهو الى طفل  عربي بريء  يلعب بزقاق او حارة في قرية عربية ، أو صبي فقد والديه ويأمل أن يجد له والداً من بين هؤلاء النشامى الذين جاءوا لكي يمنحوه بركاتهم العربية .

الصورة التي نقلتها وسائل الاعلام تحمل الوجوه العربية الأصيلة التي تعرف الواجب والأصول وترتدي الزي العربي حتى تحولت الحطات والعُقل الى ساحة للهزء والتساؤل عن معنى وقيمة هذا اللباس أمام الخنوع والذل .

جاء الوفد العربي للتهنئة بالفوز لرجل نعرف حقيقته جيداً  ، ومن فمه نُدينه، نعرفه  من خطاباته وتصريحاته وتشجيع كل من يريد افراز حقده على السجادة العربية .

 هذا الوفد الذي ذهب لتهنئة نتنياهو لم يرتق الى لحظة يفكر فيها جيداً بمشاعر شعبه ، كانوا خارج الزمن الذي يجبرهم على الالتفات الى التاريخ ،  شعبنا شبع من رؤية مثل هذه الصور ، وتاريخه مشحوناً بمثل هذه الوجوه التي كانت تسبح ضد التيار أو تسير في الاتجاه المعاكس ولكن مصيرها في النهاية كان معروفاً ، حتى أنهم ذهبوا مع الرياح وكل قرية ومدينة عربية كانت شاهدة عليهم وعلى ولائهم والعزومات والتضيفات وذبح العجول والخراف ، ولكن في النهاية كانت النتيجة صفر .

 الاجيال سجلت في ذاكرتها مثل هذه اللقطات وهذا الوفد الضاحك مصله مثل غيره  ،  بعضهم اكتفى باللوم والعتب .. أما الذين يعرفون أن التاريخ غداً لن يغفر لهم ،  فقد أكدوا أن الذين لعبوا خارج فريقهم .. فقد لعبوا في ملاعب سرعان ما انقلب عشبها وتحول الى مقابر فتحت حفرها ودفنوا بعيداً عن مواطنيهم .

الوفد العربي تغزل بنتياهو - أسمعوه كلام زين .. فأسمعهم كلام زين – وهناك من افتخر ووصل غزله الى نشوة الانتصار ، كما قال رئيس مجلس الفريديس الذي افتخر أنه اعطى حوالي 500 صوت لحزب الليكود ، وأعتبر نتنياهو البطل المنقذ .. لو ينظر رئيس مجلس الفريديس حول بلدته جيداً ، ويرى مسطحها المخنوق المقيد بالبلدات اليهودية المجاورة ، لو ينظر الى اكتظاظ السكان في بلدة الفريديس حتى يخيل أن الجار يسمع صوت جاره وهو يتكلم مع زوجنه ، لو شعر في غياب مقومات الحياة الحضارية الانسانية عن بلدته التي هي مجرد غيتو عربي ، لما افتخر بالتصويت لحزب الليكود وقام بتقبيل نتنياهو ..

هذا الوفد الذي رقص على انغام عبارات نتنياهو .. خارج عن قاعدة وجودنا المتجذر في الأرض .. خارج عن السرب الذي ما زال يحافظ على البقية الباقية من الكرامة والكبرياء والصمود بوجه من يحاول قلعه .

قديماً كان الذي يشعر أن شرفه قد أهين يخلع عقاله ويرميه .. ويبقى طوال حياته بلا عقال .. ويعرف الجميع أن هذا الرجل قد اهين شرفه ، وهؤلاء الذين قبلوا وصافحوا وابتسموا وتصوروا وانتشرت صورهم على الملأ ، هل سيرمون -عُقلهم - عندما يرجع نتنياهو الى التحريض ضد العرب .. لا أمان لهذا الرجل .. 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف