الأخبار
قناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاق
2024/4/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إعلان القدس عاصمة للسياحة الإسلامية 2015 ..فخ فإحذروه بقلم:أسعد العزوني

تاريخ النشر : 2014-11-29
إعلان القدس عاصمة للسياحة الإسلامية 2015 ..فخ فإحذروه بقلم:أسعد العزوني
إعلان القدس عاصمة للسياحة
 الإسلامية 2015 ..فخ فإحذروه

أسعد العزوني

مصادفة ليست عجيبة ، ولا هي مفرحة ، بل تثير السخرية والإشمئزاز ، إذ أن "مستعمرة " إسرائيل" تسعى جاهدة لشرعنة يهوديتها ، والمسلمون  أنفسهم أصحاب الحقوق الضائعة لتقاعسهم ، قرروا  خلال مؤتمر  رسمي ، يجمعهم ، أن تكون القدس المحتلة -التي تسير في طريق التهويد ، وبات أقصاها الأسير  في مهب الهدم ، جراء الحفريات الإسرائيلية من تحته وحواليه – عاصمة للسياحة الإسلامية عام 2015.
أمة المليار التي أمرت بالجهاد لإعلاء كلمة الله ، وإنصاف المظلومين ، وحفظ كرامة البشر من خلال  نقلهم من عبادة البشر إلى عبادة الله الواحد الأ حد، إتجهت للسياحة والترفيه  والبذخ  ،الذي لن يكون في محله ، بعد أن ألغت في قمة داكار الإسلامية  في ثمانينيات القرن المنصرم ، الفرض الذي كتبه الله عليها  لضمان  بقائها عزية والحفاظ على  نقاء لإيمانها ، وهو الجهاد .
تغير كل شيء عند أمة المليار مسلم  الذين  قيضهم الله سبحانه وتعالى ، ليكونوا رسل وهداة البشرية وتبديد الظلام وإزاحة الظلم عن المظلومين ، ونشر العدل على الأرض بتطبيق تعاليم الرسالة السمحة التي أنزلها الله على نبيه الكريم محمد "ص" ، وتمكن الرسول الكريم  محمد"ص"، بفضل  من الله ومنّة منه ، وبإيمان  الصحابة   ومن آمنوا معه ، من إلحاق الهزيمة بالقوتين العظميين آنذاك، وهما  الروم والفرس ، رغم عدم إمتلاك المسلمين آنذاك للقوة المادية المطلوبة  والعدد  اللازم لخوض مثل تلك المعارك الحاسمة ، لكن الله عوضهم عن ذلك بقوة الإيمان وحب التضحية  ، ونصرهم وهم قليلو العدد ، كبيرو الهمة  ، وتخمون بالإيمان  ، ومفعمو الحب  بالجنة  وارفة الظلال التي وعد الله بها المتقين ، ومن يصمدون في لقاء العدو ، في حين كانت نار جهنم للمنافقين ومن يولون الدبر إبان لقاء الأعداء.
أمة المليار رغم عددها وتعدادها وإمكانياتها  وصفقات الأسلحة  التي تفوق عمولاتها كل تصور ، إستبدلت  التحرير  بالسياحة ، وبدلا من جحافل التحرير  المجحفلة إلى القدس المحتلة والأقصى الأسير ، آثروا حسب قرار منظمة التعاون الإسلامي ، أن يتجهوا إلى القدس بحافلات سياحة مكيفة ، وبدلال من دخول القدس فاتحين كما فعل الحليفة عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي ،قرروا دخولها سواحا  شأنهم شأن  أي سائح عالمي جاء ليتفرج على الآثار  هنا أو هناك وليمتع نفسه   ، ومن ثم يعود إلى بلده   يعرض على أهله واصدقائه الصور التي إلتقطها في المكان بأوضاع مختلفة ،دون أن يكون عنده أي شعور بالإنتماء للمكان الذي ساح فيه.
مجيء العرب والمسلمين إلى القدس سواحا في حافلات جديدة مكيفة  ،وخروجهم منها  مثقلين بالصور الفوتوغرافية ، مفرح لمستعمرة إسرائيل ومبهج لمستعمري فلسطين، وهو  المشجع على قرار يهودية مستعمرة إسرائيل.
المطلوب من العرب والمسلمين لو  كانوا  صادقين بحبهم لفلسطين، ويتمتعون بإيمان  لا تشوبه شائبة ، أن يقاطعوا مستعمرة إسرائيل ، ويمنعوا عنها قدر إمكانهم وهم قادرون ، كل أسباب  البقاء في فلسطين ، لكن ما نراه وما نعرفه يقول عكس ذلك، فالعرب والمسلمون وعلى ما يبدو هم أساس بقاء إسرائيل ، وهم من دعوها للتعنت والعنجهية ، والتمسك بنهج إسبارطة ، فهم يعلمون أن بقاءهم من بقائها ، لذلك ساندوها طيلة الستين عاما الإحتلالية القهرية.
 دخول العرب والمسلمين المقتدرين ماديا طبعا إلى فلسطين سواحا  لا محررين ، سيدعم إقتصاد مستعمرة إسرائيل ، وسيريح الخزينة الأمريكية الملزمة بمواصلة الدعم المالي لمستعمرة إسرائيل ،  وهو ضياع وتضييع لأموال العرب والمسلمين في دروب  ليست دروبها ، لأن هذا المال الذي سينفق ،  إنما يعود في أساسه لشعوب العرب والمسلمين الذين يعانون من الفقر المدقع والحرمان ومن التنمية والتطور لأن القائمين عليهم ليسوا منهم .
كان يتوجب على العرب والمسلمين أن يقاطعوا مستعمرة غسرائيل ، لا التشبيك معها  إلى درجة التحالف وإتخاذها  مقاولا منفذا للعدوانات التي تخدم توجههم ، ومع الأسف فإن مستعمرة إسرائيل  ترفض حتى يومنا هذا العروض العربية عليها لشن حرب  مدفوعة الثمن والكلفة مع البونص بطبيعة الحال ضد إيران ، ويأتي هذا الرفض الإسرائيلي كون أن "الفرس "ليسوا عربا ، بمعنى أن رد الفعل الإيراني على مستعمرة إسرائيل سيكون  ساحقا ماحقا، في حين أن كل عدوان إسرائيلي على الفلسطينيين كان يواجه عربيا بالشجب والإدانة والإستنكار.
لست مبالغا إن قلت أن دخول القدس وفلسطين  عن طريق السياحة  وبإذن من مستعمرة إسرائيل، يعد خروجا عن الدين  ، لأنه مخالف لشرع الله ، الذي يدعو للجهاد ، ومعروف أن  دخول وخروج رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ، لا يتم إلا بتصريح إسرائيلي، ولا يستطيع عباس  إصطحاب أي ضيف عربي أو أجنبي معه إلى رام الله ، إلا بإذن  إسرائيلي.
صحيح أن السواح العرب والمسلمين سيزورون القدس المحتلة ويصلون في الأقصى الأسير الجريح، وربما يتجولون في شوراع القدس العتيقة ويتناولون بعضا من وجباتهم في مطاعم القدس ، ويشترون بعضا من التحف من محالها ، لكن الدفع الأكبر والفعل المناقض للصلاة في القصى سيكون في المدن الإسرائيلية وعلى شواطيء البحر المتوسط ، إذ سيكون السخاء لا حدود له ، لأن "اللحم "الأبيض المتوسط، سيكون متوفرا بكثرة ، ولكن الحركة كلها ستكون  تحت نظر وسمع الكاميرات والمسجلات لضمان الولاء والإنتماء لمستعمرة إسرائيل.
على الفلسطينيين في بيت المقدس  المحتل ، الذين نذروا حياتهم لوجه الله ومن أجل قدسهم وأقصاهم ، وعلى أهل الساحل الفلسطيني المحتل عام 1948 أن يقاطعوا هؤلاء السواح  ،ولا يتعاملوا معهم   بأي طريقة من الطرق ، حتى يعرف هؤلاء  مكانتهم وحجمهم وسوءعاقبتهم وسواد أفعالهم .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف