بقلم د.محمد عودة
بعد خمس وخمسون عام على انتصار خليج الخنازير يأتي الانتصار الكوبي بالضربة القاضية
بعد اقل من سنة ونصف على الإطاحة بالدكتاتورية الكوبية -وانتصار الشعب بقيادة الزعيم الخالد فديل كاسترو ورفاقه على جلاديه وإقامة أول نظام اشتراكي في خاصرة الامبريالية- كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد اعدت العدة عبر التدريب والتخطيط للإطاحة بكاسترو مستخدمة إمكانياتها الذاتية وبعض المرتزقة من أنصار الدكتاتور المخلوع.فقد استخدمت أراضي نيكاراغوا وغواتيمالا وساحل الولايات المتحدة من اجل إنجاز الخطة.
لقد اعد الخطة كل من رئيس الولايات المتحدة في حينه إيزنهاور ورئيس جهاز السي آي أيه في ذلك الحين ألان دلاس. كان الاثنان يدركان أن تعزيز السيادة الاشتراكية في كوبا تعد خطوة في طريق سلخ أمريكا اللاتينية عن الهيمنة الأمريكية.
بما أن الثورة كانت حديثة العهد بالحكم وإنها لم تكن قد مرنت ودربت جيشها النظامي على حرب نظامية وعليه كانت توقعات إيزنهاور أن العملية ناجحة بكل المقاييس وبناء عليه أغارت الطائرات الأمريكية على القواعد الكوبية قبل الإنزال.آلاف الرجال المدربين انزلوا في منطقة خليج الخنازير في 18/4/1960 .قامت المليشيات الشعبية بالتعامل معهم ومنعهم من التقدم إلى أن حضر الجيش الكوبي الذي أبلى بلاء حسنا في صدهم وهزيمتهم هم ومشروعهم فقتلت كوبا المئات وأسرت ما يزيد على الألف وأسقطت أكثر من قاذفة أمريكية مسجلة بذلك أول هزيمة عسكرية لأمريكا في القارة.
أما ردة الفعل الأمريكية فكانت فرض حصار خانق على كوبا ومن يتعاون معها,إضافة إلى قطع العلاقات الدبلوماسية.لا زال شعب كوبا يعاني آثار ردة الفعل تلك على الهزيمة.أما كوبا فقد صمدت وتخطت المحنة عبر بناء المؤسسة والإسهام الفعلي في تقديم الخدمات الصحية والتعليمية التي أبدعت فيها لكل دول العالم الثالث وبالأساس دول أمريكا اللاتينية انطلاقا من القيم والمبادئ والأخلاق التي تحلت بها الثورة الكوبية وهي أن إمكانيات وثروات الشعوب يجب أن تذهب للشعوب.
وكانت هذه بداية التغيير الجدي في القارة ليس معاداة لأحد وإنما بحثا عن الحرية والاستقلال لشعوب القارة.رغم كل محاولات الأمريكان إجهاض أي تغيير عبر الضغط الاقتصادي حينا والتدخل المباشر أحيانا و محاولات الاغتيال عشرات المرات أحيانا أخرى إلا أن الرياح اللاتينية جرت بما لا تشتهيه سفن الولايات المتحدة الأمريكية فالغالبية العظمى من دول القارة حصل فيها تحول ديمقراطي يرفض التبعية وما بيان دول مجموعة الالبا قبل أيام في كيتو والذي تضمن إصرار القارة على السيادة على مقدراتها إلا ترجمة لما ذهبت إليه في هذا المقال.
قبل يومين اضطرت الولايات المتحدة لإطلاق سراح الإبطال الكوبيين الذين احتجزوا لأكثر من ثماني سنوات في سجون أمريكا دون وجه حق. كما اضطرت لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع كوبا.فهنيئاً لكوبا نصرها الثاني وهنيئاَ لأمريكا اللاتينية هذه الهزيمة الامبريالية.
لكن اعتقد أن أمريكا ستبقى تبحث عن سبيل لإعادة الهيمنة على القارة ربما بوسائل جديدة.وعليه لا بد من اليقظة الدائمة.
بعد خمس وخمسون عام على انتصار خليج الخنازير يأتي الانتصار الكوبي بالضربة القاضية
بعد اقل من سنة ونصف على الإطاحة بالدكتاتورية الكوبية -وانتصار الشعب بقيادة الزعيم الخالد فديل كاسترو ورفاقه على جلاديه وإقامة أول نظام اشتراكي في خاصرة الامبريالية- كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد اعدت العدة عبر التدريب والتخطيط للإطاحة بكاسترو مستخدمة إمكانياتها الذاتية وبعض المرتزقة من أنصار الدكتاتور المخلوع.فقد استخدمت أراضي نيكاراغوا وغواتيمالا وساحل الولايات المتحدة من اجل إنجاز الخطة.
لقد اعد الخطة كل من رئيس الولايات المتحدة في حينه إيزنهاور ورئيس جهاز السي آي أيه في ذلك الحين ألان دلاس. كان الاثنان يدركان أن تعزيز السيادة الاشتراكية في كوبا تعد خطوة في طريق سلخ أمريكا اللاتينية عن الهيمنة الأمريكية.
بما أن الثورة كانت حديثة العهد بالحكم وإنها لم تكن قد مرنت ودربت جيشها النظامي على حرب نظامية وعليه كانت توقعات إيزنهاور أن العملية ناجحة بكل المقاييس وبناء عليه أغارت الطائرات الأمريكية على القواعد الكوبية قبل الإنزال.آلاف الرجال المدربين انزلوا في منطقة خليج الخنازير في 18/4/1960 .قامت المليشيات الشعبية بالتعامل معهم ومنعهم من التقدم إلى أن حضر الجيش الكوبي الذي أبلى بلاء حسنا في صدهم وهزيمتهم هم ومشروعهم فقتلت كوبا المئات وأسرت ما يزيد على الألف وأسقطت أكثر من قاذفة أمريكية مسجلة بذلك أول هزيمة عسكرية لأمريكا في القارة.
أما ردة الفعل الأمريكية فكانت فرض حصار خانق على كوبا ومن يتعاون معها,إضافة إلى قطع العلاقات الدبلوماسية.لا زال شعب كوبا يعاني آثار ردة الفعل تلك على الهزيمة.أما كوبا فقد صمدت وتخطت المحنة عبر بناء المؤسسة والإسهام الفعلي في تقديم الخدمات الصحية والتعليمية التي أبدعت فيها لكل دول العالم الثالث وبالأساس دول أمريكا اللاتينية انطلاقا من القيم والمبادئ والأخلاق التي تحلت بها الثورة الكوبية وهي أن إمكانيات وثروات الشعوب يجب أن تذهب للشعوب.
وكانت هذه بداية التغيير الجدي في القارة ليس معاداة لأحد وإنما بحثا عن الحرية والاستقلال لشعوب القارة.رغم كل محاولات الأمريكان إجهاض أي تغيير عبر الضغط الاقتصادي حينا والتدخل المباشر أحيانا و محاولات الاغتيال عشرات المرات أحيانا أخرى إلا أن الرياح اللاتينية جرت بما لا تشتهيه سفن الولايات المتحدة الأمريكية فالغالبية العظمى من دول القارة حصل فيها تحول ديمقراطي يرفض التبعية وما بيان دول مجموعة الالبا قبل أيام في كيتو والذي تضمن إصرار القارة على السيادة على مقدراتها إلا ترجمة لما ذهبت إليه في هذا المقال.
قبل يومين اضطرت الولايات المتحدة لإطلاق سراح الإبطال الكوبيين الذين احتجزوا لأكثر من ثماني سنوات في سجون أمريكا دون وجه حق. كما اضطرت لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع كوبا.فهنيئاً لكوبا نصرها الثاني وهنيئاَ لأمريكا اللاتينية هذه الهزيمة الامبريالية.
لكن اعتقد أن أمريكا ستبقى تبحث عن سبيل لإعادة الهيمنة على القارة ربما بوسائل جديدة.وعليه لا بد من اليقظة الدائمة.