مهما كتبتَ للوطن من تعاريف، تبقى الصورة ناقصة حتى تُكمِلَها معالِمُه، عندما كتبت السطور التالية، حاولت إكمال المعاني هنا قدرَ استطاعتي، إلا أنها بحكم الطبيعة ناقصة. :
..
تَعَرّيتُ مؤخراً من كل تلقين مدرسيّ أذكره، و من خطابات القادة الوطنيين، و حتى من تعريفات الوطن في معاجم اللغة، سلّمتُ كل حدود الكلمة في عقلي، أغلقته و قررتُ أن أُعيدها من جديد، لكن هذه المرة، لا أريد أن أحفظها، أردت الشعور بها...
.
أغمضت عيني مُسَلِّماً كلَّ رؤيةٍ تجعل هذه الأرض وطن، تناسيتُ صوته و رائحتهُ التي لم تجِد إلا اختراقي، و أَخَذَتني لِتجعل من كل الكوكب وطناً بمفهومه الذي لا أعرفه، فـَ علمتُ حينها أن الوطن أعمقَ و أكثرَ من أن يكون حدوداً لأرض و بحر و سماء، الوطن لا يعرف حدّ، ولا ينتهي عند بحر أو سماء، ولا يقف عند مصطلح الدولة، الوطن أعمق من أهم دولة!
.
و في حساباتي للوطن - بأنه حدود لها نصيب من رسم الخريطة -، يكون الشعبُ هو الوطن، القادة فيه هم ممثلوا الوطن، أخطاؤهم باسم الوطن و لأجله، و بين انقساماتهم و مفاوضاتهم، يتلاشى الوطن، مما يجعل تعريفه على أساس الشعب ظالماً جدآ، فنحن أقل من أن نستحق وطنآ نهديه مفاوضات و انقسام، لذا اقتَدتُ أنه لا بد أن للوطن معنىً أعمق و أكبر، معنىً يستحق!.
.
لكنني استَدللتُ على مرادفٍ يشمل كلَّ الوطن، أظنه الحنيّة، الوطن حيثُ تسعَد، حيث تكون آمناً راضياً، معطاءاً له بإخلاص لا ينتظر المقابل، لعلِمك أن المقابل وصلك مسبقاً بأن أواك و جعل منه وطنآ لك، فـ حضن أمك وطن، و غرفتك وطن، و كتابك وطن، و صديقك وطن، و في احتمال آخر، أرضك هي الوطن.
.
لن أتردد باتخاذ فلسطين وطناً، رغم أن معانيها أبعد ما تكون عن الأمن أو الرضا، أو الراحة، و أحياناً تكون قاسية جداً، تضيقُ بصاحبها كلما زاد حبه أكثر، لكن برغم قسوتها يظل فينا المعطائين بإخلاص عارفين مسبقاً أن أكبر مقابل حصلنا عليه أن نكون فلسطينيين.
...
فلسطين، يا وجعاً في الروح يشتدّ و يوجعنا، و برغم الوجع يسكننا، أما و الله ما بدَلتُكَ بكل الأوطان.
...
عُلا أبوالرُّب.
..
تَعَرّيتُ مؤخراً من كل تلقين مدرسيّ أذكره، و من خطابات القادة الوطنيين، و حتى من تعريفات الوطن في معاجم اللغة، سلّمتُ كل حدود الكلمة في عقلي، أغلقته و قررتُ أن أُعيدها من جديد، لكن هذه المرة، لا أريد أن أحفظها، أردت الشعور بها...
.
أغمضت عيني مُسَلِّماً كلَّ رؤيةٍ تجعل هذه الأرض وطن، تناسيتُ صوته و رائحتهُ التي لم تجِد إلا اختراقي، و أَخَذَتني لِتجعل من كل الكوكب وطناً بمفهومه الذي لا أعرفه، فـَ علمتُ حينها أن الوطن أعمقَ و أكثرَ من أن يكون حدوداً لأرض و بحر و سماء، الوطن لا يعرف حدّ، ولا ينتهي عند بحر أو سماء، ولا يقف عند مصطلح الدولة، الوطن أعمق من أهم دولة!
.
و في حساباتي للوطن - بأنه حدود لها نصيب من رسم الخريطة -، يكون الشعبُ هو الوطن، القادة فيه هم ممثلوا الوطن، أخطاؤهم باسم الوطن و لأجله، و بين انقساماتهم و مفاوضاتهم، يتلاشى الوطن، مما يجعل تعريفه على أساس الشعب ظالماً جدآ، فنحن أقل من أن نستحق وطنآ نهديه مفاوضات و انقسام، لذا اقتَدتُ أنه لا بد أن للوطن معنىً أعمق و أكبر، معنىً يستحق!.
.
لكنني استَدللتُ على مرادفٍ يشمل كلَّ الوطن، أظنه الحنيّة، الوطن حيثُ تسعَد، حيث تكون آمناً راضياً، معطاءاً له بإخلاص لا ينتظر المقابل، لعلِمك أن المقابل وصلك مسبقاً بأن أواك و جعل منه وطنآ لك، فـ حضن أمك وطن، و غرفتك وطن، و كتابك وطن، و صديقك وطن، و في احتمال آخر، أرضك هي الوطن.
.
لن أتردد باتخاذ فلسطين وطناً، رغم أن معانيها أبعد ما تكون عن الأمن أو الرضا، أو الراحة، و أحياناً تكون قاسية جداً، تضيقُ بصاحبها كلما زاد حبه أكثر، لكن برغم قسوتها يظل فينا المعطائين بإخلاص عارفين مسبقاً أن أكبر مقابل حصلنا عليه أن نكون فلسطينيين.
...
فلسطين، يا وجعاً في الروح يشتدّ و يوجعنا، و برغم الوجع يسكننا، أما و الله ما بدَلتُكَ بكل الأوطان.
...
عُلا أبوالرُّب.