د. نزار الحرباوي - من فلسطين إلى الفضاء العالمي
أجرى الحوار :علاء المحمدي
تنتابك مشاعر متعددة وأنت في حضرة هذا الإنسان المبتسم ، تخاطبه وتراسله فيرد عليك برغم انشغالاته كأنه متفرغ لك ، ويتعامل معك بتقدير واحترام كما لو كنت تعرفه أبد الدهر ، وإن سألته عن نفسه أوجز ، وإن قرأت سيرته الذاتية عرفت حجم النجاح العالمي الذي حققه في مسيرته المهنية والفنية والأدبية .
الأديب والشاعر والإعلامي والأكاديمي الفلسطيني الكبير د. نزار نبيل أبو منشار الحرباوي ، من مواليد مدينة الخليل الفلسطينية ، ولد لأسرة فلسطينية تعلم فيها حب وطنه والحفاظ على العادات والتقاليد والأخلاق الحميدة ، بدأ بكتاباته الأدبية من سن مبكرة ، ولمع نجمه متحدثاً في العديد من منابر الحديث العام والخاص فيها .
تميز دراسي ينمّ عن مستقبل مشرق
درس الحرباوي في مدارس المدينة في المرحلة الأساسية والثانوية ، والتحق بجامعة الخليل لينهي مرحلة دراسة البكالوريوس فيها، وليبدأ بعدها في دراسة الماجستير في معهد القضاء العالي في رام الله ملتحقاً بمجال القضاء في جامعة الخليل ، لينهي مرحلة الدراسة فيها بالامتياز ، وهو ما دفعه للانتقال للسودان لينال فيها درجة الدكتوراة في مجال الإعلام من جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ، ودرجة الدكتوراة الثانية في العلوم السياسية من جامعة أم درمان في الخرطوم بامتيازه المعتاد .
وفي غضون دراساته وأبحاثه قدم الحرباوي العديد من الدراسات والبحوث والنشرات العلمية التي انتشرت في العديد من المجلات العلمية العربية والغربية ، لتشكل بمجموعها صورة عن حجم الجهد المبذول في مجال البحث والدراسة في المجالات التي تخصص بها .
في رحاب عالمه الأكاديمي
قام الدكتور نزار الحرباوي بالتدريس أكاديمياً في العديد من الجامعات الفلسطينية والعربية والتركية ، فقد بدأ رحلته في جامعته التي تخرج منها " جامعة الخليل " كما قدم محاضراته في جامعة القدس المفتوحة – فرع الخليل ، وعمل كأكاديمي في جامعة إفريقيا العالمية في الخرطوم ، إضافة إلى مشاركاته الأكاديمية في العديد من المراكز البحثية ومراكز التخطيط الاستراتيي في العديد من المؤسسات الأكاديمية العربية .
وبعد وصوله لتركيا ، بدأ حياته الأكاديمية فيها في مجال التدريس في العديد من جامعاتها الخاصة ، فقد عمل أستاذاً للغة البحث العلمي في جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية الخاصة في اسطنبول ، وعمل أستاذاً في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها لطلبة جامعة أوزيين التركية الخاصة في اسطنبول .
يقول الحرباوي : " أنا أرى نفسي في الحياة الأكاديمية ، عندما أدخل على الباحثين وطلبة العلم من مرحلة البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراة ، أشعر بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقي في إبلاغهم صيغ العلم النافع ، وبرغم انشغالي اليومي ، إلا أني أسعى للحفاظ على الرابط مع الواقع الأكاديمي بشكل مستمر دون الانقطاع عن المجالات الأخرى ، هي فرصة مميزة لتتواصل مع علماء المستقبل وتصوغ توجهاتهم وقيمهم المعرفية " .
مسيرة مميزة في المجال الإعلامي
" أنا أهوى الإعلام ، هو ساحة العمل التفاعلي الأبرز تأثيراً في الآخرين ، وهو باب الوعي الذي لا بد أن نطرقه بهمة وباحترافية عالية ، وهو تحدٍ يسعدني أن أدخل فيه بكل قوة "، هكذا يصف الحرباوي واقع الإعلام الذي يستنزف جزءاً كبيراً من وقته عملاً وتأليفاً .
وعند سؤالي له عن برنامجه اليومي الألوان السبعة الذي أنهى فيه أكثر من ألف حلقة على شاشة القناة الفضائية التركية رد الحرباوي بقوله : " الألوان السبعة هو مرحلة مهمة في صناعة الحضور الإعلامي ، قضيت فيه أكثر من خمس سنوات متواصلة ،عبر أكثر من الف ساعة بث مباشر، ألتقي بجمهوري العزيز بشكل يومي ، وأتبادل معهم الموضوعات التي تهمهم، ونعرض لهم بشكل يومي أكثر من عشر تقارير وموضوعات مختلفة ومنوعة ، نطرح من خلالها نظرة شمولية على جوانب التميز في العالم ونثري الثقافة العامة لدى الجمهور ما وسعنا الجهد لذلك " .
هذا وقد قدم الدكتور نزار الحرباوي العديد من البرامج التلفزية والإذاعية ، كبرامج الإفطار والسحور في شهر رمضان المبارك على شاشة القناة التركية ، إضافة إلى العديد من البرامج الأخرى على القنوات والإذاعات في السودان وتونس ومصر ونحوها .
مرحلة الاستشارة الدولية
" لقد بدأت حياتي في مجال التدريب والتنمية البشرية منذ أكثر من اثنا عشر عاماً ، وهو ما فتح الأبواب أمام تواصل فعال في العديد من المجالات مع العديد من المؤسسات الرسمية والحكومية وغير الحكومية في بقاع واسعة من العالم العربي ، فأنا حالياً – بفضل الله - مدرب دولي معتمد في العديد من المجالات الإعلامية والمؤسساتية والإدارية ، وممثل للعديد من المؤسسات في جغرافيا واسعة من العالم العربي وتركيا " .
وبعد سلسلة نجاحاته في عالم التنمية والاستشارات وصناعة العقل ، إضافة إلى كتبه وأبحاثه ودراساته ، تم ترشيحه في عام 2014 ليكون المستشار الإعلامي لشبكة تنمية الشرق الأوسط (MDN ) وعضواً في فريق الخبراء الرسمي فيها ، وهي شبكة دولية عالمية لها العديد من الفروع في أوروبا وآسيا وإفريقيا .
يقول الحرباوي : " كانت سعادتي غامرة لدى اختياري عضواً في مجموعة الخبراء الدولية في شبكة تنمية الشرق الأوسط (MDN ) ، فهذا مجال رغبت فيه ، وأرى أنه بوابة كبرى للتنمية والنهضة الفعلية على المستوى الدولي ، لا سيما وأن الخبراء في هذه الشبكة هم من المستويات العالمية الأولى في مجالاتهم التخصصية " .
في واحات الأدب والعلم
نشر الدكتور نزار الحرباوي العديد من النشريات والكتب والأبحاث في حياته العامرة بالعطاء في دول متعددة ، وكانت أشعاره وقصصه الأدبية مصدر إلهام للكثير من الناس ، كما أبدع في نشر الأبحاث العلمية في مجالات متعددة في هولندا وتركيا والسودان وسوريا والسعودية وغيرها ، حتى استطاع أن يوجد مكتبته المعرفية والأدبية الخاصة التي تتناول نظرته للحياة في السياسة والفكر والأدب والمرأة والطفل .
وعندما توجهت له بالسؤال عن سبب توجهه للكتابة ومدى اقتناعه بجدواها في زمننا المعاصر قال : " نحن أمة إقرأ ، أمة العلم والبحث والدراسة ، حتى وإن كان الواقع لا يرضينا إلا أن بشريات الأمل والخير لم ولن تنقطع ، فهناك من يعشق القراءة ، وهناك من يحب أن يتابع المقالات والنشريات الهادفة ، وهذا الجمهور يعوّل عليه في مستقبل الأجيال بما يمتلكه من حرص على الفهم والوعي والارتقاء ، نحن نكتب لمن يحب أن يقرأ ، ونكتب لأن الكتابة تنعكس أمنا وأماناً على واقعنا الذاتي ونفسياتنا المتعطشة للإمساك بالقلم والورقة "
تحية خاصة
وفي ختام حواري الشيق مع الإعلامي الفلسطيني الكبير ، طلبت منه رسالة للقراء والمتابعين ، فوجه لهم هذه الكلمات : " تحيتي لأمي وأبي ، ولكل أم وأب ، تحيتي لمن يستحق التحية من الشرفاء والأحرار الذين لا يقبلون بتأجير عقولهم وأدمغتهم لغيرهم ، لمن هو مشبع بالأمل ، مغرق في التفاؤل ، لأنهم هم الذين يحملون مشعل القدرة على التغيير ، فكل التحية لهم كباراً أسعد بتقييمهم وتقويمهم لي على الدوام ، وأتشرف بهم كراماً سادة من عرفت منهم ومن لم أعرف " .
أجرى الحوار :علاء المحمدي
تنتابك مشاعر متعددة وأنت في حضرة هذا الإنسان المبتسم ، تخاطبه وتراسله فيرد عليك برغم انشغالاته كأنه متفرغ لك ، ويتعامل معك بتقدير واحترام كما لو كنت تعرفه أبد الدهر ، وإن سألته عن نفسه أوجز ، وإن قرأت سيرته الذاتية عرفت حجم النجاح العالمي الذي حققه في مسيرته المهنية والفنية والأدبية .
الأديب والشاعر والإعلامي والأكاديمي الفلسطيني الكبير د. نزار نبيل أبو منشار الحرباوي ، من مواليد مدينة الخليل الفلسطينية ، ولد لأسرة فلسطينية تعلم فيها حب وطنه والحفاظ على العادات والتقاليد والأخلاق الحميدة ، بدأ بكتاباته الأدبية من سن مبكرة ، ولمع نجمه متحدثاً في العديد من منابر الحديث العام والخاص فيها .
تميز دراسي ينمّ عن مستقبل مشرق
درس الحرباوي في مدارس المدينة في المرحلة الأساسية والثانوية ، والتحق بجامعة الخليل لينهي مرحلة دراسة البكالوريوس فيها، وليبدأ بعدها في دراسة الماجستير في معهد القضاء العالي في رام الله ملتحقاً بمجال القضاء في جامعة الخليل ، لينهي مرحلة الدراسة فيها بالامتياز ، وهو ما دفعه للانتقال للسودان لينال فيها درجة الدكتوراة في مجال الإعلام من جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ، ودرجة الدكتوراة الثانية في العلوم السياسية من جامعة أم درمان في الخرطوم بامتيازه المعتاد .
وفي غضون دراساته وأبحاثه قدم الحرباوي العديد من الدراسات والبحوث والنشرات العلمية التي انتشرت في العديد من المجلات العلمية العربية والغربية ، لتشكل بمجموعها صورة عن حجم الجهد المبذول في مجال البحث والدراسة في المجالات التي تخصص بها .
في رحاب عالمه الأكاديمي
قام الدكتور نزار الحرباوي بالتدريس أكاديمياً في العديد من الجامعات الفلسطينية والعربية والتركية ، فقد بدأ رحلته في جامعته التي تخرج منها " جامعة الخليل " كما قدم محاضراته في جامعة القدس المفتوحة – فرع الخليل ، وعمل كأكاديمي في جامعة إفريقيا العالمية في الخرطوم ، إضافة إلى مشاركاته الأكاديمية في العديد من المراكز البحثية ومراكز التخطيط الاستراتيي في العديد من المؤسسات الأكاديمية العربية .
وبعد وصوله لتركيا ، بدأ حياته الأكاديمية فيها في مجال التدريس في العديد من جامعاتها الخاصة ، فقد عمل أستاذاً للغة البحث العلمي في جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية الخاصة في اسطنبول ، وعمل أستاذاً في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها لطلبة جامعة أوزيين التركية الخاصة في اسطنبول .
يقول الحرباوي : " أنا أرى نفسي في الحياة الأكاديمية ، عندما أدخل على الباحثين وطلبة العلم من مرحلة البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراة ، أشعر بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقي في إبلاغهم صيغ العلم النافع ، وبرغم انشغالي اليومي ، إلا أني أسعى للحفاظ على الرابط مع الواقع الأكاديمي بشكل مستمر دون الانقطاع عن المجالات الأخرى ، هي فرصة مميزة لتتواصل مع علماء المستقبل وتصوغ توجهاتهم وقيمهم المعرفية " .
مسيرة مميزة في المجال الإعلامي
" أنا أهوى الإعلام ، هو ساحة العمل التفاعلي الأبرز تأثيراً في الآخرين ، وهو باب الوعي الذي لا بد أن نطرقه بهمة وباحترافية عالية ، وهو تحدٍ يسعدني أن أدخل فيه بكل قوة "، هكذا يصف الحرباوي واقع الإعلام الذي يستنزف جزءاً كبيراً من وقته عملاً وتأليفاً .
وعند سؤالي له عن برنامجه اليومي الألوان السبعة الذي أنهى فيه أكثر من ألف حلقة على شاشة القناة الفضائية التركية رد الحرباوي بقوله : " الألوان السبعة هو مرحلة مهمة في صناعة الحضور الإعلامي ، قضيت فيه أكثر من خمس سنوات متواصلة ،عبر أكثر من الف ساعة بث مباشر، ألتقي بجمهوري العزيز بشكل يومي ، وأتبادل معهم الموضوعات التي تهمهم، ونعرض لهم بشكل يومي أكثر من عشر تقارير وموضوعات مختلفة ومنوعة ، نطرح من خلالها نظرة شمولية على جوانب التميز في العالم ونثري الثقافة العامة لدى الجمهور ما وسعنا الجهد لذلك " .
هذا وقد قدم الدكتور نزار الحرباوي العديد من البرامج التلفزية والإذاعية ، كبرامج الإفطار والسحور في شهر رمضان المبارك على شاشة القناة التركية ، إضافة إلى العديد من البرامج الأخرى على القنوات والإذاعات في السودان وتونس ومصر ونحوها .
مرحلة الاستشارة الدولية
" لقد بدأت حياتي في مجال التدريب والتنمية البشرية منذ أكثر من اثنا عشر عاماً ، وهو ما فتح الأبواب أمام تواصل فعال في العديد من المجالات مع العديد من المؤسسات الرسمية والحكومية وغير الحكومية في بقاع واسعة من العالم العربي ، فأنا حالياً – بفضل الله - مدرب دولي معتمد في العديد من المجالات الإعلامية والمؤسساتية والإدارية ، وممثل للعديد من المؤسسات في جغرافيا واسعة من العالم العربي وتركيا " .
وبعد سلسلة نجاحاته في عالم التنمية والاستشارات وصناعة العقل ، إضافة إلى كتبه وأبحاثه ودراساته ، تم ترشيحه في عام 2014 ليكون المستشار الإعلامي لشبكة تنمية الشرق الأوسط (MDN ) وعضواً في فريق الخبراء الرسمي فيها ، وهي شبكة دولية عالمية لها العديد من الفروع في أوروبا وآسيا وإفريقيا .
يقول الحرباوي : " كانت سعادتي غامرة لدى اختياري عضواً في مجموعة الخبراء الدولية في شبكة تنمية الشرق الأوسط (MDN ) ، فهذا مجال رغبت فيه ، وأرى أنه بوابة كبرى للتنمية والنهضة الفعلية على المستوى الدولي ، لا سيما وأن الخبراء في هذه الشبكة هم من المستويات العالمية الأولى في مجالاتهم التخصصية " .
في واحات الأدب والعلم
نشر الدكتور نزار الحرباوي العديد من النشريات والكتب والأبحاث في حياته العامرة بالعطاء في دول متعددة ، وكانت أشعاره وقصصه الأدبية مصدر إلهام للكثير من الناس ، كما أبدع في نشر الأبحاث العلمية في مجالات متعددة في هولندا وتركيا والسودان وسوريا والسعودية وغيرها ، حتى استطاع أن يوجد مكتبته المعرفية والأدبية الخاصة التي تتناول نظرته للحياة في السياسة والفكر والأدب والمرأة والطفل .
وعندما توجهت له بالسؤال عن سبب توجهه للكتابة ومدى اقتناعه بجدواها في زمننا المعاصر قال : " نحن أمة إقرأ ، أمة العلم والبحث والدراسة ، حتى وإن كان الواقع لا يرضينا إلا أن بشريات الأمل والخير لم ولن تنقطع ، فهناك من يعشق القراءة ، وهناك من يحب أن يتابع المقالات والنشريات الهادفة ، وهذا الجمهور يعوّل عليه في مستقبل الأجيال بما يمتلكه من حرص على الفهم والوعي والارتقاء ، نحن نكتب لمن يحب أن يقرأ ، ونكتب لأن الكتابة تنعكس أمنا وأماناً على واقعنا الذاتي ونفسياتنا المتعطشة للإمساك بالقلم والورقة "
تحية خاصة
وفي ختام حواري الشيق مع الإعلامي الفلسطيني الكبير ، طلبت منه رسالة للقراء والمتابعين ، فوجه لهم هذه الكلمات : " تحيتي لأمي وأبي ، ولكل أم وأب ، تحيتي لمن يستحق التحية من الشرفاء والأحرار الذين لا يقبلون بتأجير عقولهم وأدمغتهم لغيرهم ، لمن هو مشبع بالأمل ، مغرق في التفاؤل ، لأنهم هم الذين يحملون مشعل القدرة على التغيير ، فكل التحية لهم كباراً أسعد بتقييمهم وتقويمهم لي على الدوام ، وأتشرف بهم كراماً سادة من عرفت منهم ومن لم أعرف " .