الأخبار
2024/5/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سوالف حريم - جعابير الحاضر والمستقبل بقلم:حلوة زحايكة

تاريخ النشر : 2015-03-02
سوالف حريم - جعابير الحاضر والمستقبل بقلم:حلوة زحايكة
حلوة زحايكة
سوالف حريم
جعابير الحاضر والمستقبل
أثناء مشاركتي في حفل زفاف لابن صديقة، قابلت نساء يكبرنني عمرا، بل هنّ من جيل أمّي وجدّتي، قابلتهنّ بعد انقطاع طويل، وقد ضاع جمالهنّ الذي كان يتغنّى به كثيرون وكثيرات، وكأنّ العمر يأخذ في طيّاته القوّة الجسميّة والجمال، مع أن جمال الأنثى جزء مهم من شخصيتها، تمعّنت بالنّساء المسنّات اللواتي أصابهنّ الهرم، وغزت التجاعيد وجوههنّ ، ومن اللافت أنّ وجوه بعضهنّ قد اتخذت شكل وجوه الرّجال، حتى أن إحداهنّ لم تعد تلك الفوارق بين وجهها ووجه زوجها، ولم أعد قادرة على معرفة من منهما أكسب الآخر صفاته، خصوصا وأنّ مسنّات بلادنا يتناسين أنّهنّ إناث في مراحل العمر المتقدّمة، وكأن الواحدة منهنّ لم يعد لها دور حياتيّ في شيخوختها، وتجلس في بيتها تنتظر حتفها...ورأيت شَعْرا طويلا يعلو وجوه بعض النّساء المسنّات، وحواجبهن طويلة غير منتظرة.
فأصابني الرّعب من شيخوختي- إن عشت حتّى مرحلة الشّيخوخة- فهل سأخسر أنوثتي وأصبح جعبورة كما هنّ المسنّات اللواتي لفتن انتباهي، أم أنّني سأحافظ عليها حتى اليوم الأخير في حياتي؟ وتذكّرت قول أحد الحكماء "بأنّ الانسان يبقى شابّا ما دام هو يشعر بذلك، ويشيخ عندما يريد ذلك"
وحسمت أمري بأنّني سأعيش حياتي في شيخوختي كما الشّابّات، فكما قال محمود درويش:"على هذه الأرض ما يستحق الحياة." وسأترك "الجعبرة" لغيري وهنّ كثيرات.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف