الأخبار
قناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاق
2024/4/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة في قصة "ساحرة" للقاص موسى الزعيم بقلم: صلاح الدين سر الختم علي

تاريخ النشر : 2015-03-05
قراءة في قصة "ساحرة" للقاص موسى الزعيم بقلم: صلاح الدين سر الختم علي
قراءة في قصة (ساحرة) للقاص موسى الزعيم/ سوريا
بقلم: صلاح الدين سر الختم علي/ السودان
القصة:
ساحرة :
أمسكتْ يدي وقالت: تعالَ سأحكي لك حكاية.. أخذتني في طريقٍ تحفّ به الزهور.. تعزفُ فيه العصافيرُ ألحانَ الحياة.
أدهشني قِصَر الطريق, وكثافةُ الجمالِ على أطرافهِ, لوحاتٌ تمثّل.. تفاصيل الوجوه بأوجاعها وأفراحها.. مرسومةٌ بالحرف.
فجأةً تركتْ يدي, ألتفتُ إلى الوراء, كان الطريقُ مختلفاً تماماً.. عرّشت الأشواكُ على جانبيهِ وكأنّني ما مشيتُ بهِ منذُ قليل.
………………………….
نص نوستالجيا الحنين والهروب من الواقع
التحليل:
في هذا النص الساحر يقارب الكاتب موضوعه من زاوية حادة, يركز كل الضوء عليه ليسمع رسالته لمن به صمم، النص يشكل وثيقة إدانة لواقع مرير مظلم لا تلوح في الأفق بوادر خلاص منه، وحين يسود الظلام الواقع وينسد أفق الخلاص لا يبقي سوى الماضي والحلم به للهروب من كابوس الواقع، والهروب هنا هو فعل مقاومة وليس فعل إستسلام، وهذا ماعبر عنه الكاتب بتصويره للتحول الذي حدث في الطريق حين حضرت تلك القادمة من الماضي في الأحلام، فقد بات كل شيء جميلا، وحين تركت يده عادت الظلمة الى الكون، لم يعد الطريق المفروش بالازهار هو ذاته، بل بات دهليزا مظلما. الدلالة هنا هي أن الخلاص يكون بالرجوع الى الجذور، الى ينابيعنا الحضارية الأصيلة واستلهام كل ماهو جميل ونبيل منها لنخوض به معركتنا في الحاضر لصناعة المستقبل.
مفاتيح النص ومحطاته الرئيسة:
1- (أمسكتْ يدي وقالت) فهذا الاستهلال يشير الى المغزى اشارة طفيفة (فعل الأخذ باليد) فيه لطف من يهمه امر الماخوذ بيده، وفيه إشارة لكون من أخذ اليد قائد ومن اخذت يده خاضع لقيادته الروحية والفعلية، لكنه ليس مجرد جندي، بل فلذة كبد، فعل القول (قالت) يفيد اسداء النصح، وفي هذا تاكيد للسلطة الروحية للقائل.
2- (أخذتني في طريقٍ) هنا تاكيد لعملية النصح والإرشاد والهيمنة، ففعل الاخذ يعني عدم ترك الخيار للماخوذ بيده، بل تتم قيادته في مسار مرسوم يرد وصفه في النص مفيدا ان فيه اختصارا للوقت والنفقات وكل الخير. هنا تكون الهيمنة لقوة المثال التي تستقر في الذاكرة ومعها خريطة الطريق الممشي بالارشاد عمدا لأول مرة ليسهل تذكره لاحقا.
3- (فجأةً تركتْ يدي) هنا نقطة التحول في النص، وهنا مقارنة مقصودة بين حال الامة بلا قيادة روحية وبين حالها وهي تتمتع بتلك القيادة، فرغم وحدة الطريق فان الفوارق كبيرة بين الحالتين، عبر النص عن ذلك بلسان الراوي: (ألتفتُ إلى الوراء, كان الطريقُ مختلفاً تماماً.. عرّشت الأشواكُ على جانبيهِ وكأنّني ما مشيتُ بهِ منذُ قليل). المقارنة هنا مقصودة وليست تقريرية كما يبدو، بل هى مقدمة ليعمل القارئ فكره ويقارن ويدرك من خلال المقارنة مغزى النص البعيد ورسالته (أمة بلا قيادة تستلهم القيم الروحية والثقافية للامة لن تنتصر ولن تعرف الطريق للخلاص من التبعية والذل).
الروعة في النص انه قام بعملية تبديل ادوار، فجعل الواقع يوازي الكابوس، وجعل الحلم بديلا للواقع، وجعل الماضى طريقا للمستقبل ووليدا للحلم في الوقت نفسه، انه نص يزرع الأمل ويفيض بالحنين الى الماضي بشكل ايجابي يتجاوز مجرد النوستالجيا. هو نص وفرت فيه كل مقومات واركان القصة القصيرة جدا الجوهرية من حكائية وتكثيف وجملة فعلية ومفارقة وأضمار للمغزى. وجاء العنوان موحيا وليس كاشفا للمغزى.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف