الأخبار
وفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيا
2024/4/30
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أنين الفقراء وقهقهة الأغنياء بقلم:مصطفى محمود على

تاريخ النشر : 2015-03-04
أنين الفقراء وقهقهة الأغنياء بقلم:مصطفى محمود على
  أنين الفقراء وقهقهة الأغنياء

بقلم الباحث/ مصطفى محمود على

باحث ماجستير فى التاريخ الحديث والمعاصر، عضو الجمعية التاريخية المصرية

كنت أسير ذات يوم فى أحد الأحياء الفقيرة، فوقعت عيني على سيدة عجوز بدا وجهها شاحبا،ً يحمل خطوطاً وتجاعيد كثيرة، فقلت فى نفسي ربما تجاوزت هذه السيدة المائة عام، وربما كانت هذه التجاعيد تخفى ورائها حرماناً وآلاما على مدى سنين طويلة.

دفعنى الفضول لأنْ أقترب منها محاولاً معرفة قصتها، ربما أستطيع مساعدتها ولو بابتسامة أمل، فما أنْ وقفت أمامها حتى انتابتني حالة من العجز، ماذا أستطيع أنْ أقدم لسيدة تئن منذ عشر سنين لكسر ساقها، فلا تستطع السير لأكثر من عشر خطوات، لقد طردوها من المشفى بعدما عجزت عن دفع المصاريف حيث لا أموال ولا أولاد لديها، ذهبت أقلب فى كوخها لعلنى أجد شيئاً ذو قيمة تبيعه لعلاج هذا الروماتيزم، والسكر، والضغط، والرمد، والتهاب المفاصل الذى ألمَّ بها، فلم أجد إلَّا بطانية عليها أكوام من الأتربة، وبها خرقات كثيرة جداً، فضلاً عن بعض الحشرات التى تزحف عليها، تساءلت فى نفسى أهذا هو غطائها !! وازدادت دهشتى عندما رأيت طبقاً قديماً يعلوه الصدأ، يحتوى على فتات من الخبز الجاف كالصوّان.

تقول لى: عشت يابني فى هذا المكان أكثر من 40 سنة لوحدى محدش سأل عليا، ومن 30 سنة مكلتش لحمة ولا شميتها. قلت كيف تعيشين إذن؟ أشارت إلى كوم من القمامة يبعد عنها حوالى عشر خطوات، وقالت: أبحث هناك عن الطعام، فربما وجدت قشر بطيخ، أوْ بذور خوخ .. أوْ بعض كسر الخبز، وكل شهر واحد من الناس يجيبلى كيس فيه سندوتش طعمية وبقالو دلوقت سنتين مبيجيش. وبحسب التاريخ الذى التقيت فيه هذه السيدة ومقارنته، اعتقدت أن ذلك اليوم هو يوم 25 يناير 2011 يوم الثورة لكنها قالت: أنا قلبى انقبض عليه. وهذا يعني أنه لإما قتل أوْ سجن، ومن يومها تئن وتئن وتئن.

سمعت أصواتاً صاخبة بجوار هذا الكوخ فإذا عمارة فارهة، أمامها سيارات باهظة الثمن، من ماركة "مرسيدس بنز"، و"همر"، و"جيب"، كما سمعت قهقهات وصيحات ضحك، تألمت كثيراً، كيف لا ينظر أحد من هؤلاء إلى هذه السيدة، ما ذنبها .. لكنى أدركت أنهم من الطبقة الغنية جداً التى لا تشعر بأى فقير أوْ مسكين وربما تشاهده فقط على شاشات التلفاز.

وفى ذات المكان وجدت نساء رشيقات القوام جميلات المنظر، ينساب شعرهن على أكتافهن، يتمخطرن ويتبخترن هنا وهناك، مع ضحكات يهرب منها الشيطان، وهن يسرن أمام كوخ هذه السيدة لكن مع الأسف لا يلتفتن إليها أبداً، وكأنها ذبابة أوْ شيئاً لا يُرى.

الحق أقول؛ لولا أننى غريب عن هذا البلد ولا أملك شقة ولا يحزنون، لكنت أخذتها لتعيش معى ورزقى ورزقها على الله، لكنى كغيري من الشباب المسكين الذى لا يملك إلَّا قوت يومه، فمن منكم يستطيع أنْ يأوي أمثال هذه العجوز، وله أجر كبير عند الله الكريم، من منكم يلتفت إلى الفقراء والمساكين؟ من منكم يحن إليهم؟ من منكم تحدثه نفسه لاحتضان هؤلاء بأي طريقة أوْ وسيلة؟ من منكم يفكر فى إسعاد المحرومين؟

لن أناشد أحداً لأنَّ المسؤولية تقع علينا جميعاً، نحن مجتمع واحد حضت جميع أديانه على السلام والسعادة، ومد يد العون للمحتاج، فيقول النبي محمد (صلى الله عليه وسلم): "ليس منا من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم ..".

ويقول المسيح (عليه السلام): "مَنْ يَرْحَمُ الْفَقِيرَ يُقْرِضُ الرَّبَّ، وَعَنْ مَعْرُوفِهِ يُجَازِيهِ"، سفر الأمثال 19/17.

فلماذا إذن نتغاضى عن قصد أوْ دون قصد، حتى نسمع أنين الفقراء يزداد يوماً بعد يوم، وتتراكم معاناتهم عاماً بعد عاماً، إلى متى سيظلوا محرومين من أبسط الحقوق، إلى متى سنسمع قهقهة الأغنياء وأنين الفقراء؟
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف