الأخبار
كم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفح
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

جمال حمدان : تذكار جرح كبير بقم : حماد صبح

تاريخ النشر : 2015-03-02
جمال حمدان : تذكار جرح كبير بقلم : حماد صبح
احتفت شهرية " الشباب " المصرية بالذكرى السابعة والثمانين لولادة عالم الجغرافيا والاستراتيجيا جمال حمدان ؛ فأصدرت ملفا عنه، فقد ولد جمال في 4 فبراير 1928في قرية ناي التابعة لمحافظة القليوبية ، وتوفي في ظروف مشبوهة حامت فيها الشكوك حول أيادي الموساد . وفي هذه الناحية تذكر الموسوعة الحرة ( ويكيبيديا ) تأكيد رئيس المخابرات المصرية الأسبق أمين هويدي أنه يملك الدليل الجازم على جرم الموساد في هذه القضية . وفي الملف يعيد شقيقه الأصغر عبد العظيم هذا التوكيد ، ويزيد قوة كلامه وصدقيته أنه ضابط برتبة لواء حاليا في المخابرات المصرية . وكل القرائن وشهادات بعض جيران حمدان تتجه نحو اتهام الموساد . لماذا قتله الموساد ؟ لما قدمه من أبحاث علمية مبرهنة عن حقيقة اليهود الحاليين الذين يغتصبون فلسطين ، وهي أنهم لا صلة عرقية لهم بيهود المنطقة القدامى ، وأنهم في حقيقتهم متهودون لايهود ، وينتسبون عرقيا إلى الأتراك الخزر . وهي نظرية تؤكدها حتى الدراسات والأبحاث الغربية ، ومنها ما كتبه يهود . وهو اتجاه آخذ في الاستقرار كحقيقة لا سبيل لنفيها ، وقرأت مؤخرا بحثا في مجلة ( في تي ) الأميركية يثبت نفس النظرية . وكشف جمال عن قناعته تلك في كتابه " اليهود أنثروبولوجيا ) الذي صدر في 1967 . ويحسن أن ننبه هنا إلى أن جمال ليس أول من تحدث عن هذه الحقيقة مثلما يشاع في بعض الكتابات العربية ؛ فقد ووجه بها حاييم وايزمن أول رئيس للدولة الإسرائيلية وجولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل السابقة في وقت مبكر على ظهور جمال حمدان ، وردا عليها في غضب وسخرية ، وقال وايزمن إنه عاش يهوديا وفكر يهوديا وشعر يهوديا ، فكيف يقال له بعد ذلك إنه ليس يهوديا ؟! ومن ناحية أخرى كان جمال يتهيأ وقت اغتياله لإصدار كتاب عن اليهودية والصهيونية ، اختفت مخطوطته مع غيرها من المخطوطات التي تعادي الصهاينة وتعري حقيقة اليهود المحدثين مغتصبي فلسطين . لقد حاربهم بسلاح المعرفة الذي يعرفون خطورته وقوته ، فتصدوا له واغتالوه في 17 أبريل 1993بطريقة لا يعرف المواطن العربي عنها إلا إشارات غامضة ، وفي مركزها أنه اختنق بالغاز ، وأن نصفه الأسفل محترق ، وأنه ضرب في رأسه ! وما فعله الموساد مع جمال حمدان فعل مثله مع علماء عرب كثيرين : قتل عالمي الذرة المشد وفاطمة موسى ، وطارد الباحث في الشئون الإسرائيلية المرحوم عبد الوهاب المسيري مؤلف موسوعة " اليهود واليهودية والصهيونية "، وسرق مخطوطة موسوعة " فلسطين الأرض والإنسان " للعلامة المرحوم حسن ظاظا أستاذ اللغويات الشهير والباحث في العبريات تاريخيا ودينيا ولغويا . واغتال الأديب الفلسطيني غسان كنفاني ، وقتل كثيرين من العلماء العراقيين . مطاردة محمومة لا تفتر للمعرفة العربية في كل مظاهرها ؛ لأنهم لا يرونها إلا من زاوية الخطر عليهم ، ولا ينسى ما قاله ديان وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق للشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان :" قصيدة من شعرك تخلق عشرة فدائيين " . الصاعق حقا أن من يقتل من الباحثين والعلماء العرب تظل جريمة قتله مهملة رسميا ، ولا تهتم الرسميات العربية بالجريمة أي اهتمام ، ولا تنقل الناس من التساؤل والشك إلى الجواب واليقين ، وهم دائما ، ولهم الحق ، يتهمون إسرائيل بحكم مصلحتها في قتل العلماء والباحثين العرب الذين تراهم خطرا عليها ، وبحكم ما يتيسر من القرائن والبراهين . أتأمل وجه جمال حمدان الذي يشع ذكاء ، وأحدد النظر في عينيه اللتين تخترقان حجب البعيد ، البعيد ، وأقول لنفسي مخضل العين : أي عالم خسرنا ؟! وأي أمة هذه التي لا تحمي علماءها الكبار ؟! أمة من هذا النوع تقضي عمرها في غور الحضيض . وماذا كان سيحدث لجمال لو عاش حتى الآن ، ورأى ما مزقه العرب من لحم جغرافيتهم ، وهو الذي كان يرى الجغرافيا " حياة " وحقائق حضارية وسياسية ؟! ورأى ما داخل " شخصية مصر" من أوشاب وما عصف بها من أعطاب حتى صار قضاؤها الفارغ من قيم الحق والعدل يصنف المقاومة الفلسطينية حركات إرهابية في انحياز مطلق للعدو الذي حاربه بفكره وعلمه ؟! لربما اغتالته حرقة الحسرة .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف