الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قتلها حلمها بقلم بسام فاضل

تاريخ النشر : 2015-01-24
بسم الله الرحمن الرحيم
قتلها حلمها
حين عجلت بخطواتها الحثيثة قاصدة  الباب كانت العائلة ترمقها بنظرات العطف والحنين متلهفين لهذا الغصن الأخضر الذي يتألق كل يوم في سلب إعجاب المقربين وفي مقدمتهم الأب المثالي وألام الشغوفة بالابنة التي ترى فيها عصارة تربيتها وأملها في أن تغدوا متحررة متطلعة ,تنال كل مبتغاها ,كانت كل صلاة تبتهل إلى الله أن يضمد الم السنيين ويعمر قلبها والزوج المتفاني في حب أولاده, وتدعوه أن يحقق حلم هذه الفتاه التي ما أن تحدق في عينها حتى ترى تلك ألنظره ألقاطعه والحدس البريء الذي يريد أن يلتهم الزمن التهاما, ويسابقه وكأنه متحديا يسأله عــــن إعجازه ويمتطي صهوة جواد مبارزا منعطفاته وعثراته .
انه الحلم الأمل الذي يوهب العقل فـــي مواجهه أعاصير وتقلبات الحياة يصارع الفقر فيسيران متوازيين دون أن يقترب احدهما من الأخر فلا يسلبها بريق تضل توزعه طوال يومها وابتسامة لا تفارق مـــحياها ولا يستطيع أن ينتزع منها لبها فيركمه فيحرمها من ذاك التفقه المتواصل والفضول المندفع وكما أنها لم تقتله وتهزمه شر هزيمة إلا أن حلمها سوف ترى فيه تلك الهزيمة النكراء للفقر التي تجمع مابين القفز فوقه والتغلب عليه وتحقق طمأنينة داخلها تمضي معها إلى غاية تلجم الجشع المفروض على بسطاء وعامة الناس وفي داخلها يشع ضوء ترجو منه أن يحقق سعادة للكل ويخفف ألآم وان كانت  أنية من حين إلى حين .
وقد اقترنت بمجال أحبته لما رأت عبوس ارق تعابير وقسمات الوجوه التي مرت بها صغيرة ورأت كيف كانت شطحات البراءة وخفة الأعــــضاء والضحكات تملا صدورهم وقرأت النشرات ألدوريه والمعاناة التي تخلفها أمراض تعصت رغم قدمها وأمراض تفشت بمحض إرادتها وأحالت أجساد المواطنين إلى سلعة للمتاجرة والتدرب .
وكم غزى سوس ابيض الدقيق لأنه وجد فيه لذة ميزته عن غيره كانت هذه إجابة والدها عندما لاحقته بالسؤال وكانت كافيه لأجل أن تفك طــــلاسم ورموز تداخلت في ذهنها وتستقرى عن وجهة ألمها وجهه الخلاص منها والوجهة التي تخطوها وتصوب هدفها قبالتها .
كان سيرها رصين اتزانه ,الكل يحسد ذلك القوام والطله البديعة ,ولمح كم هي خطوات تقطعها والمسافة التي تدخر نقودها لإشباع نهمها فـي الكتب والمجلات تختزل قيمتها من مصروفها ,زادها إعجاب وتقدير زملائها ومعلميها وتألقت جمال وتجمل ذكاء وسرعة بديهيه .
اليوم شمسه كانت ساطعة وليله كان ثقيل بحمل الواجب المفروض عليهــا من رئيس قسمها ومدبر الفصل وأضافت عليه مرجع  رأت ضرورة أن يكتمل قبل مضي ليلتها ,كان الإعياء المزمن أذعنها كي تستجيب ليد مدت أليها من سيارة جديدة الطراز توقفت جانبها ,صديقتها وزميلتها ,كـــــان السائق يقود السيارة وكانت تجلس في المقعد الخلفي ,حيتها إلا أنها تعنتت وقبلت بالأمر بعد ترجل الفتاه من السيارة ودفعتها مؤنبه لها .
عندما تنهض تودي وقفتها  في أداء واجبها على اللوح المسمر في جدار الفصل يتسمر الجميع لسماع صوتها وانتقاء الكلمات المؤثرة تتمازج مع نغمة جميله تحليها ,لكنه مدنيه قرويه في آن واحد  وتتعلق نظراتهم متابعه كل حركه تصدر منها.
ما أن تتم واجبها ويحدق معلمها في طلتها يغدق عليها بالثناء والشكر وحسن معالجه ما طلب منها ثم ما أن ينصرف حتى يهجم عليها زملائها مستفسرين وطالبين الكشكول خاصتها لإكمال كتابه الفروض المتراكمة عليهم .
كانت عادتها هذه تطمع الكل فيها وتزيل الموانع والكلفة وبالأخص مـــــع زميلتها التي أفردت لها باب سيارتها الجميلة مـــع سائق يتكفل بتدبر أمــر ذهابها وإيابها  وعرضت عليها أن تأخذها معها إلى حيث مــن الممــكن أن يتدبرا أمر دراستهم وحيث تتوفر المراجع والكتب التي تكثر,كانت ممانعتها قوية إلا أنها دفعتها دفعا , أغرت الكتب وعناوينها لب غيدا وحجب عنــها التفكير في الخوف والحذر من المجهول في زمن يكره أن يصدر العلم من فتاه تتفوق على أقرانها الذكور وتفوق قدرات معلميها .
رسالة من المشرف التدريسي إلى أسرتها يخبرهم بضرورة الحضور فورا إلى المستشفى الملحق بالكلية ,دارت هواجس بذهن الأسرة عن ثمة حادث وقع لابنتهم أو أن إغماء فاجئها نتيجة للإرهاق والسهر الجارف الذي تبذله في دراستها وعدم اكتراثها بالتغذية طوال ليلتها التي أمضتها في المستشفى الجامعي التطبيقي للمراحل ألنهائيه  ,وصل الجميع لم يكن هناك غير رجل واحد يقف  ببالطوا صحي ويضع كمامة وقفازين وقبعة بيضاء يلوح لهم بمتابعة السير كانت روية لافته مكتوب عليها المشرحة  كافيه لان  يذهل الأب وتشعر الأم أن دوار يفجر رأسها , يفتح المرافق غرفة مـــــوحشة قشعريرة تفاجئ الأبوان بمجرد عبور عتبة الباب ,وسط ألغرفه طاوله يتمدد عليها جسد مغطى بخرقه بيضاء يتقدم يرفع الغطاء ,غيدا دون روح  في هيئتها ونضوج ملامـــــــحها وقد تجزأت إلى أشلاء ..أشلاء
بسام فاضل 15-1-2015م
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف