الأخبار
قناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاق
2024/4/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رغبةُ امرأة .. قتلتها عُزْلتها بقلم: عطا الله شاهين

تاريخ النشر : 2014-12-15
رغبةُ امرأة .. قتلتها عُزْلتها
عطا الله شاهين
في ليلةٍ ماطرةٍ تأخرتُ في المكتبةِ حينما وقعتْ عيناي على عُنوانِ روايةٍ جديدة ، لأحدِ الكُتّابِ المغمورين ، وشدّتني لقراءتها.. وعند الانتهاء من قراءةِ نصفها نظرتُ إلى ساعتي المكسورة ، فكانتْ عقاربها تشيرُ إلى الثّامنةِ مساء ، وخرجتُ من المكتبةِ كالمجنونِ كيْ ألحقَ الحافلة الأخيرة ألتي تنطلقُ صوبَ قريتي في خط سيرها المعتاد ، وحين وصلتُ محطة الحافلات لمْ أجدها ، وما هي إلا لحظات حتى بدأ المطرُ ينزلُ بغزارة ، وبحثتُ عن مكانٍ لأختبئ من غزارةِ المطر فلمْ أجدَ سوى بناية لها شُرفة مُتصدعة .. وبدت شوارع المدينة خالية من المارّة .. وصرتُ أشعلُ سيجارةً تلو الأخرى .. أنتظرُ توقفَ المطر ..
وبعد رُبع ساعة انقشعتْ الغيمةُ الماطرة.. وسرتُ بالشّارعِ أبحثُ عن تاكسي ، لكنّني اكتشفتُ بأنّ النّقود التي بحوزتي لا تكفي .. فعندها قررتُ السّير مشياً على الأقدام..
بعدة مرور ساعة من الزّمن قطعتُ فيها عدّة كيلومترات ، تجمعَ الغيمُ فوقي وبدأ المطرُ بالهطولِ ثانيةً .. فلمْ أجدَ مكاناً أحتمي به وبقيتُ أسيرُ بخطواتي المسرعة ، وتبللتْ ملابسي وأصبحتْ ثقيلة .. وبعد لحظات توقّفت بجانبي سيارة ، وأضاءت مصباحَ سقفها ، وكانتْ تجلس على عجلةِ القيادة امرأة جميلة .. وقالت اصعد السّيارة فأنتَ مبللٌ جداً .. وفي الطّريقِ كُنّا نثرثرُ عن حياتنا المحبطة وعن ما آلت إليه الأمور من تدحرجٍ في السّياسة .. وحين كُنّا على مقربةٍ من منزلها دعتني لتناول الشّاي لكنّني رفضتُ وعندها أصرّت أنْ اشربَ شايا من صُنع يديها ..
ما أروع الشّاي حينما يكون ساخناً .. وبعد الانتهاء من شُربي للشّاي .. كانتْ تُحدثني عن حياتها الحزينة .. وبدا لي بأنّها تعيشُ وحيدةً ، هكذا قالت لي حينما كنتُ معها قبل لحظات في السّيارة..
واقتربتْ منّي وأنا ارتجفُ خجلاً لأنّني لمْ أعرفها من قبل .. ولاحظتُ الشّغف على شفتيّها .. وراحت تقبّلني بهدوءٍ تام على وقعِ المطر .. وأنا حائرٌ لا أدري ماذا أفعل كُنتُ هادئاً، أبرطم في ذاتي لماذا وافقتها على المجيء ..
فهي أرادتْ بفعلتها أنْ تخمدَ رغبةً لطالما أشغلتْ تفكيرها طوال هذه السّنين في وحدتها القاتلة.. وقمتُ بالاستئذان منها .. وامتعضتْ لأنّها لمْ تطفئ ما بداخلها من نارٍ .. فهي تعيشُ في عُزْلتها بلا مُؤنس تتوقُ لطعم الحياة .. لكنّ عُزلتها قتلتها ، ولمْ يُسعفها الزّمن لتجد شريكاً لحياتها ..
وفتحتُ البابَ لأخرج إلا أنّها تبعتني لتوصّلني .. وسرتُ تَحْتَ المطر.. وهي تقولُ لي انتظر سأُوصّلك ..
ووصلتُ منزلي المبنيٌّ مِنْ ألواحِ الزينكو مُتأخراً ، ووجدتُ فراشي مبلولاً ، وولجتُ فيه دون أنْ اشعرَ بالبردِ.. لربما لأنَني كُنتُ خائفاً ومضطرباً مِنْ جُنونِ رغبةِ امرأة اجتاحتني ذات ليلةٍ ماطرة ..
وفي اليوم التّالي لمْ أصحُ إلّا على صوتِ آذان الظُّهر .. وعندما أتذكّرُ تلك الليلة أحِنُّ لتلك الشّفتيّن لأنّني وجدتُ فيهما حلاوة الحياة ..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف