الأخبار
إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوعنعيم قاسم: لن نكون جزءاً من شرعنة الاحتلال في لبنان ولن نقبل بالتطبيعفتوح: تهجير عشرات العائلات من عرب المليحات امتداد مباشر لسياسة التطهير العرقي والتهجيرالنيابة والشرطة تباشر إجراءاتهما القانونية في واقعة مقتل شابة في مدينة يطاالغرفة المشتركة لفصائل المقاومة: ياسر أبو شباب وعصابته خارجون عن الصف الوطني ودمهم مهدور(القناة 12) الإسرائيلية: (كابينت) يصادق على إدخال المساعدات لجميع أنحاء قطاع غزةالحوثيون يعلنون استهداف مطار "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتيشاهد: خامنئي يظهر علنا لأول مرة منذ الحرب الإسرائيلية على إيرانمؤسسة هند رجب: الحكومة الإسرائيلية تخصص موارد كبيرة لإيقاف عملناالرئيس اللبناني: لن يكون في جنوب البلاد قوة مسلحة غير الجيشإعلام إسرائيلي: عملية (عربات جدعون) مُنيت بفشل ذريع"الأغذية العالمي" يدعو لفتح مزيد من الطرق الآمنة في قطاع غزةالاحتلال يعلن اعتراض صاروخ من اليمن بعد دويّ صفارات إنذار
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حوار مع المستشار سامي سراج الدين مؤلف رواية "موكب عزرائيل"

حوار مع المستشار سامي سراج الدين مؤلف رواية "موكب عزرائيل"
تاريخ النشر : 2015-02-24
حاورته / وفاء شهاب الدين

قاض برتبة أديب ..جمع بين الجلوس على منصة القضاء والتعبد في محاريب الأدب ، جذبته نداهة الكلمات كما جذبت من قبل المستشار أشرف العشماوي الروائي الشهير والمستشار مصطفى عبد التواب وفي المستقبل سيمدنا معين القضاء بالمزيد من المبدعين ، التقينا به اليوم ليطلعنا على جوانب عديدة قد تفيدنا في كشف الستار عن سبب انجذاب القضاة إلى الكتابة.

س : بداية ، عرفنا بنفسك.
ج: اسمي سامي محمد عمرو سراج الدين، من مواليد القاهرة عام 1983، أعمل قاضي بمجلس الدولة، وكاتب روائي، وحاصل على دكتوراة في القانون المدني من فرنسا.

س: متى بدأ مشوارك مع الكتابة ؟
ج: بدأ في سن مبكرة للغاية. أذكر إني كتبت قصة قصيرة وأنا في الثامنة من عمري وأهديتها إلى أمي في عيد ميلادها. وكنت في المدرسة دائما ما أحصل على المركز الأول في مادة التعبير. وفي سن الثالثة عشر، ألفت مسرحية كوميدية وقمت بتمثيلها مع بعض أصدقائي وأقاربي في الساحل الشمالي أمام جمع من الأهل والمعارف. ونجحت هذه المسرحية إلى درجة كبيرة، حتى طلب بعض رواد القرية إعادة تمثيلها مرة أخرى. وفي نفس السن تقريبا، اشتركت في نشاط “الرواية” في المدرسة، وكتبت رواية اعتبرتها مشرفة النشاط أفضل رواية كتبت في خلال السنين التي قامت هي خلالها بالإشراف، وقامت بنشر جزء منها في كتاب النصوص الفرنسية الخاص بالمدرسة، وأعتقد إن هذا الجزء مازال ينشر في كتاب النصوص حتى الآن. لكن أول رواية نشرتها كانت “موكب عزرائيل” في 2010.

س: لماذا بدأت مشوارك في النشر برواية، ولم تبدأ بمجموعة قصصية مثل أغلب الأدباء؟
ج: في اعتقادي أن القصة القصيرة ليس صورة مبسطة للرواية، بل هي فن مختلف وقائم بذاته. الرواية تقوم على رسم الشخصيات، وإدخال القاريء في واقع جديد موازي للواقع الذي نعيش فيه، من أجل محاولة نقل فلسفة الكاتب أو رؤيته لطبيعة البشر. أما القصة القصيرة فهي تقوم على توصيل فكرة في إطار حبكة درامية مختصرة ومحكمة. الأولى تقتضي الواقعية في رسم الشخصيات والأحداث، والقدرة على اختراق أغوار النفس البشرية، بينما الثانية تعتمد أساسا على الإيجاز والدقة اللغوية والقدرة على إيصال معاني كبيرة بصورة موجزة ولطيفة. وأعتقد أني أكثر تمكنا من فن الرواية. وبالمناسبة، فإن هذه النظرة للقصة القصيرة – باعتبارها صورة مبسطة من الرواية – خاصة بمصر أو ربما بالعالم العربي بشكل أعم. ففي دول أخرى مثل فرنسا، لا يقدم على كتابة القصص القصيرة إلا كبار الكتاب !

س: روايتك “موكب عزرائيل” نشرت في 2010 ورغم ذلك فكثيرا من أحداثها يواكب الواقع الحالي وكإن فيها رؤية مستقبلية، كيف ذلك ؟
كان من الممكن لأي شخص متابع للأحداث اليومية، وملم بأبسط قواعد السياسة أن يتوقع انهيار نظام مبارك في وقت ليس بطويل. فالدولة بكل مؤسساتها كانت تنهار شيئا فشيئا، والحكم يتجه بشكل واضح جدا إلى الشخصنة، مع وجود حالة شحن وغضب في أغلب قطاعات المجتمع بما فيها القوات المسلحة. حتى أن كاتب أمريكاني شهير يدعى John Bradley قد أصدر كتابا في 2008 عنوانه “بداخل مصر: بلاد الفراعنة على شفا ثورة” “Inside Egypt: The Land of the Pharaos on the Brink of a Revolution”. لكن ربما ما يميز “موكب عزرائيل” هو استشفافها للتحولات الاجتماعية التي آتت بعد الثورة، من هرج ومرج وتخبط. فالإنسان المصري اختلط بشكل أو بآخر بالفساد مهما كان بعيدا عن السياسة، كما أنه كان يواجه شبحا غير واضح الملامح، وليس نظام حكم ذو قواعد وأسس واضحة مثل بعض الأنظمة الشمولية الأخرى.

س: موكب عزرائيل، هل هي رواية سياسية أم عاطفية أم اجتماعية ؟
أرفض التصنيف وأفضل أن أترك ذلك للقاريء. لكنها تصلح لأي من هذه التصنيفات وفقا للزاوية التي ينظر منها القاريء. والعمل الأدبي الناجح هو الذي يطرح للقاريء أكثر من قراءة ممكنة وأكثر من رؤية ممكنة.

س: شخصياتك، خاصة الحاكم جلال ومسشتاره الدكتور عارف، هل فيهم إسقاط على شخصيات من العصر البائد ؟
ليس إسقاطا على شخصيات بعينهم بقدر ما هو إسقاط على أنماط معينة من الشخصيات التي تبرز وتزدهر في الأنظمة الديكتاتورية. جلال مثلا هو مثال للحاكم الذي يأتي بالصدفة دون أدنى خلفية سياسية. الدكتور عارف هو مثال للشخص المتسلق الذي يسخر علمه لخدمة الأنظمة القمعية.

س: هل لديك أعمال أخرى؟
كتبت رواية ثانية بعد موكب “عزرائيل” بعنوان “ملك وكتابة”، لكننى لم أحاول بنشرها، لأن التغيرات الاجتماعية التي طرأت على المجتمع بعد انتهائي من كتاباتها لم تكن لتسمح بقبول هذه الرواية من القراء. أقوم حاليا بتجميع مادة علمية لعمل جديد هو أقرب إلى البحث، بعنوان “المخاطبين بأحكام القرآن الجماعية”، ويشترك معي فيه صديق مصري مقيم بفرنسا. بالإضافة إلى ذلك أقوم حاليا بكتابة عدد من المقالات، أنوي نشرها على الانترنت في خلال بضعة أشهر.

س: القانون والكتابة الأدبية. هل هما مجالان متنافسان أم مترابطان ؟
متنافسان بكل تأكيد. الكتابة القانونية تفترض الدقة والإيجاز والوضوح، وهو ما يستتبعه بالضرورة التصريح بالمعاني والبعد عن المجاز والاستعارات. الكتابة الأدبية تقتضي قبل كل شيء جمال الأسلوب، ولا تحبذ المباشرة في المعنى؛ فالكاتب الناجح هو من يستدعي القاريء للتفكير في المعنى أو المعاني التي يرميها الكاتب من الكلام. الكتابة الأدبية هي كتابة ذات طبقات متعددة، أول طبقة فيها هي الحبكة الدرامية للرواية، لكن كلما تبحرت فيها أو أعادت قراءتها، أن تجد فيها معاني وأفكار جديدة قد لا تبرز من الوهلة الأولى. الكتابة القانونية تهدف إلى إيصال معلومة أو طلبات أو دفوع محددة، فمن الطبيعي ألا تحمل سوى معنى واحد. العمل بالقانون والدراسة القانونية تقوم على التحليل الدقيق والتفكير المنطقي، أما الأدب فيقوم أساسا على الخيال والتذوق اللغوي. ورغم كل هذه الاختلافات، فإنك هناك عدد من كبار الكتاب من العاملين بالقانون، لعل أبرزهم هو توفيق الحكيم.

س: من هو كاتبك المفضل (أو كتابك المفضلين) ؟
من الكتاب المصريين أميل أكثر إلى الجيل القديم، خاصة توفيق الحكيم ونجيب محفوظ. توفيق الحكيم تلقائي لأقصى درجة في أسلوب سرده، حتى تشعر كإنه صديق حكاء يجلس معك جلسة سمر. نجيب محفوظ يرسم شخصياته بشكل واقعي جدا، حواراته تنبض بالحياة رغم استخدامه للغة فصحى رصينة، وهو مزيج لا أعتقد إن كاتب آخر قد وصل إليه. من الكتاب الأجانب أحب كاتب القصيرة الروسي الشهير تشيخوف والفرنسي François Mauriac .

س: ما هو كاتبك المفضل (أو كتبك المفضلة ) ؟
من الكتب العربية: الثلاثية، “يوميات نائب في الأرياف، براكسا” (مسرحية لتوفيق الحكيم)، “واحة الغروب” لبهاء طاهر، “عزازيل” ليوسف زيدان، “ساق البامبو” للكاتب الكويتي سعود السنعوسي. من الروايات الأجنبية: Le lion (الأسد) للكاتب Josheph Kessel ،Le petit prince (الأمير الصغير) للكاتب Antoine de Saint-Exupéry. هناك كتاب آخر غير أدبي، لكنه من أجمل الكتب التي قرأتها Cultures and organization: software of the mind (الثقافات والمنظمات: برنامج العقل) للباحث الهولندي Hofstede. وهو عبارة عن دراسة أجريت على العاملين بشركة IBM في أكثر من مائة دولة حول العالم، حول اختلاف القيم الأخلاقية بين الشعوب.

س: ما هي مدرستك المفضلة في الكتابة ؟
أعتقد إن تقسيم الأدب إلى مدارس هو تقسيم أكاديمي بحت. لا أظن أنه على الأديب أن يبالي وهو يكتب بالمدرسة التي سوف يتم تصنيفه منها؛ فكل تفكيره ووجدانه ينصب على الشخصيات والأحداث، ووصف الأماكن والأشياء، والحوارات، والتفاعلات الإنسانية. هذا هو موقفي الشخصي على الأقل. حين كتبت “موكب عزرائيل” و”ملك وكتابة” لم أسأل نفسي مطلقا عن المدرسة الأدبية التي تنتمي إليها أي منهما.

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف