اهل الطرب وليه خلتنى احبك
وجيــه نـــدى المؤرخ و الباحث فى التراث الفنى و حكاية الصراع الفنى على اغنية ليه خلتنى احبك
ولأول مرة تنظر المحاكم المصرية في قضية أغنية..
وكان المتهم في هذه القضية هو الملحن الشاب كمال الطويل... أما المتنازعان فهما النجمة المطربة ليلى مراد والفنانة الشابة نجاة الصغيرة..
وهناك منظومه و ايضا في أوساط المطربات تقليعة.. فهن يؤمن بأن الملحن الذي يضع لحناً واحداً ناجحاً لا بد أن يضع كثيراً من الألحان الناجحة.. وهذا ما حدث تماماً مع الملحن أحمد صدقي الذي لحن للنجمة المطربة ليلى مراد منذ سنوات أغنية (رايداك والنبي رايداك) ولما اشتهرت هذه الأغنية وترددت على شفاه الجماهير، أخذت كل مطربة تبحث عن أحمد صدقي وتحاول الحصول على لحن منه... وقد أصيبت جميع المطربات بخيبة أمل، لأن لحناً واحداً من الألحان التي وضعها أحمد صدقي لم يصادف من النجاح مثلما صادفه لحنه الأول - رايداك - .ولكن هناك ملحنين ألهمتهم مواهبهم عشرات الألحان الناجحة، ومن هؤلاء الملحن الشاب كمال الطويل الذي وصل التزاحم على ألحانه بين المطربين والمطربات إلى المحاكم. فما كاد الخلاف ينتهي بين المطربين عبد الحليم حافظ وكارم محمود على لحن (سمراء) وتنتصر سمراء عبد الحليم على سمراء كارم بفضل تدخل مؤلف القصيدة الأمير عبد الله الفيصل، حتى بدأ الوسط الفني يرقب مشكلة جديدة بين مطربتين لامعتين هما ليلى مراد ونجاة الصغيرة على لحن آخر لكمال الطويل هو ( ليه خلتني أحبك ) الذي يذاع أحياناً بصوت الأولى وأحياناً بصوت الثانية!. وكانت البدايه إن محمد عبد الوهاب يهيم حباً بصوت ليلى مراد الذي يهز عواطفه.. وفي سبيل هذا الإعجاب تحمل الموسيقار الكبير كثيراً من الاتهامات التي وجهها إليه المرحوم أنور وجدي بأنه لا يحب صوت ليلى مراد فقط بل يحبها هي شخصياً أيضاً.. وقد تردد أكثر من مرة أن الخلاف بين أنور وليلى سببه الأول أن أنور كان يطلب من زوجته ألا تتصل بعبد الوهاب.. ولا تكلمه أو تحييه عندما تراه في أي مكان،بينما كانت ليلى تقول أنها سوف تظل على اتصال بعبد الوهاب لأنها معجبة بفنه كثيراً، ولأنه أعطاها أروع ما غنته حتى الآن..
وكانت بداية تلك الحب و الذى يرفضه انور وجدى ان ليلى مراد ذهبت ذات يوم إلى مكتب الموسيقار محمد عبد الوهاب لتطلب منه أن يلحن إحدى أغنيات فيلمها (الحياة الحب) وكان ذلك بعد أن تم الطلاق بين ليلى وأنور وجدي! واعتذر الموسيقار الكبير لها لعدم استطاعته أن يلحن لها الأغنية لأنه متعب، ثم أشار إلى شاب كان يجلس أمامه وقال لها: أنا مستعد أخلي الأستاذ كمال الطويل يلحن لك الغنوة دي!.
ولم يظهر على وجه ليلى مراد ما يدل على اقتناعها بأن هذا الشاب هو ملحن كبير أو أنها ترغب في أن يلحن لها الأغنية التي تطلبها من محمد عبد الوهاب..وبعد مرورعشرة اشهر سمعت ليلى مراد مجموعة من الأغنيات الناعمة لعبد الحليم حافظ، وكان بينها أغنية (على قد الشوق) وأعجبت ليلى بهذه الأغنيات الناعمة فأمسكت على الفور بسماعة التلفون واتصلت بالإذاعة وسألت عن اسم ملحن هذه الأغنيات فكان الجواب أنه كمال الطويل!.
وعندئذ تذكرت ليلى بسرعة أنها سمعت بهذا الاسم عند محمد عبد الوهاب، وتذكرت أيضاً كيف أنها خشيت أن تعهد إليه بتلحين الأغنية التي كانت تطلب من الموسيقار الكبير أن يلحنها لها، وطلبت النجمة المطربة من أصدقائها أن يبحثوا لها عن هذا الشاب الفنان، فلما اجتمعت به في إحدى السهرات أخذت تعتذر له عما بدر منها في الماضي، وقالت له أيضاً أنها مطربة مشهورة وعندها الحق في أن تتأكد من نجاح كل أغنية لها قبل أن تسمعها للجمهور..وقال كمال الطويل إنه ليس عاتباً عليها، وهو يعرف أن اسمه كان مجهولاً، كما أن ألحانه لم تكن معروفة في السوق حتى تستهوي المطربات..و تم الاتفاق على أن يلحن كمال الطويل لليلى مراد أغنية جديدة!..ولما كان كمال الطويل مثل صديقه الحميم محمد عبد الوهاب متأثراً إلى أبعد حد بصوت ليلى مراد ومعجب به، فقد سهر ثلاث ليالي بكاملها في سبيل أن يعد اللحن المطلوب لليلى مراد!..وبعد أيام قليلة كان الملحن الشاب قد أعد الأغنية ومطلعها:
ليه خلتني أحبك - لا تلمني ولا أعاتبك - وكادت ليلى مراد تقفز عن الكرسي فرحاً عندما سمعت هذه الأغنية الجميلة التي تتسلل إلى القلب بلا استئذان، وسارعت إلى تسجيلها لتذاع في فيلم (الحبيب المجهول)!.إلا أن حادثاً مفاجئاً وقف في طريق انطلاق صوت ليلى مراد بأغنية (ليه خلتني أحبك)، وهذا الحادث هو ظهور أعراض الحمل على المطربة الكبيرة وملازمتها الفراش وانقطاعها التام عن الغناء..وفي هذه الفترة سافر الملحن كمال الطويل إلى بيروت ليسجل بعض البرامج الغنائية لمحطة الشرق الأدنى، وطلبت منه المحطة أن يهيئ للمطربة نجاة الصغيرة مجموعة من الألحان، وعلى الفور فكر كمال بأغنية (ليه خلتني أحبك) فأعطاها لنجاة باعتبار أن ليلى مراد حامل ولن تستطيع الغناء قبل تسعة أشهر، وفي هذه الفترة يكون قد أعد لها أغنيات أجمل من هذه الأغنية!..
وطرب الشرق العربي لهذه الأغنية العاطفية الخفيفة..
وصارت تنهال على محطات الإذاعة ومنظمي برنامج (ما يطلبه المستمعون) بطلب إذاعة هذه الأغنية،
وبدأت المشكلة عندما وضعت ليلى مراد مولودها وبدأت تستعد لاستئناف نشاطها الفني وأخذت تطالب كمال الطويل وتلح عليه في الطلب بأن ينتزع من حنجرة نجاة أغنية ( ليه خلتني أحبك..) ويعيدها إلى حنجرة ليلى مراد.
ولما امتنع كمال الطويل عن إعادة هذه الأغنية بادرت ليلى مراد إلى إقامة الدعوى على نجاة الصغيرة وعلى كمال الطويل بحجة أنهما سلباها أغنية هي من حقها!..
وذكرت نجاة الصغيره إنها ليست مذنبة، لأنها لم تعرف قبلاً أن هذه الأغنية هي لليلى مراد، ولو عرفت ذلك لما غنتها لأنها تحترم المطربات اللواتي هن أكبر منها..
أما ليلى مراد فتثور في وجه كمال الطويل، وتقول أنها حفظت الأغنية وسجلتها في السينما، ومن حقها أن تظل الأغنية ملكاً لها، ولا تذاع بصوت أية مطربة غيرها..
ويقف كمال الطويل ساكتاً لا يعرف ماذا يقول؟..
ولكنه يبتسم في سره ويقول- لو لم تنجح هذه الأغنية.. هل كانت ليلى مراد تطالب بها بهذا الإلحاح!.
وفي الوقت الذي تقف فيه (ليه خلتني أحبك) تعترف نجاة الصغيرة بأنها لن تتخلى عن الأغنية أبداً، لأنها نجحت فيها على المسرح وفي الإذاعة، وفوق هذا فقد كانت الأغنية سبباً في دخولها إلى جنة الحب.. والزواج في القريب العاجل!.وكان قرار المحكمه مناصفا للجميع ليلى مراد و نجاة الصغيره و الملحن كمال الطويل – رحم الله تلك الايام الجميله فى حياتنا الغنائيه المؤرخ و الباحث فى التراث الفنى وجيــه نــدى [email protected]
وجيــه نـــدى المؤرخ و الباحث فى التراث الفنى و حكاية الصراع الفنى على اغنية ليه خلتنى احبك
ولأول مرة تنظر المحاكم المصرية في قضية أغنية..
وكان المتهم في هذه القضية هو الملحن الشاب كمال الطويل... أما المتنازعان فهما النجمة المطربة ليلى مراد والفنانة الشابة نجاة الصغيرة..
وهناك منظومه و ايضا في أوساط المطربات تقليعة.. فهن يؤمن بأن الملحن الذي يضع لحناً واحداً ناجحاً لا بد أن يضع كثيراً من الألحان الناجحة.. وهذا ما حدث تماماً مع الملحن أحمد صدقي الذي لحن للنجمة المطربة ليلى مراد منذ سنوات أغنية (رايداك والنبي رايداك) ولما اشتهرت هذه الأغنية وترددت على شفاه الجماهير، أخذت كل مطربة تبحث عن أحمد صدقي وتحاول الحصول على لحن منه... وقد أصيبت جميع المطربات بخيبة أمل، لأن لحناً واحداً من الألحان التي وضعها أحمد صدقي لم يصادف من النجاح مثلما صادفه لحنه الأول - رايداك - .ولكن هناك ملحنين ألهمتهم مواهبهم عشرات الألحان الناجحة، ومن هؤلاء الملحن الشاب كمال الطويل الذي وصل التزاحم على ألحانه بين المطربين والمطربات إلى المحاكم. فما كاد الخلاف ينتهي بين المطربين عبد الحليم حافظ وكارم محمود على لحن (سمراء) وتنتصر سمراء عبد الحليم على سمراء كارم بفضل تدخل مؤلف القصيدة الأمير عبد الله الفيصل، حتى بدأ الوسط الفني يرقب مشكلة جديدة بين مطربتين لامعتين هما ليلى مراد ونجاة الصغيرة على لحن آخر لكمال الطويل هو ( ليه خلتني أحبك ) الذي يذاع أحياناً بصوت الأولى وأحياناً بصوت الثانية!. وكانت البدايه إن محمد عبد الوهاب يهيم حباً بصوت ليلى مراد الذي يهز عواطفه.. وفي سبيل هذا الإعجاب تحمل الموسيقار الكبير كثيراً من الاتهامات التي وجهها إليه المرحوم أنور وجدي بأنه لا يحب صوت ليلى مراد فقط بل يحبها هي شخصياً أيضاً.. وقد تردد أكثر من مرة أن الخلاف بين أنور وليلى سببه الأول أن أنور كان يطلب من زوجته ألا تتصل بعبد الوهاب.. ولا تكلمه أو تحييه عندما تراه في أي مكان،بينما كانت ليلى تقول أنها سوف تظل على اتصال بعبد الوهاب لأنها معجبة بفنه كثيراً، ولأنه أعطاها أروع ما غنته حتى الآن..
وكانت بداية تلك الحب و الذى يرفضه انور وجدى ان ليلى مراد ذهبت ذات يوم إلى مكتب الموسيقار محمد عبد الوهاب لتطلب منه أن يلحن إحدى أغنيات فيلمها (الحياة الحب) وكان ذلك بعد أن تم الطلاق بين ليلى وأنور وجدي! واعتذر الموسيقار الكبير لها لعدم استطاعته أن يلحن لها الأغنية لأنه متعب، ثم أشار إلى شاب كان يجلس أمامه وقال لها: أنا مستعد أخلي الأستاذ كمال الطويل يلحن لك الغنوة دي!.
ولم يظهر على وجه ليلى مراد ما يدل على اقتناعها بأن هذا الشاب هو ملحن كبير أو أنها ترغب في أن يلحن لها الأغنية التي تطلبها من محمد عبد الوهاب..وبعد مرورعشرة اشهر سمعت ليلى مراد مجموعة من الأغنيات الناعمة لعبد الحليم حافظ، وكان بينها أغنية (على قد الشوق) وأعجبت ليلى بهذه الأغنيات الناعمة فأمسكت على الفور بسماعة التلفون واتصلت بالإذاعة وسألت عن اسم ملحن هذه الأغنيات فكان الجواب أنه كمال الطويل!.
وعندئذ تذكرت ليلى بسرعة أنها سمعت بهذا الاسم عند محمد عبد الوهاب، وتذكرت أيضاً كيف أنها خشيت أن تعهد إليه بتلحين الأغنية التي كانت تطلب من الموسيقار الكبير أن يلحنها لها، وطلبت النجمة المطربة من أصدقائها أن يبحثوا لها عن هذا الشاب الفنان، فلما اجتمعت به في إحدى السهرات أخذت تعتذر له عما بدر منها في الماضي، وقالت له أيضاً أنها مطربة مشهورة وعندها الحق في أن تتأكد من نجاح كل أغنية لها قبل أن تسمعها للجمهور..وقال كمال الطويل إنه ليس عاتباً عليها، وهو يعرف أن اسمه كان مجهولاً، كما أن ألحانه لم تكن معروفة في السوق حتى تستهوي المطربات..و تم الاتفاق على أن يلحن كمال الطويل لليلى مراد أغنية جديدة!..ولما كان كمال الطويل مثل صديقه الحميم محمد عبد الوهاب متأثراً إلى أبعد حد بصوت ليلى مراد ومعجب به، فقد سهر ثلاث ليالي بكاملها في سبيل أن يعد اللحن المطلوب لليلى مراد!..وبعد أيام قليلة كان الملحن الشاب قد أعد الأغنية ومطلعها:
ليه خلتني أحبك - لا تلمني ولا أعاتبك - وكادت ليلى مراد تقفز عن الكرسي فرحاً عندما سمعت هذه الأغنية الجميلة التي تتسلل إلى القلب بلا استئذان، وسارعت إلى تسجيلها لتذاع في فيلم (الحبيب المجهول)!.إلا أن حادثاً مفاجئاً وقف في طريق انطلاق صوت ليلى مراد بأغنية (ليه خلتني أحبك)، وهذا الحادث هو ظهور أعراض الحمل على المطربة الكبيرة وملازمتها الفراش وانقطاعها التام عن الغناء..وفي هذه الفترة سافر الملحن كمال الطويل إلى بيروت ليسجل بعض البرامج الغنائية لمحطة الشرق الأدنى، وطلبت منه المحطة أن يهيئ للمطربة نجاة الصغيرة مجموعة من الألحان، وعلى الفور فكر كمال بأغنية (ليه خلتني أحبك) فأعطاها لنجاة باعتبار أن ليلى مراد حامل ولن تستطيع الغناء قبل تسعة أشهر، وفي هذه الفترة يكون قد أعد لها أغنيات أجمل من هذه الأغنية!..
وطرب الشرق العربي لهذه الأغنية العاطفية الخفيفة..
وصارت تنهال على محطات الإذاعة ومنظمي برنامج (ما يطلبه المستمعون) بطلب إذاعة هذه الأغنية،
وبدأت المشكلة عندما وضعت ليلى مراد مولودها وبدأت تستعد لاستئناف نشاطها الفني وأخذت تطالب كمال الطويل وتلح عليه في الطلب بأن ينتزع من حنجرة نجاة أغنية ( ليه خلتني أحبك..) ويعيدها إلى حنجرة ليلى مراد.
ولما امتنع كمال الطويل عن إعادة هذه الأغنية بادرت ليلى مراد إلى إقامة الدعوى على نجاة الصغيرة وعلى كمال الطويل بحجة أنهما سلباها أغنية هي من حقها!..
وذكرت نجاة الصغيره إنها ليست مذنبة، لأنها لم تعرف قبلاً أن هذه الأغنية هي لليلى مراد، ولو عرفت ذلك لما غنتها لأنها تحترم المطربات اللواتي هن أكبر منها..
أما ليلى مراد فتثور في وجه كمال الطويل، وتقول أنها حفظت الأغنية وسجلتها في السينما، ومن حقها أن تظل الأغنية ملكاً لها، ولا تذاع بصوت أية مطربة غيرها..
ويقف كمال الطويل ساكتاً لا يعرف ماذا يقول؟..
ولكنه يبتسم في سره ويقول- لو لم تنجح هذه الأغنية.. هل كانت ليلى مراد تطالب بها بهذا الإلحاح!.
وفي الوقت الذي تقف فيه (ليه خلتني أحبك) تعترف نجاة الصغيرة بأنها لن تتخلى عن الأغنية أبداً، لأنها نجحت فيها على المسرح وفي الإذاعة، وفوق هذا فقد كانت الأغنية سبباً في دخولها إلى جنة الحب.. والزواج في القريب العاجل!.وكان قرار المحكمه مناصفا للجميع ليلى مراد و نجاة الصغيره و الملحن كمال الطويل – رحم الله تلك الايام الجميله فى حياتنا الغنائيه المؤرخ و الباحث فى التراث الفنى وجيــه نــدى [email protected]
