الأخبار
إعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبار
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بردُ، عزلةُ وسواد... بقلم رنا أبو شمسية

تاريخ النشر : 2015-02-28
ارتدى معطفه الاسود وقبعته الجلدية القديمة، وهبط السلالم مستعجلا وسار حتى غاب في زحمة الشارع. بدا الجو كئيبا باردا.. تماما كما جاءت توقعات الراصد الجوي هذا الصباح حينما استمع الى المذياع وهو يتناول الفطور البارد خاصته.. قطعة خبز شبه مهجورة.. بضع حبات من الزيتون الاسود.. وفنجان شاي كئيب غامق وخال من السكر! وليت الأمر توقف عند برودة الجو وسواد الشاي في الفنجان.. فقد استهل المذيع نشرة الاخبار بأنباء تحدثت عن مقتل أشخاص عدة على أيدي جماعة ارهابية تدّعي الإسلام، تلاها خبر انزلاق حافلة عن مسارها لأسباب لم تزل غير معروفة مما أدى إلى انقلابها.. فربما لا زال الامر في طور الفبركة، إذ أن وسائل الإعلام الغربية لن تعجز عن إلصاق تهمة العبث بفرامل الحافلة بالإسلام أيضا، ليدفع هو شخصيا ثمنا باهظا إضافيا للجوئه، عروبته، ولربما إسلامه..
تمنى لو أنه حمل معه مظلة، فقد ادرك بعد أن ابتعد عن المنزل بأن حضرة الراصد الجوي المحترم قد نسي أن يخبره بأن الجو سيكون ماطرا أيضا. ولأن الندم لن يفيد.. أخذ يسرع بخطواته حتى يصل وجهته قبل هطول المطر..
بحث في جيبه عن قطع النقود المعدنية المبعثرة ليشتري جريدته اليومية من العجوز الأشعث الأغبر الذي يقف على ناصية الشارع منذ أيام الحرب العالمية الثانية.. أو هكذا صوّر له من هول ما فعلت التجاعيد بمعالم وجه هذا الرجل.
وصل الى المقعد الخاص به.. على الرصيف.. موازيا للشارع... ومقابلا للبحر...وكالعادة .. قلب الصفحة الاولى من الجريدة.. الاخبار ايضا كئيبة وباردة.. قتل في سوريا.. اعمال عنف في بغداد... وظلم وقهر وتطهير عرقي في حق أقل الناس حظا في العيش في موطنه فلسطين.. تنهد طويلا حين أيقن بان السنوات الطويلة التي قضاها في المهجر لم تنجح في التخفيف من وطأة الألم الذي كان يعتريه حين كان يتابع أخبار بلاده.. تدنيس المقدسات.. زحف الاستيطان.. سلب الارواح والممتلكات.. مسلسل من الظلم لا ينتهي..
طوى الجريدة وحملها تحت ذراعه ونهض...لا جدوى من الذهاب إلى العمل هذا اليوم ايضا.. فقد اكتست ملامح نهاره الذي لم يبدأ بعد بالسواد... عاد أدراجه نحو المنزل... ليزداد سخطه على الراصد الجوي حينما بدأت السماء تمطره بزخات من مطر غزير كانت تلامس وجهه كوخزات إبر لا كقطرات ماء...وصل منزله، نزع النظارة السوداء المبللة.. قبعته ..والمعطف الذي زادته الامطار سوادا...
رمى بجسده المنهك .. الكئيب.. البارد على الاريكة وأغمض عينيه.. همس في نفسه... يبدو أنني قد أدمنت العتمة، العزلة، والسواد...
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف