الأخبار
حماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرج
2024/5/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العالمُ يفقدُ ذاكرتَه بقلم:فاطمة ناعوت

تاريخ النشر : 2015-03-03
العالمُ يفقدُ ذاكرتَه بقلم:فاطمة ناعوت
العالمُ يفقدُ ذاكرتَه

هل تتصّور أن تصحو يومًا على طرقاتِ معاولَ فولاذيةٍ ضخمة، في قبضة عُصبة من الأشقياء الجُهَّل، يحطّمون تمثال أبي الهول؟ أو تُفيق على صرير بولدورز هائل يقوده همجيٌّ يناطح سفح الهرم، كما تناطحُ نملةٌ أسدًا؟ نحن على مرمى حجر من هذا اليوم الأسود الأنكد. الذي يفصلنا عن مثل هذا اليوم الأبشع، لا سمح به اللهُ، هو جيشُنا العظيم الذي يتطاول عليه غافلون سطحيون لا يدرون ماذا يفعلون.

إنهم الدواعشُ مسوخُ آخر الزمان، حطّموا بالأمس "متحف نينوى" بما يضمُّ من تماثيلَ وآثارٍ حضارية ثمنها يكافئ حاضرةَ التاريخ الإنساني، وحرقوا آلاف المخطوطات التي لا قِبل للبشرية باستعادة حرف منها، وفجّروا مكتبة الموصل العراقية، المجتمع الدولي صامتٌ صمتَ القبور! أمريكا تدعم داعش في طمس الإرث الحضاري للبشرية، لأنها دولة طفلة بلا تاريخ (٣٠٠ سنة)، فلا عجب من حقدها على دول موغلة في عمق العراقة والحضارة مثل العراق ومصر والشام، لكن العجبَ كلَّ العجبِ من صمت أوروبا التي تحمل من العراقة والإرث الحضاري ما يجعلها حريصة على حفظ إرث البشرية القديم! العراق المنحورُ عنقُه يُعدُّ مهدَ حضارة العالم مثل مصرَ بلادنا.

اخترعوا الساعة والعجلة وفيها ابتكر الملكُ البابلي "نبوخذنصر"، في القرن الخامس قبل الميلاد، حدائقَ معلّقةً إرضاء لزوجته "أميتس" التي تاقت نفسُها لسكنى التلال وكراهتها الأراضي المسطحة، فشيّد لها جنائنَ مدرّجة فوق التلال. في القرن الثالث عشر دمّر هولاكو المغولي "بيت الحكمة" العراقي بما يحويه من وثائقَ تاريخيةٍ نفيسة ومخطوطات نادرة وسوّد نهر دجلة برماد محرقة الكتب، وها نحن في القرن الحادي والعشرين نسمحُ بمذبحة حضارية جديدة على مرأى صمت العالم وعجز اليونسكو! فهل نستحق إنسانيتنا؟!
مواجهة أولئك المسوخ لم يعد مطلبًا دينينًا لأنهم يشوهون الإسلام كما يهمسُ في حياء أئمةُ الدين والأزهر الذي رفض تكفير داعش، إنما أصبح مطلبًا إنسانيًّا قبل أن تفقد الإنسانيةٌ ذاكرتَها وإرثها الحضاريّ ونعود كما الهمجيّ الأول.
نبهتُ كثيرًا إلى خطورة تسمية داعش بـ ISIS لأن هذا هو اسم ربّة الميثولوچيا المصرية القديمة "إيزيس"، وفي تطابق الإسمين محاولةٌ لطمس جزء من حضارتنا المصرية كما يطمسون الحضارة العراقية الآن. لأنهم بدوٌ همجٌ بلا حضارة، تملأ صدورُهم الأحقادُ على أرباب الحضارة والتنوير، فكانوا صيدًا مناسبًا لأمريكا التي تكره أن تمتلك دولٌ ناميةٌ اقتصاديًّا، إرثًا معرفيًّا هائلا يذكّرها دومًا بأنها محضُ دولة قامت على أشلاء حضارة الهنود الحمر وصنعت مجدَها الراهنَ على أنقاض أمجاد دول أفريقية وأوروبية عريقة. لكنه صمت العالم يجنح بنا نحو النكوص إلى بداوة الإنسان الأول.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف