الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مشكلة الأسلحة في ليبيا بقلم:أ. فرج محمد صوان

تاريخ النشر : 2014-12-15
مشكلة الأسلحة في ليبيا بقلم:أ. فرج محمد صوان
هذه ليست المرة الأولى التي يجد فيها سفير ليبيا لدى الأمم المتحدة، إبراهيم الدباشي، نفسه في وسط ‏ورطة دبلوماسية‎.‎
لقد اكتسب الدباشي الشهرة في أوائل عام 2011 عندما كان نائبا للسفير وانشق علنا عن القذافي ودعا ‏زعماء العالم إلى التدخل في بلاده. بدعم ضمني من الدول الغربية ومستوحى من انتفاضة ليبيا الشعبية، ‏عقد الدباشي جلسة مجلس الأمن الدولي والذي شجب بشدة الوضع على أرض الواقع؛ وقال انه يجب ‏محاكمة الطاغية القذافي الحاكم منذ فترة طويلة في ليبيا، ودعا إلى العمل العسكري لإجباره عن السلطة.‏
دفعت مبادرة الدباشي القوى الكبرى إلى العمل، مما مهد الطريق لتدخل عسكري بقيادة حلف شمال ‏الأطلسي أدى إلى الاطاحة بالقذافي في هزيمة لا يمكن تصورها قبل أشهر من ذلك. أصبحت ليبيا ‏مصدرا للأمل. وبدأ الربيع العربي في الازدهار.‏
لكن الوضع لم يعد كذلك الآن. هناك فصيلان كلا منهما يدعي أنه الحكومة الشرعية في ليبيا، وإحداهما فقط ‏تعترف بالدباشي كسفير لها.‏
تعتبر فوضى ليبيا رمزا لتحول الأمل لليأس بسبب الاضطراب العربي العام، والأسوأ من ذلك أن ليبيا ‏غارقة في الأسلحة، وتفككها يمكن أن يشعل لهيب المنطقة بالكامل.‏
هذا الشهر، أخذت الفصائل المتحاربة الرئيسية، وميليشياتها المسلحة الخاصة وداعميهم الخارجيين، أولى ‏الخطوات نحو المصالحة الوطنية، ولكن هناك العديد من العوامل ستكون ضد نجاحها. احدى هذه ‏الفصائل تم اختيارها شعبيا في يونيو الماضي في الانتخابات البرلمانية، وتتألف في معظمها من السياسيين ‏المدنيين والوطنيين. أما الأخرى، فهي جماعة إسلامية تعرف باسم فجر ليبيا، ومنبوذة من قبل معظم دول ‏العالم.‏
وقد سيطرت فجر ليبيا على معظم العاصمة طرابلس بالقوة. وفي أغسطس أعادت المشرعين الإسلاميين ‏الذين سيطروا على المؤتمر قبل الانتخابات لمبنى البرلمان في طرابلس وشكلوا حكومة برئاسة عمر ‏الحاسي. فر الأعضاء المنتخبين في البرلمان الجديد والشرعي إلى طبرق في الشرق، وانتقلت الحكومة ‏المعترف بها دوليا برئاسة رئيس الوزراء عبد الله الثني إلى البيضاء.‏
ما لم يتم احتواء الوضع في ليبيا، فيمكن أن يضع الاقتتال الداخلي البلد المنتج للنفط في أحضان الدولة ‏الاسلامية الانتهازية (أو داعش) والتي أنشأت فعلا معسكرا هناك وفقا لما يتداوله المسئولين الأمريكان.‏
ويجري تهريب الأسلحة من المخزون العسكري الهائل في ليبيا خارج البلاد لتحقيق أرباح ضخمة. انها ‏تتحول بسرعة لما يسميه الكثيرون مستودع الأسلحة في الشرق الأوسط.‏
في أوائل ديسمبر كانون الاول أعرب حلف شمال الأطلسي في بروكسل عن "قلقه الشديد إزاء الوضع ‏المتدهور في ليبيا." وطلب من برناردينو ليون، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، ‏محاولة مساعدة الليبيين لحل أزمة الجمود السياسي. وأوضح حلف شمال الاطلسي أيضا أنه إذا فشل ‏برناردينو ليون فانه سيدرس تدابير إضافية غير محددة لحماية الوحدة والاستقرار والرخاء في ليبيا، ‏ومواجهة توسع التهديدات الإرهابية في ليبيا والمنطقة."‏
ولكن كما قال ليون في مقابلة عبر الهاتف من تونس، فإن "هناك فرصة ضئيلة للنجاح، والكثير يعمل ضد ‏الحل." وأشار إلى أنه كان من المقرر أن تجتمع الفصائل التي تمثل 80 في المئة من المواطنين في البلاد ‏هذا الشهر للمفاوضات للبحث عن "خارطة الطريق" السياسية لحل خلافاتهم. والدعوة موجهة إلى زعماء ‏القبائل وأعضاء البرلمان والمؤتمرعلى حد سواء باستثناء حكومة فجر ليبيا غير المعترف بها.‏
وقال ليون أنه لا يمكن لأيا من الفصائل الرئيسية حشد الدعم الكافي للسيطرة على البلاد. وفي حين أن ‏ليبيا قبلية ومنقسمة الى فصائل إلا أنها أكثر تجانسا من دول أخرى مثل سوريا أو العراق حيث تعيق ‏الانقسامات الدينية والعرقية الوحدة الوطنية. وقال ليون "انها بداية"، ثم أضاف، ‏‏"متفائل؟ لا أستطيع أن أقول أنني كذلك".‏
وحالما غادر حلف شمال الأطلسي تلاشت العملية البطيئة لإنشاء المؤسسات الديمقراطية لتحل محل عقود ‏طويلة من حكم الدكتاتور معمر القذافي. وفي أكتوبر الماضي أبطلت المحكمة العليا في البلاد انتخابات ‏يونيو البرلمانية مما أثار استياء القلة المتبقية من اللاعبين الدوليين في ليبيا.‏
أعلنت حكومة الحاسي في طرابلس مؤخرا عدم شرعية الدباشي، الرجل الذي ساعد في عام 2011 على ‏إقناع حتى إدارة ء الرئيس باراك أوباما النافرة من الحرب بالمشاركة في العملية العسكرية ضد القذافي، . ‏أخبر الدباشي الشهر الماضي مجلس الأمن بالأمم المتحدة ان الاسلاميين "يحتمون تحت عباءة الدين، ‏ويدفعون للشباب لكي يموتوا في القتال ضد إخوانهم، ويدمروا ممتلكاتهم وممتلكات الدولة". ولكن منذ ‏ذلك الحين، على الرغم من عدم وجود أي تحدي رسمي لشرعيته الدبلوماسية في مقر الأمم المتحدة، فقد ‏اعتمد الانتظار، ورفض العديد من طلبات المقابلة.‏
وبالمثل يعاني دبلوماسيين ليبيين آخرين في عواصم العالم من نفس المشكلة. وقال ليون "عاجلا أو آجلا ‏سنبدأ في رؤية مشاكل مماثلة" وبتأثيرات أكبر على ليبيا. فمثلا إذا ارادت شركة اتصالات أمريكية أن ‏توقع عقدا للعمل في البلاد، فمع أي من الحكومتين ستوقعه؟ ومما يزيد الطين بله أن لدى مصرف ليبيا ‏المركزي محافظين يتنافسان الآن على الاعتراف بهما، وعلق ليون قائلا أنه ستعم الفوضى ومعظم ‏الشركات ستقرر عدم التعامل معهم.‏
اضطر أعضاء منظمة أوبك، الذين اجتمعوا في فيينا في أواخر نوفمبر تشرين الثاني، لاتخاذ مثل هذا الاختيار، ‏فقد حاولت الحكومات الليبية المتنافسة إرسال ممثلين عنها للاجتماع حيث قررت أوبك دعوة مبعوث حكومة الثني في البيضاء ‏فقط، مما خلق خلاف مع حكومة طرابلس.‏
مثل هذه المناوشات تذهب إلى ما هو أبعد من التنافس على التمثيل الدبلوماسي أو الأعمال التجارية، ‏فمطار طرابلس تعرض في كثير من الأحيان للهجوم، بما في ذلك بالسلاح الجوي المتوفر الآن لكلتا ‏الحكومتين. في مطلع نوفمبر تشرين الثاني، ضرب المسلحين حقل الشرارة النفطي، مما أدي إلى ‏انخفاض إنتاج النفط في ليبيا، الذي هبط في ذلك الوقت من 800,000 برميل يوميا، إلى 600,000، ‏علما أن أي تباطؤ في إنتاج النفط يستنزف خزائن البلاد.‏
ويخشى جيران ليبيا على نحو متزايد حيث قال محمد زيني سفير تشاد لدى الأمم المتحدة الذي تولى ‏رئاسة مجلس الأمن الدورية في ديسمبر الجاري "إننا جميعا على بينة من خطورة الوضع". وأصدر ‏المجلس بيانا غير ملزم عبر فيه عن قلقه على ليبيا في الآونة الأخيرة، ولكن كما قال زيني لنيوزويك، ‏‏"أنا لا أفهم التشاؤم الخاص بك عندما تقول [انه لم يكن سوى] تصريح صحفي آخر".‏
وفي الوقت نفسه، في واشنطن قال رئيس قيادة الجيش الأمريكي في أفريقيا، الجنرال ديفيد رودريغيز، ‏للصحفيين يوم 4 ديسمبر أن الدولة الإسلامية، أو (داعش) قد بدأت جهودها في شرق ليبيا لإدخال بعض ‏المقاتلين هناك. وبينما لا يزال وجود الدولة الاسلامية (داعش) قيد النشوء وعددهم قليل بحدود 200 ‏مقاتل، قال رودريجيز "علينا فقط أن نواصل رصدها ومشاهدتها بعناية في المستقبل لنرى ماذا سيحدث أو ‏ما إذا كانت تنمو من دون توقف ".‏
الخطر الآخر هو تهريب الأسلحة. التجارة المربحة لا تزيد الحروب اشتعالا في شمال أفريقيا وبقية ‏الشرق الأوسط العربي فقط ولكن أيضا تعيق آمال المصالحة الوطنية الخاصة في ليبيا. وكما اعترف ‏ليون، فالقبائل الصغيرة بميليشياتها تستثمر في تعزيز أرباحها بتهريب السلاح أكثر منه في العملية ‏السياسية.‏
ووفقا لما قاله ليون،فإن الأمم المتحدة تقدر أن أكثر من 20 مليون قطعة سلاح قد تم تصديرها بصورة غير ‏مشروعة منذ الاطاحة بالقذافي،. وتشمل هذه الأسلحة كل شيء من البنادق إلى الصواريخ، فضلا عن ‏كميات صغيرة من المواد الكيميائية ولا يعرف مكان الكعكة الصفراء (نوع من اليورانيوم الخام المركزة)، ‏التي ظلت حتى بعد إلغاء القذافي برنامجه للاسلحة النووية والكيميائية غير المشروع في ليبيا.‏
وقال ليون أن ضمان المزيد من السيطرة على الأسلحة المنتشرة، وكذلك تشديد مراقبة الموانئ ‏والمطارات، ستكون على رأس جدول الأعمال في المحادثات بين الفصائل المتناحرة. وخلافا لبعض ‏النقاد، لا يزال ليون مقتنعا بأن تدخل حلف الناتو ضد القذافي كان ضروريا حيث قال ليون أنه لم يعتقد ‏ابدا انه كان هناك بديلا للتدخل، لكن المجتمع الدولي غادر في وقت مبكر جدا، وسيكون من الصعب الآن ‏على الغرباء التدخل مرة أخرى. فالبلد ضخم ومن أكبر الدول في أفريقيا، وسكانه موزعون، وهناك ‏الكثير من الأماكن للإختباء. وإذا سألت أي خبير عسكري هل بامكانك السيطرة على البلاد بسرعة، حسنا، ‏نعم، يمكنك، ولكن ماذا بعد ذلك؟ هل ستبقى؟ أم سترحل؟
وكما قال ليون، هذا بعيد عن الدبلوماسية لأنه كما أثبتت حالة الدباشي، لا يمكن أن يكون هناك وضع يتم ‏الموافقة فيه على أي دبلوماسي من جانب واحد، ويرفضه الآخر.‏
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف