الأخبار
حماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل ثلاثة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزةحماس تتمسك بوقف إطلاق النار وضغوط أميركية على نتنياهو للمشاركة بالمفاوضاتمسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين السابق: حماس جادة بالتوصل لاتفاق وإسرائيل لا تريدإعلام إسرائيلي: نتنياهو يصدر بيانات ضد إبرام الصفقة تحت مسمى مسؤول دبلوماسيحماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثل
2024/5/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين !!بقلم:حميد طولست

تاريخ النشر : 2014-11-27
لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين !!بقلم:حميد طولست
لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين !!

تذكرني دعوة الخروج لرفع المصاحف والتظاهر بها يوم 28 نوفمبر ، والتي يروج لها فريق من السلفيين ومدعي الدفاع عن الإسلام ، بالحملة التي انطلقت قبل شهور من الإسكندرية وانتشرت في عدد من المحافظات المصرية والتي تبنت الدعوة "للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم " عبر ملصقات ساذجة ، شوهت جل شارع المدن المصرية ، وواجهات المحال التجارية وزجاج السيارات ووسائل المواصلات العامة ، وغطت كل حيطان البنايات والعمارات وزادتها اتساخا وهروبا نحو القبح ، ؛ تلك الدعوة التي رغم استجابة الكثير من مستلبي التيارات السلفية لها ، فإنه لم يكتب لها نجاح تحقّيق الهدف المرجو منها والذي كان خلط الدين بالسياسة لنشر الفتنة بين الناس ، وذلك لأن السلطة في البلاد كانت يقظة وحازمة وجادة في القضاء عليها ، لما تضمنه من طائفية ترمي لتفتيت الشعب الذي فهم هو الآخر اللعبة ولم يبلع الطعم ..

على ما يبدو أن عبقرية أو غباء الجهات المتطرفة قد تفتقت مرة أخرى عن فكرة جديدة لتحقيق ما فوته عليها تلاحم الجيش والشرطة والشعب من أهداف دعوة " الصلاة على النبي" ، ففكر قادتها -بعد أن استهلكوا كافة أوراقهم الانتقامية ضد الدولة المصرية ، واستنفذوا كل ممارساتهم الارهابية البشعة ضد مواطنيها الغلابة ، وجربوا فيهم كل وسائل الغدر من قتل الشرطة والجنود ، بلا رحمة ، كما في رفح والشيخ زويد وسيناء ، ودمروا مديرياتهم الأمن بالدقهلية والقاهرة ، واختطاف المواطنين الأبرياء وزرع القنابل اليدوية في طريقهم وفي المواصلات العامة التي يستقلونها ، وفي الأماكن المزدحمة التي يؤمونها لقضاء أغراضهم اليومية -

فقروا استنساخ الفتنة الكبرى التى لازال العالم الإسلامي يعانى كله من أثارها الى اليوم ، والتي سقطت خلالها دولة الخلفاء وتمزق بعدها نسيج المجتمع المسلم الى فرق ونحل يحارب بعضهم بغضا باسم الدين ويكفر بعضهم بعضا باسم الدين والدين براء من هؤلاء وهؤلاء .. وقد أطلقوا على مستنسخهم الممسوخ مسمى " انتفاضة الشباب المسلم " ودعوا للخروج يوم 28 نوفمبر في مظاهرات بالمصاحف ، تستهدف الحفاظ على هوية الأمة و الدين الاسلامي ، الذي يدعون كذبا وبهتانا أنه في خطر وان أشد أعدائه وطأة من داخله ..

فهل سيتصدى المصريون لهذا الارهاب البشع الذي يمني أصحابه النفس برجوع دولة الخلافة البائدة التي أكل عليها الزمان وشرب نخب فشلها وإجرامها في حق الشعوب المُستعربة... ام ترى ان الحيلة ستنطلي عليهم مرة أخرى ، ينساقوا وراء تلك الدعوات التي من شأنها تخريب البلاد والقضاء على مصادر دخلها الرئيسية مثل السياحة وضرب امنها القومي واستقرارها في مقتل ..

إنه من الطبيعي والمنطقي ، ألا يكرر الشعب المصري المؤمن الخطأ نفسه مرة ثانية ، ويلدغ من ذات الجحر مرة أخرى ، وإلا ، فعليه أن يتحمل مسؤولية تغفله ، ويدفع ثمن غبائه ، إن هو انطلت عليه حيلة رفع كتاب الله المقدس في مظاهرات غير مقدسة ، وهو يعلم أنه لا يصح إقحام كتاب الله في أي معارك سياسية بين المسلمين وغيرهم أو بين بعضهم البعض ، لأن ذاك الإقحام قد يترتب عليه فتنة عظيمة ، مبتغى المتطرفون وأتباعهم الذين الذين دعوا إلى رفع المصحف في مظاهرات  28 نوفمبر، التي تنطوي على سوء نية وخبث طوية تدخل في دائرة الفتنة والإرهاب والإجرام والانتقام من الشعب المصري – بسبب ثورته على حكهم وتحكمهم - بأي وسيلة تمكنهم من تفتيت مجهود أبناء ورجال وأمن وجيش وأمان الوطن ، فليس ببعيد أن يحملوا قنابل علي هيئة كُتب .

فما أظن أن تنطلي مثل هذه الحيل الغبية على هذا الشعب الذكي الذي أخرجت منه الثورة أخطر الأشياء وأكثرها رعبا وإرهابا لأي سلطة ، وهى حب الوطن والوعى السياسى والاهتمام بشئون البلد ، والانشغالا بقضاياه وهمومه ، فتحول كله إلى سياسي محنك ، يناقش ويحلل ، ويراقب ويمنطق وينتقد بموضوعية .. .

ــ وما أخاله شعبا بهذه المواصفات ، إلا ملتفا حول وطنه ، ومساندا لشرطته وجيشه لرادع مثل تلك الحماقات التي جرب أمثالها خلال الثلاث سنوات الماضية ، وباءت كلها بالفشل المبين ..

حميد طولست [email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف