كبير السحاجين الأمجد .. بقلم محمد جرادات
)هذه القصه لا علاقة لها بالواقع وأي تشابه بين شخصياتها وبين الواقع يعني ان واقعنا بحاجة لمراجعه )
جلس والي المدينة في مجلسه كما اعتاد ان يفعل دائما وحوله نفر من حاشيته ومستشاريه وزرائه ، في قاعه دافئة ارضها من رخام الجبل اللؤلؤي وسقفها مزين بسراج كبير نقش بالذهب والفضه ..
بعد ان اشار لهم بيده جلست الحاشية كل في كرسيه المعتاد فاقربهم اليه كان مستشاره الامين الامجد كما تعارف على تسميته ' اما صغار الحاشيه فكانت مقامتها اكثر بعدا واقل رفاهة من مجلس الاولين ، اتاكأ والينا على جنبه ورفع رجله اليمنى على يسراه وبدا عليه علامات القلق غير المعتاد فهو في عادته يدخل مبتسما ضاحكا لما لاقاه ليله امس من احدى جواريه من طيب معشرها .. مستشاره الامجد والذي رافقه كل تلك السنين لم يخفى عليه تلك الحاله المضطربه لسيده وواليه فبادره سائلا
: ارى ما يشغل بال والنا اطال الله عمره وحفظ الله مقامه ؟؟
بتنهيدة ممزوجة برائحة انفاسه وبنصف نظره غير مفهومة اجابه الوالي : نعم ايها الامجد لقد لصبت الوصف.. هناك ما يقلق الفكر ويغص الفؤاد !!
تعجب الامجد فماذا ومن يجرؤ على ان يقلق والي مدينتنا العظيم وهو رئيسها وقائد جيشها ورمز ثورتها وكبير مفتيها وشيخ مسجدها !
فسأله : وما يشغلكم يا سيدي ؟!
بتنهيدة اكبر وبتخلخل بين فتح العيون واغماضها مستويا على كرسي حكمه اجاب : حال الناس هو ما يشغلني فبالامس سمعت ان فقراء المدينة اصبحوا ثلث سكانها والعاطلون فيها عن العمل يمثلون ربع سكانها وان جندنا وعسسنا يضيقون على الناس معيشتهم ويمنعونهم التعبير عن سخطهم لهذا الحال .
وجه الامجد المتقلب بين الاسود والاحمر والازرق لما اعتراه من اضطراب في ضربات القلب وحركه الدماء في الشرايين التاجية والعادية وقف على قدمية معاتبا موضحا مسحجا لمولاه المتعب لحال مدينته
: يا مولاي ايا كان حالهم وان كانت معيشتهم ومهما وصلت امورهم فوجب عليهم ان يشكرو الله الف الف مرة فانت مولاهم وتملك امرهم فانت يا سيدي فضل هم فيه وانت اخطر من امتلك امرهم على عدوهم ويكفي يا سيدي انك صاحب قصرنا الاول وسجننا الاول وسيفنا الاول على رقاب عدوهم فليشكرو الله عليه بكرة وعشيا.
علامات الرضى اكتسحت جبين والينا وانفرج همه وتشدقت شفاهه بالبسمات ونادي في حاجبه قائلا : اسعدونا ببعض الغواني فقد احسنا حكم رعيتنا هذا المساء فلنحسن لانفسنا.
)هذه القصه لا علاقة لها بالواقع وأي تشابه بين شخصياتها وبين الواقع يعني ان واقعنا بحاجة لمراجعه )
جلس والي المدينة في مجلسه كما اعتاد ان يفعل دائما وحوله نفر من حاشيته ومستشاريه وزرائه ، في قاعه دافئة ارضها من رخام الجبل اللؤلؤي وسقفها مزين بسراج كبير نقش بالذهب والفضه ..
بعد ان اشار لهم بيده جلست الحاشية كل في كرسيه المعتاد فاقربهم اليه كان مستشاره الامين الامجد كما تعارف على تسميته ' اما صغار الحاشيه فكانت مقامتها اكثر بعدا واقل رفاهة من مجلس الاولين ، اتاكأ والينا على جنبه ورفع رجله اليمنى على يسراه وبدا عليه علامات القلق غير المعتاد فهو في عادته يدخل مبتسما ضاحكا لما لاقاه ليله امس من احدى جواريه من طيب معشرها .. مستشاره الامجد والذي رافقه كل تلك السنين لم يخفى عليه تلك الحاله المضطربه لسيده وواليه فبادره سائلا
: ارى ما يشغل بال والنا اطال الله عمره وحفظ الله مقامه ؟؟
بتنهيدة ممزوجة برائحة انفاسه وبنصف نظره غير مفهومة اجابه الوالي : نعم ايها الامجد لقد لصبت الوصف.. هناك ما يقلق الفكر ويغص الفؤاد !!
تعجب الامجد فماذا ومن يجرؤ على ان يقلق والي مدينتنا العظيم وهو رئيسها وقائد جيشها ورمز ثورتها وكبير مفتيها وشيخ مسجدها !
فسأله : وما يشغلكم يا سيدي ؟!
بتنهيدة اكبر وبتخلخل بين فتح العيون واغماضها مستويا على كرسي حكمه اجاب : حال الناس هو ما يشغلني فبالامس سمعت ان فقراء المدينة اصبحوا ثلث سكانها والعاطلون فيها عن العمل يمثلون ربع سكانها وان جندنا وعسسنا يضيقون على الناس معيشتهم ويمنعونهم التعبير عن سخطهم لهذا الحال .
وجه الامجد المتقلب بين الاسود والاحمر والازرق لما اعتراه من اضطراب في ضربات القلب وحركه الدماء في الشرايين التاجية والعادية وقف على قدمية معاتبا موضحا مسحجا لمولاه المتعب لحال مدينته
: يا مولاي ايا كان حالهم وان كانت معيشتهم ومهما وصلت امورهم فوجب عليهم ان يشكرو الله الف الف مرة فانت مولاهم وتملك امرهم فانت يا سيدي فضل هم فيه وانت اخطر من امتلك امرهم على عدوهم ويكفي يا سيدي انك صاحب قصرنا الاول وسجننا الاول وسيفنا الاول على رقاب عدوهم فليشكرو الله عليه بكرة وعشيا.
علامات الرضى اكتسحت جبين والينا وانفرج همه وتشدقت شفاهه بالبسمات ونادي في حاجبه قائلا : اسعدونا ببعض الغواني فقد احسنا حكم رعيتنا هذا المساء فلنحسن لانفسنا.