الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مقص الزمن الزائل بقلم:سميحة خليف

تاريخ النشر : 2015-01-25
مقص الزمن الزائل بقلم:سميحة خليف
مقص الزمن الزائل

تربعت على عرش الورق وبدأت أنثر حكاياتي في زمن الحرب ... هناك حيث القصف والرعب تتوج الحب ... وزفت أوراقي البيضاء لنسيجها الأزرق ... كانت أيام مروِعة تجمع الإبتسامة والحزن ... وأملُ بصيص، تفائل أننا سنعيش رغم كل شيء
دامِ ... ستنزل الدمعة وترافقها إبتسامة حياة ...


سأتحدث اليكم يا صغار أولادي ... إقتربوا حول المدفأة فالبرد قارس ... اهٍ عند غروب ذاك اليوم ... تناولت الأخبار عنوان الحرب ... المذياع يصيح في كل زاوية... حديثٌ حول حرب ... بدأ الخوف يحتل المكان ... كانت ليلة غير إعتيادية ...
فبزغ الفجر بشمسه الخجلة ... طُرقت نافذتي فذهبت مسرعة لأعرف من الطارق ...كان هو بهندامه الجميل بيتسم وعيناه تنظرني ... فابتسمت خجلاً واختبئت تحت النافذة موردةُ الوجنتين ... وبدأ نداء أمي كالعادة لأعاونها في تحضير الفطور
... ساعات وعمت الفوضى داخل الحيّ ... طائراتٌ تسير برفة عين وتختفي ... أناسٌ خرجت من بيوتها تنظر السماء الموشحة ... وزقزقة بكاء الأطفال عمت المكان ...نظرٌ بإستغراب في الوجوه ... وفجأة ... أغلقت الدكاكين ... وسربُ الناس اختفى
من وسط الحيّ ... وأنا أنتظر عودةَ الحبيب ... وما هي إلا لحظات ... فكان في سربة شباب الحيّ عائد ... فاطمئن قلبي وأغلقت نافذتي ... بدأ سواد الليل الحالك الذي تنيره بعض ثغرات النور الأصفر،الذي تخلله رائحة أخبار الحرب لما
مضى من يوم طويل ... توالت الأيام وما كان للحرب خلاص ... فتلتها الأشهر فكان نصيب البلاد يزدادُ سوءً ... إلا هو زادني حباً ... كعادته يبتسم لي كل صباح وأنا أهرب خجلاً ... وأنتظرهُ ليلاً فيطمئن قلبي ...


ذات ليلة كانت الأصوات في الحيّ غير طبيعية ... نهضت من فراشي ... ونظرت من فوهة النافذة على الشارع ... كان مجموعٌ كبير من الشبانِ مسلحين ... لم أميز احداً في لحظتها فالنور هافت ... لكن أتى احدهم ووقف بجانب النافذة فابتعدت
وسقطت على الأرض رعباً ... وأدخل ورقة من فوهة النافذة المفتوحة وذهب ... لم أستطع النهوض عن الأرض إلا بعد فترة وجيزة ... فذهبت وألتقطت الورقة ... وبدأت أفتح بها وقلبي ينبض بسرعة زائدة ... وتفاجئت عند قرائتها ان الرسالة منه
"سُليمان" ...


بسم الله الرحمن الرحيم

تحية لكِ من قلبي

 أعشق النظر إليك كل صباح، لكن أنا اليوم ذاهب،لن أرى جمال وجنتيك بعد اليوم، إلا اذا رجعت سالماً من الحرب،فادعي لي خيراً.
أعترف لك اليوم أني أحبك، لكن حبي لوطني أكبر وأعظم، فدمتي سالمة يا من أحب.

سليمان


فعندها عرفت الحكاية ... فابتسم ثغري لأنه يحبني كما توقعت ... وأغدقت عينايّ دمعاً لفراقه ... لكنني كنت على أمل عودته ... وكل صباح أنهض وأفتح النافذة وابتسم للسماء لعلها كانت ترسل حبي وأمنياتي له ... كانت تلك الورقة أول رسالة
حبٍ أتلقاها ... مرت شهور الشتاء، ولم اعثر على خبرٍ منه ... كنت أذهب عمداً إلى بيت جيراني لعلني أسمع بعض الأخبار من أهله ... لكن بلا جدوى ... طل الربيع الأخضر وكان يحمل نسمات الخير معه ... رجع أحد شبان الحيّ "محمود" وكان
محملاً بأخبار كثيرة ... وبعد يومان فاحت الأخبار عن بقية الشباب ... فكان لنصيبه جانبا من الأخبار ... فسمعتها بلهفة كبيرة وابتسمت ... لكن الأهم أتى ابن الحيّ "محمود" وأوقفني جانبا على رصيف الطريق وقال ... لك مكتوبٍ معي ...
فاحمر وجهي وأخذته وأحسن هرباً إلى البيت ... وفتحتها وقرأت ...

بسم الله الرحمن الرحيم

سلام عليك يا من أحبه قلبي، تحية طيبة
إشتقتُ لك كثيراً، فمن بين نيران الحرب احن لرؤياكِ ، وأشتقت للوقوف بوسط الحيّ لأنظر إليكِ ،أتمنى أن تكوني بخير وبصحة وعافية، أحببت أن أطمنئك أنا بخير وصحتي جيدة ، فالحرب ستنتهي قريباً،وأعود.
انتظريني قريباً ، دمتي سالمة حبيبتي .

سليمان


سيطر عليّ شعور السعادة ... وبدأت أغني فرحاً وأرقص ... قريباً سأرى سُليمان ... أخيراً سُليمان سيعود ... زال الربيع وهلّ الصيف ... وما مضى منه بضعة أيام ... إلا وحمل المذياع أخباراً تسر السامعين ... إنتهت الحرب وحسمت ...
بدأت كل يوم ارتقب مداخل الحيّ ... وأجلس على نافذتي معظم الوقت وأنتظر ...وفي يومٍ شديد الحرّ وقفت مجموعة شباب على المدخل ... تجمدت حركة أهل الحي وينظرون ... وبعدها تعالت أصوات الزغاريد المكان ... ونثرت حبات الحلكوم على
الناظرين والمهنئين ... وعندما وصلوا وسط الحيّ ... رأيته، وكان ينظرُ اليّ مبتسماً ... فاتخبأت خجلاً ...

مضى أسبوعاً على عودته ... وهو كعادته السابقة يبتسم لي وأهرب خجلا ... وفي ليلة ... سمعت أمي تقول لأبي إن جيراننا دار أبو سُليمان سيأتون عندننا يسهرون... فأتم ... وبعدها أكملت الحكاية بزفافٍ جدتكم ...أرأيتم يا أحفادي ... إلتحمت حكايتي به ... كتمثال على ما مرّ من وقت ...فقصصت لكم حكاية قصها الحب بمقص الزمن الزائل ...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف