كلام في حقوق الإنسان -2
حق التعبير وإبداء الرأي
سلطان الخضور
كنا قد أشرنا في مقال سابق تحت نفس العنوان إلى أهمية الآيمان بحقوق الإنسان كقيمة مجتمعية يمكن البناء عليها للوصول إلى مواطنة صالحة ترتكز على قاعدة المطالبة بالحقوق وأداء الواجبات,وضرورة تكييف مجموعة النظم الضابطة لسلوكيات المجتمع بما يتماشى مع هذه المباديء ويجعلها منتجة .
وأشرنا كذلك أن لا تعارض بين هذه المباديء في المجمل وبين النظم السائدة في المجتمعات المحافظة,فإننا نؤكد على ضرورة تطبيق هذه المباديء ,وأن التطبيق الخاطيء لها من قبل البعض لا ينتقص
من قيمتها, في الوقت الذي لا يجوز إستغلال هذه الحقوق والمباديء للخروج على القانون.لأننا نفترض عدم وجود تعارض بين القوانين المحلية وهذه المباديء
وقد جاء الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة في العاشر كانون أول عام 1948 والذي وافقت عليه في ذلك الحين ثمان وأربعون دولة في حين امتنعت ثمان دول عن التصويت ولم تصوت ضده أي من الدول الأعضاء ,نقول جاء هذا الإعلان كوثيقة عالمية تكفل كرامة الإنسان وتضمن حريته بالتعبير عن الرأي وقد جاءت المادة 19 من هذا الإعلان لتكفل حرية إبداء الرأي والتعبير حيث كان النص كما يلي :- (لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير ,ويشمل هذا الحق حرية أعتناق الآراء دون أي تدخل ,واستقاء المعلومات والأفكار, وتلقيها, وإذاعتها بأية وسيلة كانت, دون تقيد بالحدود الجغرافية .) ويكون التعبير كما فسره علماء القانون كتابة أو شفاهة أو عن طريق الرسم ..الخ
أرتأينا تناول هذه المادة لعدة أسباب :أولها للتأكيد على أهمية إتاحة المجال لكل فرد للتعبير عن رأيه بحريه ودون خوف أو إكراه ,حيث لا يمكن أن يكون الفرد آيجابيا في مجتمعه دون أن تتاح له حرية التعبيرعن الرأي وللتأكيد على أن الكبت وكتم الأنفاس فيه قتل للإبداع مما يضعف التقدم على المستوى الفردي والجماعي والشعبي والرسمي.أما السبب الثاني فهو للإشارة أن كثيرا من الدول الموقعة على هذا الإعلان أبقته حبرا على ورق ولم تفعل هذه المادة من الميثاق تحديدا, مما كان عاملا رئيسا لحركة شعبية أطاحت بمقدرات البلاد وسببت لها خسائر فادحة لا يمكن تعويضها.,فحرية إبداء الرأي تشكل رافعة أساسية من الروافع التي تسهم في نهضة المجتمعات, وبالتالي تسهم في نهضة عالمية, يعيش فيها المجتمع الدولي بمحبة وأمن وأمان.أما السبب الثالث فهو للتأكيد على أن كل حق يقابله واجب وأن ما هو حق لك هو واجب على الآخر والعكس صحيح .فحرية ابداء الرأي والتعبير يجب أن تمر بالطرق المشروعة ودون التسبب بأي أذى للطرف الآخر أو لأي طرف سواء كان هذا الآخر فردا أو جماعة أو مباني أو مؤسسات .
نختم بالقول أن حرية التعبير وإبداء الرأي يتم تعلمها بشكل تراكمي وعن طريقة الممارسة الواعية فلا يمكن أن يندرج الشتم والسباب والضجيج ضمن حرية التعبير .
حق التعبير وإبداء الرأي
سلطان الخضور
كنا قد أشرنا في مقال سابق تحت نفس العنوان إلى أهمية الآيمان بحقوق الإنسان كقيمة مجتمعية يمكن البناء عليها للوصول إلى مواطنة صالحة ترتكز على قاعدة المطالبة بالحقوق وأداء الواجبات,وضرورة تكييف مجموعة النظم الضابطة لسلوكيات المجتمع بما يتماشى مع هذه المباديء ويجعلها منتجة .
وأشرنا كذلك أن لا تعارض بين هذه المباديء في المجمل وبين النظم السائدة في المجتمعات المحافظة,فإننا نؤكد على ضرورة تطبيق هذه المباديء ,وأن التطبيق الخاطيء لها من قبل البعض لا ينتقص
من قيمتها, في الوقت الذي لا يجوز إستغلال هذه الحقوق والمباديء للخروج على القانون.لأننا نفترض عدم وجود تعارض بين القوانين المحلية وهذه المباديء
وقد جاء الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة في العاشر كانون أول عام 1948 والذي وافقت عليه في ذلك الحين ثمان وأربعون دولة في حين امتنعت ثمان دول عن التصويت ولم تصوت ضده أي من الدول الأعضاء ,نقول جاء هذا الإعلان كوثيقة عالمية تكفل كرامة الإنسان وتضمن حريته بالتعبير عن الرأي وقد جاءت المادة 19 من هذا الإعلان لتكفل حرية إبداء الرأي والتعبير حيث كان النص كما يلي :- (لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير ,ويشمل هذا الحق حرية أعتناق الآراء دون أي تدخل ,واستقاء المعلومات والأفكار, وتلقيها, وإذاعتها بأية وسيلة كانت, دون تقيد بالحدود الجغرافية .) ويكون التعبير كما فسره علماء القانون كتابة أو شفاهة أو عن طريق الرسم ..الخ
أرتأينا تناول هذه المادة لعدة أسباب :أولها للتأكيد على أهمية إتاحة المجال لكل فرد للتعبير عن رأيه بحريه ودون خوف أو إكراه ,حيث لا يمكن أن يكون الفرد آيجابيا في مجتمعه دون أن تتاح له حرية التعبيرعن الرأي وللتأكيد على أن الكبت وكتم الأنفاس فيه قتل للإبداع مما يضعف التقدم على المستوى الفردي والجماعي والشعبي والرسمي.أما السبب الثاني فهو للإشارة أن كثيرا من الدول الموقعة على هذا الإعلان أبقته حبرا على ورق ولم تفعل هذه المادة من الميثاق تحديدا, مما كان عاملا رئيسا لحركة شعبية أطاحت بمقدرات البلاد وسببت لها خسائر فادحة لا يمكن تعويضها.,فحرية إبداء الرأي تشكل رافعة أساسية من الروافع التي تسهم في نهضة المجتمعات, وبالتالي تسهم في نهضة عالمية, يعيش فيها المجتمع الدولي بمحبة وأمن وأمان.أما السبب الثالث فهو للتأكيد على أن كل حق يقابله واجب وأن ما هو حق لك هو واجب على الآخر والعكس صحيح .فحرية ابداء الرأي والتعبير يجب أن تمر بالطرق المشروعة ودون التسبب بأي أذى للطرف الآخر أو لأي طرف سواء كان هذا الآخر فردا أو جماعة أو مباني أو مؤسسات .
نختم بالقول أن حرية التعبير وإبداء الرأي يتم تعلمها بشكل تراكمي وعن طريقة الممارسة الواعية فلا يمكن أن يندرج الشتم والسباب والضجيج ضمن حرية التعبير .