الأخبار
مع بدء ترحيل السكان.. تصاعد التحذيرات الدولية من اجتياح رفحمجلس الحرب الإسرائيلي يُقرر المضي في عملية رفحطالع: تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حماسحماس تُبلغ قطر ومصر موافقتها على مقترحهم لوقف إطلاق النارممثل عشائر المحافظات الجنوبية يحذر من خطورة اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفححماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل أربعة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزة
2024/5/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وقائع و فواجع بقلم: حسين أحمد سليم

تاريخ النشر : 2015-02-27
وقائع و فواجع  بقلم: حسين أحمد سليم
وقائع و فواجع
في قبسات مختارة من الحياة في هذا العصر القاهر و الزّمن الكافر

بقلم: حسين أحمد سليم

أينما يمّمتُ وجهي و نظرت فضولا أو قبولا أو إهتماما أو إستهزاءً أو شزرا أو قرفا في متاهات قفار هذه الصّحاري الصّفراء الجرداء القفراء, تلك المترامية الإتّساع برمالها بين جبال مُحدودبة, كأنّها ثٌبّتت بالأوتاد المُتعاظمة المُلولبة في باطن الأرض تتكوّم عليها الكثبان الرّمليّة...
و أينما حملني الإرتحال القسريّ, عنوة سياحة إلزاميّة أو إضطّراريّة أو فجئيّة لا بُدّ منها, و إستطلاعا من نوع معلوماتي لمعالم المشهديّات, و إستكشافا بحثيّا جودزيّا في متاهات الإمتدادات الجغرافيّة و فلواتها, كما ضغائث الأحلام في غياهب الغفوات و التي تُعكّر سكينة النّوم في حالك الليالي...
و كيفما قادتني التّطلّعات محاكاة ظرفيّة في البعد المكانيّ من المنظور الزّمانيّ, تطالعني كهوف و مغاور و دحول من السّجون العصريّة المتلاصقة و المتكاتفة و التي تخفي في أقبيتها أسرارا و أسرار, يندى لها الجبين و يتقيّأ لها قرفا حتّى أشرس الضّواري المفترسة في خبايا الغابات...
و ليس في ظاهر و باطن هذه الأرض الشّمطاء منذ كانت من غابر الأكوار و الأطوار و الأدوار و الأزمان, إلاّ الدّهاليز و الأنفاق و الكهوف و الدّحول الحالكة الظّلام, حيث يأجوج و مأجوج يملؤون الأرض كالجراد الأصفر يأكلون الأخضر و اليابس على ذِمّة هاروت و ماروت و العرّافات و النّفّاثات في العقد...
و ليس في ظلال حرف اللعنة الزّائد عنوة, و الغريب العجيب حركة فعل مستهجن على منظومة أبجديّة الهجاء, التي غيّبت لاءها عن منظومتها عنوة عهر, إلاّ بيوت العنكبوت الواهية و المُتماسكة كرها على كره و مضض و حسد و ضغينة, و لا تتخلّق عناكبها و عنكبوتيّاتها إلاّ بالكيد و الدّهاء و النّفاق و الرّياء و الغدر و القتل و الإجرام, و عبادة الأنا و الخمر و الميسر و الجنس و الشّيطان و البترول, و الإنسطاح و الإنبطاح و تقبيل حذاء العمّ سام صباح مساء من حدود الماء إلى حدود الماء...
ثمّة لا أرى في بصري الثّاقب في رؤيته القدريّة, و لا أتلمّس في بصيرتي التي تتفكّر فلسفة و نأويلا و تحليلا آخر لكلّ شيء في الظّاهر و الباطن, و لا أحيط في تفكّري الوجداني إلاّ الجراحات المُتّسعة يوما بعد يوم, و النّازفة من بقايا الدّماء المُعتصرة قهرا من شراييننا النّاشفات الجافّات, فيجتاحني الحزن و يسكنني الإكتئاب, و يلبسني الأسى و الحيف, و يحيق بي الإحباط, و أطوي ذاتي المُعذّبة على ذاتي المُتألّمة, أجترّ لعنة التّاريخ و الجغرافيا في المكان و الزّمان...
أعوذ بالله من شرّ الشّيطان الرّجيم اللعين... هذا زمن مادّيّ العلاقات على ذِمّة تقاطع المصالح و الغايات, مُتخلّف و منحرف في حركة فعل العادات, بخس رخيص في ما يحمل من الموروثات, لا جدوى منه تُرتجى, و لا من أمل مأمول فيه, يحبل و يحمل كذبا على كذب, و مثله كمثل الجبل كما العهن المنفوخ و المنفوش, لا يُنجب إلاّ الجرذان و الفئران, و كأنّه قدري العقم, ريحه كريهة تنفذ منه إشعاعات الخزلان...
نعم هذا عصر يفتقر لعناية القدير الحكيم, و هذا عصر رديء زنيم يحتاج لرحمة الغفّار الرّحيم, و كما الماضي الهلوع خوفا لنا, ما زال يُلاحقنا قهرا بلا موانع, و هذا حاضر قاهر فاجر بائر على غِرار الأمس واقع, يُحيط بنا ضيما و يُحيق مليئا بالجرائم و الفواجع, نعيش في رحاب الأضغاث غربة الغربة في وضع لئيم, عنوة حال سيّء ضاغط في واقع جغرافي إجراميّ أليم, نلوك الألام و العذابات في عيش عاقر بائر و وضع قاهر و كافر, و هذا عصر حضاري كما يدّعون مليء بالشّرور و يتعاظم فيه فعل الإستكبار و حركة الغرور, و لا حياة فيه لمن تخاطب أو تنادي أو تستصرخ أو تستغيث أو تُعاتب, كأنّك تصدح بصوتك الجهوري في جوف مطحنة ضجيج أحجارها يصمّ الآذان...
فعلى من تقرأ تراتيل آياتك و تترنّم بأناشيد خيالك و تكرز بتجويد بشاراتك و تُترجم رؤاك بأمانة و صدق أيّها العبد الصّالح, العالم بالتّأويل, العارف بالتّحليل, وعيا باطنيّا و عرفانا ذاتيّا, و الذي قلبن عقله بالمودّة و عقلن قلبه بالرّحمة, ترقّيا و سموّا و عروجا إلى رحاب الله لأعلى درجات الحبّ و العشق...
يا من يبذل جهده لمرضاة الله, ساعيا بتقوى الأعمال, يتطلّع لريادة الفراديس الإلهيّة المُوشّاة باللينوفار المُقدّس... و الحضارة التي نتغنّى بها في مشارق الأرض و مغاربها, تتزيّن ظاهريّا بأوشحة و شادورات برّاقة و تتشدّق بقوانين و أنظمة تدعوا إلى الإنسانيّة و السّلام و الخير العام... فيما الإجراءات و المسارات التّطبيقيّة و الفعليّة في كلّ ميدان و ناح, جراحات نازفة و عيون دامعة و أجساد متعبة و نفوس مريضة من هول الإعتداءات و الإجتياحات و الإحتلالات و أفعال الإجرام و نهب الثّروات و إغتصاب المساحات و قتل النّفوس التي حرّم الله قتلها إلاّ بالحقّ, تحت مسمّيات سمّوها و يسمّونها مزاجيّا و ما أنزل الله بها من سلطان...
فمتى تستيقظ العقول من غفوتها الشّيطانيّة؟!... و متى تخفق القلوب البشريّة بالإنسانيّة و الرّحمة و المودّة؟!... و متى ترفل الأبصار و تنظر إلى السّماء و تُحرّض النّفوس الأمّارة بكلّ السّوآت على العمل بما أمر الله تعالى؟!... و السّعي للإطمئنان بالإلتزام بأوامر و نواهي أديان الله, و تفعيل البصائر على ذكر الله...
متى؟!... متى؟!... متى؟!... يا أشباه النّاس و لستم من النّاس...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف